زاد الاردن الاخباري -
فنان هادئ الطباع يحمل بداخله عشقا لفنه كأطياف قوس قزح ليسطع نجمه في نهر جاري عرفناه في عشرات الأعمال التي عاشت في بيوتنا لنتوقف خلف هذا لفنان الشاب ونكشف لكم كواليسه وعالمه .
النشرة عاشت مع الفنان ميلاد يوسف لحظات من الصراحة في عالمه حتى وصلنا إلى متاهات وجدل الكثير من الأعمال التي خاضها لهذا العام .
كيف تقيم مشاركتك في أعمال هذا العام ؟
شاركت في بطولة عمل ساعة الصفر من كتابة مازن طه واخرج يوسف رزق وهو مسلسل اجتماعي بوليسي كوميدي وهو عودة للإيقاع الأساسي للمخرج يوسف رزق من خلاله اختياره للنص الذي يحمل طابع اجتماعي هادف يجمع شريحة كبيرة من الجمهور الذي يحبذون هكذا أعمال إضافة إلى مشاركتي في عمل "ما ملكت أيمانكم" للمخرج نجدة أنزور العمل الشهير باب الحارة.
ماذا يميز ميلاد يوسف في ساعة الصفر ؟
أول ما يميزني هو المشاركة في عمل من بطولة جماعية وشخصيتي كانت جديدة ولم أقم بتأديتها من قبل فـ " سامر" يعمل كصحفي ولكنه يبحث عن فرصة عمل لفترة معينة مما يضطر للعمل في مطعم إلى أن يتعرف على إحدى الصحفيات التي تقوم بتوريطه بمجموعة تعمل بالتآمر على البلد من خلال شبكة موساد لكن حسه وطني جعله يتعاون مع رجال الأمن لكشف تلك الشبكة وتدور تلك الأحداث بقالب بوليسي مميز ضمن إيقاع اعشق تأديته.
كنت ضيف شرف في عمل "ما ملكت أيمانكم" وهذا لا يليق بنجم مثلك ؟
نكهة العمل مع المخرج نجدة أنزور هي نكهة خاصة ولا أعتقد إذا كانت نجما بنظرك فهو إن لا أقوم بادوار كضيف شرف وكانت شخصيتي جميلة جدا ومحورية حيث شاركت بشخصية " وسام" الشاب الذي يعيش حالة مادية مرفهة لكونه ابن تاجر كبير والذي يقوم بالتعرف على "نادين" تلك الفتاة الفقيرة إلى أن التفاوت الطبقي فيما بينهما يحول إلى عدم إكمال قصة حبهم وهذا الدور يرصد الشباب وقصص حبهم وفشله نتيجة التفاوت الطبقي خصوصا في المجتمع السوري.
وماذا مشاركتك في باب الحارة في جزئه الخامس ؟
برأيي يأتي الجزء الخامس والأخير من باب الحارة هو نهاية مرحلة وحقبة شامية أحبها الناس والجزء الخامس قدم بطريقة اعتبرها من أهم الأجزاء كونه جزء الوداع مما فرض على الكاتب كمال مرة إدخال سيناريو دقيق يحمل معطيات جديدة ومهمة في البيئة الشامية.
اتهم البعض شخصية عصام في جزئه الأخير بالتقليدية ؟
سمعنا الكثير من النقد عن شخصيتي وعن العمل ككل , ومع ذلك الكل كان يتابع العمل مع كل الانتقادات وشخصيتي كان لهذا العام مدروسة بشكل كبير مقارنة بالأجزاء السابقة وعدت هذا العام بشخصية عصام الشاب الشعبي وعلاقاته الاجتماعية ضمن هذه البيئة بعيدا عن طابع المقاومة واقصد إن الشخصية عادت إلى قالبها الشعبي البسيط لكنها حملت خطوط ومفاجآت خصوصا أن النص قدم بصورة جديدة وملفته البعض شكك في نجاح باب الحارة واعتبر نهايته مملة.
هذا رأيك ولكن الكثير أشادوا بكل الأجزاء ولا أنكر وجود ضعف بسيط في حبكته الدرامية إلا أن العمل شكل حالة استثنائية وسوق حقيقي في الأعمال الدمشقية وهذا يدل على نجاحه
إذا ما هو السبب الرئيس في جماهيرية باب الحارة مقارنة بالأعمال الشامية ؟
أصبح باب الحارة العمل الوحيد الذي دخل كل البيوت وشخصياته عاشت معنا لخمس سنوات ويبقى المشاهد العربي محب لتلك الأعمال التي عاش معها رغم كل الإشكالات التي مرت على العمل من إلغاء بعض الشخصيات واعتذار بعض الفنانين نتيجة خلافات مع المخرج إلا انه ما زال الرقم واحد أمام عشرات الأعمال التي تعرض في شهر رمضان والموضوع يأتي بحرفية المخرج في جعل العمل قريب على المشاهد في أجزائه الخمسة إضافة إلى إخلاص ومحبي هذا العمل من المشاهدين
عبر خمسة أجزاء هل تعتبر نفسك فنان مسالم أم راضخ لقرارات بسام الملا ؟
ليس موضوع مسالم أو راضخ وإنما اعتبر نفسي من الفنانين المخلصين لأي عمل ليس لبسام الملا فقط وهنا يأتي الدور في الإخلاص للقائمين على العمل والإخلاص للجمهور الذي احبك في الشخصية وبرأيي هو انتماء للدور الذي بدأت به ومن الواجب عليك الانتهاء منه لآخر مشهد دون الاعتذار عنه تحت أي ظرف من الظروف وأنا أتكلم عن وجهة نظري كميلاد.
