وردتني رسالة إلكترونية من إحدى الصديقات تجاوز عمرها الخمسين عاماً – ذكر العمر لا علاقة له بالموضوع وإنما أتى من باب طمأنة زوجتي لا أكثر ولا أقل - ، وهي عبارة عن رسالة " مُفَرودة " أي تم إعادة توجيهها ، وتتحدث حول حزب فلسطيني جديد تم إنشاؤه حديثاً تحت اسم " حزب فلسطين الحر " ، وعلى الرغم من عدم استطاعتي معرفة إن كانت كلمة "الحر" تعود للحزب أم لفلسطين ، إلا أن مجرد ذكر كلمة الحر يعد أمراً إيجابياً ، ففلسطين حرة في ظل احتلال وسلام و"فياض" أمر رائع جداً ، وحزب حر في ظل جبهات وحركات إرهابية تعمل على عرقلة مساعي السلام العادل والشامل والكامل و ... "الهامل" ،وجود هكذا حزب يدعو للفخر والزهو والنشوة – حلوة هاي نشوة - .
هذا الحزب يطرح في برنامجه السياسي مجموعة من الأهداف التي تنسجم وطبيعة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية و عند التمعن في هذه الأهداف يطمئن القارىء إلى أن الجهود الجبارة التي بذلتها الإدارة الأمريكية بالتعاون مع " الشرفاء " من قيادات شعبنا الفلسطيني لم تذهب سدىً وأتت ثمارها ، ويكفي للتدليل على ذلك قراءة أهداف هذا الحزب التي من أهمها دعم حركة القادمين والسياحة العربية والإسلامية تجاه فلسطين، و تشجيع الأثرياء الفلسطينيين والعرب للاستثمار في فلسطين ، أما الاحتلال الصهيوني ومقاومته فلا ذكر لهما في البرنامج السياسي كونهما أمور ومصطلحات عفا عليهما الدهر وتجاوزهما .
نعم عزيزي القارىء لقد تحققت أهداف الشعب الفلسطيني بتأسيس سلطته الوطنية " غير المستقلة " والخاضعة بكل ما أوتيت من قوة للكيان الصهيوني ، وبالتالي علينا أن نهتم بالسياحة والاستثمار ودعم حركة القادمين ل"السلطة الوطنية" ، فبالسياحة والاستثمار تتحرر الأوطان ، أما الكفاح والنضال والمقاومة فلن تجلب لنا سوى الكرامة .
مبروك للقائمين على هذا الحزب الذي سيصبح علامة مميزة في التاريخ الفلسطيني ، وبالتوفيق لكل من (لا) يريد الانضمام له .. ومعاً من أجل أحزاب فلسطينية " مخصيّة " .
فاخر دعاس 25 تشرين ثاني 2010