هذه مشاهد اخذت من صندوق مخلفات استوديوهات الدوار الرابع ووقعت بيد مواطن لايملك الة عرض سينمائي ، وتمكن هذا المواطن من صنع صندوق كرتوني مع لوكس انارة وجلس في المساء يشاهد مجموعة الاشرطة الفلمية ، ولكن هذا المواطن وتطوعا من نفسه قام بكتابة تعليق بقلم رصاص مكان الترجمة المعتادة في الافلام الاجنبية ليسرد بها قصة هذه المشاهد وكانت البداية كاتالي :
تولى الرفاعي الحكومة وعمره في منتصف اللاربعينيات ونحن كشعب اردني اعتدنا على رؤساء وزراء لهم باع طويل في العمل السياسي قلنا لأنفسنا هو شاب أو ما يعرف بالتاريخ كهل لأن الكهل هو من بلغ الاربعين وليس الستين ، اذا هذا الرجل سيقدم للبلد دماء شبابية تنعشه من عجائز السياسة ، ولكننا بعد ايام بدأنا نسأل انفسنا من الذي يحكم الحكومة ومن هم رجال الظل في الحكومة وكيف تسير امور البلد وجاءت الاقاويل كثيرة ولكنها لم تخرج من دائرة الاب زيد ونائب الرئيس الدكتور رجائي المعشر ، وبكل عفوية ارجعنا هذا الامر لأن دولة الرئيس رجل كهل وليس له خبرة وهذا لايعيب العملية السايسية ، وبعد أن شكلت الحكومة وبدأت بالظهور مدونات السلوك ومواثيق العمل قلنا هذا الرجل يريد أن يسير الجميع على العجين بدون أن يخربطوه ، ولكننا وجدنا أن هناك اشخاص من الحكومة استغلوا كهولة الرفاعي وجهلة السياسي واصبحوا يسيطروا على الكلمة الحكومية والخطاب الحكومي لدرجة أنهم اعتبروا بقية الوزراء ضيوف في مؤتمراتهم الصحفية ودورهم كوزراء فقط هو القاء كلمتهم ومن ثم مغادرة المؤتمر ، وقلت لنفسي هذا أمر ممكن ان يسمى تنظيم للخطاب الحكومي كي يخرج من صفة التعديدية والفوضى ، وعندما اشتد عود الرفاعي خرج علينا بتعينات المستشاريين الغير قابلة للنقاش ، واعدنا السبب الى انه رجل يريد أن يستنير برأي اهل العلم والمعرفة كي يسير امور البلد للأمام ، ولكننا وبعد فترة لم نعد نسمع عن هؤلاء الرجال شيء وبقوا في ظلمات الدوار الرابع يتقاضون رواتبهم وامتيازاتهم ، وحول الدوار الرابع الى مقر لشركة دبي كابيتل بكادرها الوظيفي كله ، وتناسى المواطن هذه القصة عندما جاءت قصة المعلمين وقص لحاهم وشواربهم واشتغلنا نحن كشعب بهذه القصة مدة تجاوزت الشهريين وكأن عمر حكومة الرفاعي يستحق أن يغامر به من خلال وزير لم يحترم رسل البلاد واسند ظهره للحائط ، وقام الرفاعي بتعديل لحكومته وانبسط الشعب وفرح وقال هؤلاء هم الرجال المناسبين لإدارة دفة البلاد ، وجاءت معركة حبة الخيار في رمضان وجلس المجلس اربع مرات على كراسي الحكومة ليقرر الحل ولم يجدو الحل وبقي الخيار فاكهة مشتاه ولايمكن الوصول لها ، ومن ثم جاءت حبة البندورة واستطاعت دودة بحجم ضفر اصبع اليد أن تلعب بالحكومة سبعة بلدي وخرجت الحكومة مكسورة الخاطر لأن الدودة رفضت أن تخرج من حبة البندورة إلا بعد موتها ، وبين الخيار والبندور استمر الشعب يواسي نفسه بالقول أنه ليس بالخيار والبندورة وحدهما يعيش المواطن ، ثم جاءت تجربة العرس الديمقراطي وعو عرس غاب عنه العريس وارسل ما تبقى من اولاد نسائه السابقات صغار السن كي ينوبوا عنه ، ومع كل ما شاب هذا العرس من تحفظات بدء بقانون انتخابي كولس له داخل غرف مغلقة وتم الاعلان عنه بواسطة ابواق حكومية لم تكل ولا تكل من تكرار كلمتي شفافية ونزاهة لدرجة اصبح المواطن يخربط بين هاتين الكلميتن ويعتقد انهما اسماء معارك فاصلة في الحياة الديموقراطية الاردنية ومنهم من رغب في اطلاق هذين الاسمين على ابنائه المولودون جديدا لعل الحكومة تقوم بتوزيع جوائز على من يحمل هذان الاسمان ، ولكن خوفا من كثرة الغلط هو الاسمين اختصر المواطن على أولاده القادمين مشقة ان يحملوا اسماء معارك خاسرة في تاريخ الحياة الديمموقراطية الاردنية ، وانتهى العرس واخذ العريس العروس بالوكالة عن نفسه وبقي الجري والركض للمتاعيس ، ولازالت سدور المنسف وعلب المياه وصحون الكنافة الورقية ملقاة في ساحة العرس تنتظر عمال الوطن كي يجمعوها ، وفجأءة تذكر دولة الرئيس ان حكومتة وبناء على الارادة الملكية قد شكلت لهدف محدد وهو القيام بعمل انتخابات ،وفي ختام الاشرطة الفلمية وجد هذا المواطن شريط فلمي مكون من اربعة كوادر صورة للوحة التوثيق كلمات سينمائية تقول .. سمير الرفاعي .. كلاكيت ثاني مرة .. أكشن ، وقام هذا المواطن برمي الاشرطة والصندوق واحتفظ بلوكس الانارة كي يستفيد منه في الايام واليالي القادمة وربما تصدف معه ويجد بعد فترة زمنية مجموعة اشرطة فلمية توثق لهذه الايام !!