من وجهة نظري المتواضعة أن الحكومة وقبل أن تتسلم مهام عملها قد أخضعَتْ نفسها لدراسة مواد في علم النفس والسلوك وأخذت بعين الإعتبار أن لكل فعل له ردة فعل معاكسة في الإتجاه ..!!
نعم بعد أن اقرّ مجلس النواب مشروع قرار الحكومة مؤخراً وبكل جرئة مجموعة من القرارات القاسية بحق المواطن الأردني طالت أمنه الإجتماعي ولقمة عيشه ، هذا المواطن الذي طالما كان وما يزال داعماً رئيسياً للأمن والأمان المجتمعي وداعماً من الدرجة الأولى لموازنات الحكومة عبر عقود من الزمن ، ممثلاً بذلك أجمل وأبها صور الصبر والتحمل على ضنك العيش وأعباء الحياة عبر مسيرة طويلة من أحداث ومستجدات طرأت على ساحات الوطن إثر عوامل عديدة وعلى رأسها لجوء من فقدوا الأمن والأمان في أوطانهم ووجدوا في الأردن انشودة أمنهم وأمانهم ..!!
كان الأردن ورغم كل الويلات التي غزت المنطقة العربية عامة والجوار خاصة ماضياً وحاضراً الصدر الحاني والقلب النابض الذي لم يتجرد ابداً من إنسانيته وأصالته الطيبة المتوارثة من جيل إلى جيل والمبنية على الكرم والإيثار ، فلقد استقبل الشعب الأردني أشقائه الموجوعين والمكلومين بكل حب ووفاء وشاركهم لقمة عيشه واقتسم رغيف خبزه معهم ، محملاً نفسه ودون منةِ مسؤولية واجبه العروبي تجاه أشقائه الفاريين من ويلات الحروب المستعرة في بلدانهم ..!!
نعم لقد جسْت الحكومة في بداية طرحها لمشروع القرار نبض المجلس النيابي والشارع الأردني ، واستطاعت أن تخرج بنتيجة أنها عرفت " من أين يؤكل الكتف " بالنسبة لأعضاء المجلس والشعب ، فالوعد بتنفيذ مطالب النواب الشخصية كانت بداية الكتف وما تبقى من الكتف كان وعد الحكومة للشعب بدفع قيمة الدعم لأرباب الأسر " دفعة واحدة " والتي ونتيجة للحاجة الملحة لأرباب الأسر للسيولة النقدية لسدّ فاتورة كهرباء لا تؤجل أو شراء علاج أو وجبة طعام أو أو أو ، ساد الشارع هدوء وانتظار ، ليس أملاً بالحكومة التراجع عن قرارها بل إنتظاراً لموعد صرف مستحقات الدعم لسدّ العوَز الذي طال انتظاره ، وبذلك تكون الغاية التي صرف من أجلها هذا الدعم وهو " الخبز " ذهبت مع الريح لأن مفهوم الطفران " إصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب " ..!!
وبرأيي الشخصي كان الأولى على الحكومة فيما لو كانت جادة في خوفها على المواطن وعيشه ، ومصرة على قرارها بعدم التراجع عن القرار أن تصرف " كوبونات خاصة بالمواد المشمولة بالدعم وعلى راسها الخبز " ، وكان للأردن سابقة في هذا النوع من الدعم سابقاً ، ورغم قناعتي بان هذه الكوبانات هي وسيلة ذلّ لا كرامة فيها إلاّ أنها على الأقل تؤمن في أدناها " رغيف الخبز " وقت حاجته ..!!akoursalem@yahoo.com م . سالم عكور