بقلم: أحمد عطاالله النعسان
نحن شعوبا نكره ونمقت الإغتصاب بكل أشكاله لأننا من أكثر الشعوب التي عانت وتجرعت مرارته ... فنحن كمجتمع إسلامي وعربي أغتصبت أراضينا جهارا نهارا وبمباركة وبتصفيق وتهليل دولي، في المقابل فإن ديننا الحنفي السمح المعتدل الذي يحاولون الصاق التهم فيه ظلما وجورا وعدوانا يحرم جريمة الزنا بل ويعتبرها من الكبائر التي قد يصل بها الحد حتى الموت رجما للثيب الزاني؛ لأن ديننا الحنيف يدعو إلى حفظ الأنساب والأعراض وعدم إهدار كرامات الشعوب وقهر النفس البشرية مهما كانت الأسباب... فرسالة الإسلام السمحة حرمت كل ما من شأنه المساس بكرامة الإنسان بل إن الله جل وعلا أكد في كتابه العزيز على ذلك بقوله تعالى \"ولقد كرمنا بني آدم\" فعمم التكريم للجنس الآدمي كاملا ولم يخص المؤمنين أو المسلمين.
آلمني وأزعجني كما أزعج كل الأردنيين وكل من قرأ خبر إغتصاب فتاة من أصول فلسطينية لن أقول (إسرائلية) فأنا سأحيا ما شاء لي ربي وأموت بإذنه تعالى دون أن أتجرأ على الدين والتاريخ والعروبة بالإعتراف بهذا الكائن المسخ والجسم السرطاني الذي تم زرعه عنوة في قلب العروبة ونبض الإسلام، زرعوه في أولى القبلتين وثالث الحرمين، والعالم كله يقف صفا واحدا إلا الشرفاء من هنا وهناك إلى جانبه على الرغم من كل الجرائم القذرة والمعاداة الصارخة لكل حقوق الإنسان والقوانين الإلهية والوضعية ، جرائم تقشعر منها الأبدان السوية من إغتصاب أكبر وإغتصاب أصغر وقتل بالآلاف من خلال المجازر الجماعية العديدة التي ارتكبتها آيادي الغدر والخسة، وجرائم التشريد والتهجير التي لا يشابهها حدث في التاريخ، فكيف لي الإعتراف بمن إغتصب الأرض وانتهك العرض وزور التاريخ وطمس الحقائق ويحاول محاولات فاشلة لتغيير الواقع على الأرض، ولكن الحق يعلو ولا يعلا عليه ولا بد أن يأتي يوما ويعود الحق لأصحابه الشرعيين، ففلسطين ستبقى ما حيينا فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى.
أكرر رفضي لجريمة الإغتصاب أيا كانت جنسية المعتدي والمعتدى عليها، ولكن فرصة وجدتها لإستذكار ما هو مستذكر واستحضار ما لا يغيب، فجرح فلسطين الغائر النازف أحد أعمق الجروح وأكثرها إيلاما ومع أن جرح العراق والصومال والسودان واليمن وأفغانستان حاضرة وبقوة ولكن قضية فلسطين لها خصوصية لا تشبه أي قضية، فأقول لمن اغتصبت وجربت شعور القهر والإغتصاب ولكل من قرأ وسيقرأ الخبر ومقت هذه الفعلة عليه استحضار أكبر عملية إغتصاب في التاريخ وهي إغتصاب عروس عروبتنا ووجهة نبينا الأولى ومسراه إلى السماء، عاشت فلسطين في قلوب الأحرار وحمى الله أردننا الغالي من كيد الكائدين وجعله آمنا مطمئنا إنه ولي ذلك والقادر عليه، وحتى لا يترك القراء الكرام جوهر الموضوع ويخوضون بالنسب والفصل للكاتب، فأنا مسلم عربي أردني أحرص على مصلحة إخواني في كل الدول الإسلامية والعربية حرصي وخوفي على أخي في قرية الصريح شمال الأردن.
abomer_os@yahoo.com