تحسين رشيد شقاقحة
زاد الاردن
كرَّم الله عز وجل المرأة وقدَّرها ورفع من شأنها بعد بزوغ فجر الإسلام؛ فأعطاها ما كان مسلوبًا منها؛ فورَّثها بعد حرمانها، وحرَّرها بعد أن كانت سلعةً تباع وتشترى، وأعطاها الحقّ في الحياة بعدما كانت تدفن طفلةً في تراب الجاهلية، وأوجب علينا أن نحترمها ونترفق بها ونعاملها بالحسنى وأن نصلها رحمًا ونرعاها زوجةً وأختًا ونحسن تربيتها بنتًا ونحسن صحبتها أمًا ... والكثير الكثير...الذي يضيق المجال لذكره هنا من أوجه التكريم للمرأة.
ودارت عجلة الزمن بنصف المجتمع الطموحة إلى الأمام فكانت الحاكمة إلى جانب شقيقها الرجل وكانت الوزيرة و الطّبيبة والمعلمة والمجاهدة بين صفوف إخوتها من الرجال وبَنت المجتمعات وربَّت الأجيال وأخرجت إلى الدنيا خيرة الخيرة من رجالات الأرض.
أليس تلك الصور مبعثاً للاعتزاز والفخر ؟ كيف نقارب بين تلك الصور للمرأة وبين صورها على وسائل الإعلانات المطبوعة والمسموعة والمرئية وهي تمارس إعلاناً تجارياً كلّف ألآف الدولارات شبه عارية لتروج لسلعة لا يكاد يصل ثمنها بضعة دولارات أو اقل ؟ ما علاقة المرأة بنوع من الشوكولا ،ألا يباع إلاّ إذا قدمته لنا فتاه ؟ وما هو الرابط بين المرأة ومعجون الأسنان ؟ وما أثار استغرابي في معرض للسيارات في إحدى الدول الغربية أنه كانت تُعرضُ السيارة وتقف على مقدمتها فتاة حسناء فكنت أتساءل هل العرض للسيارة أم للفتاة ؟ ألا تباع المجلة إلا إذا وضعنا على غلافها صورة امرأة..... واترك لكم الفراغ لتسألوا مثل أسئلتي ..
لو أنها تقدم ترويجاً لمنتج خاص بالنساء لسكتنا ولو أنها تقدم وتروج لمنتج يخص الأطفال على اعتبار أنهم اقرب إليها منا لقلنا هو الحق لكن العلكة والبسكويت والقهوة وغيرها من المنتجات التي أصلاً لا تحتاج إلى ترويج ومن الممكن أن يروج لها رجل أو حتى طفل بمعنى ليس بالضرورة أن تكون امرأة .. حتى لو كانت امرأة لماذا تلزم نفسها أو يلزمها منتج الإعلان بهذه الطريقة من اللباس وهذه الطريقة من الحركات.
نعدكم أننا سنشتري هذا وذاك المنتج لكن قدموه لنا بطريقة حضارية، وراعوا أولادنا الذين يشاهدون التلفاز ويمسكون المجلات واتقوا الله في شبابنا وبناتنا ولا تضيعوا تربية الآباء والأمهات واسعوا إلى الارتقاء بالمرأة إلى الأمام ،ولنحرص على الارتقاء بها وصون عفتها وكرامتها ، إلا إذا كان هذا نوع من الرقي والتقدم أنا لا افهمه أو أني لا أعيه أصلاً .
Tahseen_sh79@yahoo.com