يشكل عنصر الشباب الغالبية العظمى في سكان العالم العربي، لكن غالبية هذا الشباب في هذا العالم تواجه مشاكل أبرزها ما يتعلق بالجانب الاقتصادي.
فما ينفك الآباء والأمهات يناضلون ويكدحون ويسهرون من أجل تربية وتنشئة وتعليم فلذات أكبادهم، حتى يكبر النشء ويكمل تعليمه الجامعي أو العالي، ليجد نفسه في غالب الأحيان منضما إلى صفوف البطالة.
هذه البطالة المتفشية في أوساط الشباب ذكورا وإناثا في عالمنا العربي ليس لهذا الشباب ذنب فيها، وخاصة إذا علم الشباب أن الوطن العربي بمجملة يعج بالخيرات والثروات في ما تحت الأرض وفي ما فوقها.
هذه البطالة تشكل سيفا على رقاب الشباب المتعلم المثقف المؤهل، فهو أو هي لا تستطيع إلى مجالات العمل أو الوظيفة وصولا. وإذا عرفنا أن الشباب الذكور هم من يقومون عادة برعاية الأسرة، أو أن هذا الأمر يعتبر مطلوبا منهم بحكم الشرائع السماوية والعادات والتقاليد، فإن هذه الفئة من الشباب الذكور تبقى شاردة الأذهان تتحسر على الواقع الأليم الذي تعيشه في مرابع أمتنا العربية.
هذا الشباب الذي لا يجد وظيفة أو مجالا للعمل، لا يمكنه التقدم للاقتران بفتاة بقصد الزواج، وذلك لأن من بين أوائل الأسئلة التي يواجه بها أهل العروس العريس بطبيعة الحال: ماذا درست؟ وقد يمنحونه على طبيعة الدراسة 30% وماذا أكملت؟ حيث قد يمنحونه على تخصصه ما لا يزيد على 10%، وماذا تعمل؟ فيكون هو السؤال الأهم المرجح لنجاح المهمة برمتها.
فتُرى، كيف للشباب الذي لا يجد وظيفة أو مجال للعمل أن يتزوج وأن يبني أسرة وأن يسهم في خدمة المجتمع والأمة والإنسانية!
هذه المعضلة الشائكة التي نحن بصددها تعتبر خطيرة فوق التصور، فالبطالة إذا ما طال أمدها، فإنها تقود إلى المشاكل الاجتماعية الأخرى، بل وقد تقود إلى عالم الجريمة أو الثورة.
والسؤال هو، أما آن لقادة المجتمعات العربية أن تتوقف عند هذه المشكلة المتفاقمة في أوساط الشباب العربي، آخذين في الحسبان أن لدى الأمة العربية ما يكفي العالم أجمع من الخيرات والثروات أو يزيد.
أيها القادة العرب، أما آن لكم أن تستيقظوا، أما آن لكم أن تنفكوا من نير المستعمر الذي يستولي على ثروات الأمة ويسعى في تقسيمها وتجزئتها وتفريقها وأنتم تساعدونه على ذلك أو حتى تستدعونه.
أيها القادة العرب، لماذا تصرون على تبديد ثروات الأمة وتجويعها، ولماذا تعتقدون أن أساطيل الأجنبي ستبقى تؤمن الحماية لاستهتاركم الواضح بمقدرات الأمة وثوابتها وكينونتها ومستقبلها.
ألا كان الله في عون الشباب العربي الذي يضطر للاصطفاف أمام السفارات الغربية والأجنبية وهو لا يدري أن ينتهي به المطاف أو المقام. ذلك بينما تعج بلاده بالخيرات والثروات التي يبددها الحكام وبطاناتهم والأشرار دونما ورع أو تقوى.