زاد الاردن الاخباري -
(CNN)-- أكد الممثل السوري مصطفى الخاني أن نجاحه في شخصية النمس يعود إلى عدة عوامل منها اجتهاده الشخصي كممثل، رافضا الخوض في تفاصيل خلافه مع الأخوين الُملا أثناء تصوير الجزء الخامس من "باب الحارة،" وقال إن التعاون المستقبلي فيما بينهم مرهون بطبيعة ما يطرح من مشاريع.
وأضاف الخاني في مقابلة مع CNN بالعربية، أنه راهن على نجاحه في شخصية توفيق بمسلسل "ما ملكت أيمانكم،" إذ مثّل تحدياً كبيراً بالنسبة له، ورفض الانتقادات التي اتهمته بالمبالغة في أداء هذه الشخصية، وتحدث عن تكريمه مؤخراً من جانب الأمين العام للأمم المتحدة، وعن مشاريعه المستقبلية.
وتاليا نص المقابلة مع الممثل السوري:
تعاملت خلال مسيرتك الفنية مع كبار المخرجين، ومعظم الأدوار التي أديتها منذ العام 2000 كانت أدوراً رئيسية، إلا أن دور "النمس" في "باب الحارة" حقق لك النقلة الأبرز على المستوى الجماهيري، ما السر في ذلك؟
من خلال هذا المسلسل توافرت مجموعة من الظروف التي ساهمت في هذا النجاح، ابتداءً من المحطة العارضة التي تتميز باحترافية عالية على مستوى التسويق، وتقدم نجومها بشكل جيد، بالإضافة إلى عوامل أخرى، مثل توقيت العرض في رمضان، والمسلسل ذاته الذي أصبح على مدى خمس سنوات نوعاً من الطقس الرمضاني عند المشاهدين العرب، وصولاً إلى أسرة العمل، ووجود مخرج كبير كالأستاذ بسام الملا، ويضاف إلى كل تلك العوامل الاجتهاد الشخصي، وعملي كممثل في إضفاء سمة (الكاراكتر) على هذا الدور.
فشخصية (النمس) المكتوبة على الورق لم تكن تحمل هذه السمة، إذ كانت أحادية الجانب لجهة كونها شريرة وسلبية، وبعد قراءتي للنص، وجدت أنها تحتمل الطرافة، ويمكن أن يتعاطف معها المشاهد، فقررت تقديمها على هذا النحو الذي ظهرت عليه، كشخصية ملتبسة، متناقضة، غامضة، وطريفة، وهذه الإضافات ساهمت في إغنائها، وأعتقد بأننا وصلنا إلى نتائج جيدة، تركت صداها الطيب عند المشاهدين.
ولكن بعد تلك الثقة التي تحدثت عنها من جانب المخرج، تناقلت وسائل إعلام خبر خلافكم مع "الأخوين الملا" أثناء تصوير الجزء الخامس من العمل، فهل سيحول ذلك دون التعاون بينكم في مشاريع مقبلة؟
الخلاف الذي حدث بيننا طبيعي، ويمكن أن يحدث في كواليس تصوير أي عمل تلفزيوني، وأنا برأيي أن هناك ما هو أهم من الخلافات كي نتحدث عنه في وسائل الإعلام، والتعاون في المراحل المقبلة مرهون بطبيعة ما يطرح من مشاريع، وبالفائدة المتبادلة التي يمكن أن يقدمها كل طرف للآخر.
وماذا عن مشروع تقديم مسلسل عن شخصية "النمس"؟
النص الذي قرأته كان دون المستوى الذي نطمح بتقديم الشخصية من خلاله، وفي حال تم إيجاد النص المناسب، فعندها سيكون الأمر ممكناً، وإلا فمن الأفضل عدم تقديمها.
من تلك الشخصية الطريفة والمحببة، انتقلت في العام التالي مباشرة لأداء شخصية بمنتهى القسوة؛ "توفيق" في مسلسل "ما ملكت أيمانكم،" هل كان ذلك هرباً من الوقوع في فخ النمطية؟
بالتأكيد، هذا ما حرصت عليه عند اختياري لدور (توفيق) بين مجموعة الأدوار التي طرحت علي خلال الموسم الماضي. كان هاجسي هذا العام تقديم وجه آخر من مصطفى الخاني الممثل، فكان اختياري لهذا الدور وكان كل رهاني عليه. كما كان في العام الذي سبقه كل رهاني على شخصية (النمس)، وأعتقد بأن هذا الشيء يحمل الممثل عبء ومسؤولية وتحدي أكبر، فبدون شك عندما يقدم الممثل العديد من الأدوار يكون نسبة نجاحه في أحدها أكبر.