هل تقصد أن الفنانين الذين رفضوا إكمال العمل غير مخلصين؟
لا تحاول إدخالي في متاهات أنا بغنى عنها وأنا أتكلم بوجهة نظري وليس باتهام إي احد وكل فنان له وجهة نظره ولا احد يفرض وجهة نظره على الآخر وباختصار صفة الإخلاص في العمل واجبة على كل فنان لأنها من الأخلاقيات الفنية التي نعيش عليها.
لماذا اعتبرت عمل " أبناء القهر " هو نقطة تحول في حياتك الفنية ؟
لان فكرة العمل ككل كانت مثيرة للجدل عندما تطرقت لأول مرة للإصابة بمرض الايدز وشخصية "نوار" كانت أولى الشخصيات التي ركزت على تفاصيل هذا المرض ومسبباته بشكل واضح وصريح وما يحمله من مخاطر تهدد مجتمعاتنا العربية ومثل هذه الفكرة التي تعرض لأول مرة حتما ستجذب أنظار المشاهدين بشكل كبير وكان شخصيتي من أهم ادوار البطولة التي شاركت بها خصوصا أن تفاصيل العمل اتسمت بالصبغة الاجتماعية المثيرة للجدل لتحقق نجاحا عبر شريحة واسعة من الوطن العربي لذلك اعتبرته من أهم ما قدمت عبر مسيرتي الفني.
ذكرت أن الدراما السورية تذهب إلى الهاوية ؟
لا اقصد بكلمة هاوية أي الهلاك وإنما إذا ما بقيت بهذه الآلية فإنها ستتراجع إلى دراما من الدرجة الثانية من خلال اختلاف المفاهيم والتوتر الذي يحصل في كواليسه إضافة إلى الاستسهال باختيار القرارات و وكسر القواعد.
تقصد حالات التوتر بحادثة تغير عدة مخرجين لعمل واحد ؟
هذه إحداها فالمخرج رب العمل وهو الشخص المحرك والقائد فمن الممكن أن يتغير فني أو ممثل أم أن يتغير عدة مخرجين لعمل واحد فهذه الكارثة مما يجعل كل شيء مستباح في الفن واستباحة العمل مشكلة كبيرة علينا محاربتها فالاحترام من أسس المهنة لذلك يجدر بنا العودة إلى الحرفية الدرامية التي بدأنا بها وخرجنا بسببها إلى هذا النجاح.
رشحت كسفير من قبل الأمم المتحدة للشباب فما دورك ؟
تم اختياري كسفير "Y PEER" وهي مبادرة عالمية برعاية الأمم المتحدة تعنى بتثقيف الشباب وتوعيتهم من الأمراض السارية كمرض الايدز كما أن لها عدة أهداف منها إبراز طاقات الشباب و محاربة العنف ضد المرأة ومركزي جاء لإشباع داخلي لما يخص الشباب بعيدا عن مهنتي الفنية ودوري يأتي في تنظيم المؤتمرات وافتتاح مراكز تعنى بالأمر ذاته بمشاركة مئات المتطوعين الذين يبحثون عن تطوير ورفع مستوى ثقافة الشاب السوري.
أين أنت من السينما ؟
عندما يكون لدينا سينما فمؤسستنا تقوم بإنتاج ثلاثة أو أربعة أعمال سينمائية لها مالكيها وما اقصده أن تلك الأعمال تقدم لأسماء محددة ومعروفة يقومون باحتلال هذا الفن أن كان على صعيد الفنانين أو المخرجين.
ما المقصود بالاحتلال ؟
أنا لا اعتبر المؤسسة العامة للسينما قطاع حكومي وإنما اعتبره أفراد وعناصر والقائمين على هذا الاحتلال هم من أوصلوا السينما السورية إلى هذا التخلف بإنتاج أفلام المهرجان وليس أفلام جماهيرية للمشاهد.
وأين دورك كفنان في وجود فيلم جماهيري ؟
نحن بصدد فكرة فيلم بمساعدة مجموعة من الشباب وستكون ولادة فيلم سينمائي خاص وسنحقق من خلاله عدة معادلات على الجانبين الدرامي والجماهيري وما تنقصنا هو بوجود آلية مالية دقيقة كي لا نتعرض لخسارات وتموت الفكرة من بعدها وكل ما أتمناه هو نجاح العمل .... والله لا يحيجنا للمؤسسة العامة للسينما كي لا نفشل بسببها.
رفضت العمل في مصر رغم كثرة العروض ؟
أن احترم فنهم لكنني لا اعتبرها ملعبي الذي أحب اللعب به وبصراحة أكثر إن غاية دخول الفنان السوري للفن المصري هي غاية غير نقية ولو عرض علي ألف بطولة مصرية فلن اقبل , ولا اعتبره عرض مغري بالنسبة لي ومثلما خلقت ونجحت الدراما السورية فبإذن الله ستخلق لدينا سينما سورية سيشاهدها كل العالم وإذا فكرت للعمل في مصر فشرطي الوحيد أن أتحدث باللهجة السورية .