ولكن بعض المنتقدين وجدوا في طرح هذه الشخصية نوعاً من المبالغة بتقديم أو بوجود هكذا شريحة في المجتمع، وخاصة بين رجال الدين؟
نحن لم نقدم (توفيق) على أنه رجل دين، وإنما كشخص يتستر خلف عباءة رجل الدين، ويستغل مظاهر التدين للوصول إلى مآرب شخصية لا علاقة لها بالإسلام. وإذا كان هناك من يرى أن هذه الشخصية تحمل في سماتها شيئاً من المبالغة، فأنا أتساءل من أين أتت تلك الجماعات المتطرفة؟ أليس من شخصيات شبيهة بـ(توفيق)؟ وهل أولئك الذين يفجرون الأسواق، ويقتلون الأبرياء والأطفال ألطف، أو أقل قسوةً منه؟
هل هذا يعني أن شخصية (توفيق) تخلو من أي بعد إنساني؟
تقديم شخصية كشخصية توفيق هو أمر على جانب كبير من الحساسية، وبالتالي يتطلب الدقة الكبيرة في تقديمها، لأن أي خلل بسيط في الطرح، يمكن أن يحول (توفيق) إلى (رامبو)، أو بطل يتعاطف معه المتلقي خلال مشاهد الملاحقة مثلاً، ونكون حينها قد وقعنا بخطأ كبير. فنحن قدمنا هذه الشخصية لنحاول من خلالها إدانة الشريحة التي تتصرف بهذه الطريقة، ومن الخطورة أن يكون هناك نوع من التعاطف معها. وبرغم ذلك أظهرنا جوانب الصراع الداخلي في هذه الشخصية، والإحساس اللحظي بتأنيب الضمير، ولكنه في النهاية شخصية قاسية، ونحن نصادف في حياتنا شخصيات على هذه الدرجة من القسوة، والمكابرة، ورفض التنازل عن وجهة نظر معينة حتى لو كانت خاطئة.
كشفت بعض الشخصيات الأخرى التي قدمتها عن حسٍ كوميدي عالي، ألم تفكر في إبراز هذا الجانب الطريف من شخصيتك عبر تجسيد أدوار كوميدية؟
بالتأكيد فكرت في ذلك، وخلال مسيرتي المهنية حرصت على تقديم هذا الجانب، وتلقيت أكثر من عرض بهذا الخصوص، ولكنني أبحث عن شروط فنية متكاملة لتقديم عمل كوميدي ناجح، كما في مسلسل (ضيعة ضايعة) على سبيل المثال، والذي يعتبر نموذجاً ممتازا عن الكوميديا السورية على صعيد النص والأداء والإخراج والعناصر الفنية الأخرى، وهذا مغاير للاستسهال الذي يقوم به البعض عند تقديم عمل كوميدي.
هل تتحفظ على العمل في الدراما المصرية؟
لا.. أبداً، لكن العروض التي قدمت لي لم تكن على سوية مغرية، وان لم تكن مشاركتي في عمل مصري بسوية مشاركتي في أي عمل سوري، أو أفضل، فبالتأكيد عندها سأعتذر عنها. وبالتأكيد من الطبيعي أن نشاهد الممثل السوري يقدم أعمالاً في الدراما المصرية، وبالعكس، وهذا من شأنه إغناء حركة الدراما العربية ككل. نحن في النهاية نتحدث بلغةٍ واحدة، وهمومنا متشابهة، كما أن الدراما المصرية قدّمت أعمالاً ملفتة هذا العام، وعادت بقوة إلى ساحة المنافسة على صعيد المستوى، وليس فقط كما السابق، حيث كانت منافستها على صعيد الحضور على الشاشات العربية. وبدون شك هذا الأمر مهم للطرفين، فهذا يرفع من سقف المنافسة، ويحرض الطرفين على تقديم الأفضل.
ماذا عن الجديد لهذا الموسم؟
أستعد حالياً للدخول في تصوير مسلسل (آخر خبر)، بمشاركة ممثلين من سورية ولبنان، ومن إنتاج لبناني، وإخراج سوري، للمخرج الكبير هشام شربتجي.
ما الذي أغراك للمشاركة في هذا المسلسل؟
في البداية لم أكن متشجعاً لدخول هذه التجربة، لكن عندما قرأت النص وجدته نصاً جميلا جدا، وهو من تأليف محمود السعودي، وعندما علمت بأن العمل من إخراج الأستاذ هشام شربتجي، واطلعت على الظروف الإنتاجية الجيدة، قررت المشاركة في المسلسل، واخترت شخصية شرطي مرور، وسأحاول تقديم شيء جديد من خلالها، وأتمنى أن نوفق بذلك.
ماذا يعني لكم تكريمكم من الأمين العام للأمم المتحدة مؤخرا، والتكريمات السابقة؟
بدون شك التكريم يشعرك بسعادة كبيرة وبمسؤولية أكبر، وفي الوقت ذاته يحرضك ويعطيك الطاقة لكي تقدم الأفضل. ولتكريم نيويورك خصوصية وأهمية كبيرة، فهذه هي المرة الأولى التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة شخصيا بتكريم ممثلين عرب، ويتحدث عن تميزهم على المستوى الفني والإنساني. والأمر الآخر الذي لا يقل أهمية كان الإعلان عن إطلاق جمعية (أسما) الخيرية، وهي جمعية ثقافية سورية- أمريكية، تم الإعداد لها بجهود كبيرة من سفير سورية في الأمم المتحدة (د. بشار الجعفري)، وتعنى بشؤون المرأة والأطفال والأيتام، وذوي الاحتياجات الخاصة. وإطلاق هكذا جمعية من نيويورك، وبحضور رسمي عالي المستوى يكتسب أهمية كبيرة، باعتباره يسلط الضوء على العرب والسوريين، ويقدمهم للمجتمع والإعلام الأمريكي بصورة صحيحة، ويؤكد على أننا قادرين أن نصل إلى العالم من خلال أعمالنا التي تحمل هويتنا وبصمتنا الفنية والثقافية. كما أن تأسيس هذه الجمعية يعد خطوة أولى يمكن أن يتبعها خطوات لاحقة للاستفادة من طاقات الجالية العربية في الولايات المتحدة على المستوى الجماعي، الأمر الذي من شأنه تعميق أثرها في المجتمع والإعلام الأمريكيين.