أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
8 مليارات دولار الخسائر الإنتاجية للقطاع الخاص الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي الأردن يشارك بندوة إطلاق الشبكة الصينية العربية للأبحاث السياسات وبناء القدرات الملك يرافقه ولي العهد في محافظة الكرك الفيصلي ومغير السرحان يلتقيان الصريح والسلط بدوري المحترفين غدا إطلاق انفوجرافيك عن واقع التعليم العالي للعام الجامعي 2025 عطاء لشراء كميات من الشعير 17 شهيدا بمجازر إسرائيلية بمناطق متفرقة بقطاع غزة مجلس النواب يستمع الأحد للبيان الوزاري لحكومة جعفر حسان النفط يتراجع وسط ترقب لقرار أوبك+ بشأن الإمدادات المركزي الأوروبي: أي حرب تجارية لن تكون في مصلحة أحد "البريد الأردني" تطرح اليوم الطابع العربي التذكاري الموحد "مع غزة" إيران تحتفظ بحق الرد على ضربات إسرائيل وترحب باتفاق لبنان " الشؤون الفلسطينية": الأردن يؤكد دعمه الموصول لوكالة الغوث الدولية (الأونروا) مهرجان الزيتون الوطني الـ24 ومعرض المنتجات الريفية ينطلق اليوم في عمّان 9 شهداء في قصف الاحتلال الإسرئيلي على مخيم النصيرات أمين عام اتحاد الغرف الخليجية: الأردن يمتلك فرصا استثمارية كبيرة مقتل 4 أشخاص جراء الثلوج الكثيفة التي تجتاح كوريا الجنوبية الذكرى 53 لاستشهاد رئيس الوزراء الأسبق وصفي التل تصادف اليوم 674 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم نائب رئيس هيئة الأركان السابق: دفعنا ثمن الحرب
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث في ذكرى استشهاد وصفي : وفي الليلةً الظلماءً...

في ذكرى استشهاد وصفي : وفي الليلةً الظلماءً يُفتـَقَدُ البَدْرُ

27-11-2010 12:11 AM

زاد الاردن الاخباري -

في القاهرة ، وقبل أربعين عاما"28 ـ 11 ـ 1971م"استهدفت رصاصات غادرة جبانة السنديانة الأردنية العربية الشهيد الرئيس وصفي التل قبيل سويعات من موعد انعقاد اجتماع مجلس وزراء الدفاع العرب الذي كان الشهيد وصفي سيضع أمامه مشروعا أردنيا لإعادة بوصلة المقاومة الفلسطينية لتتوجَّـه إلى وجهتها الصحيحة في مواجهة الاحتلال الصهيوني في يافا وحيفا والقدس والخليل وجنين وفي كل أنحاء فلسطين ، فجاءت هذه الرصاصات الغادرة الجبانة الخائنة لتقتل المشروع في نفس اللحظة التي سقط فيها وصفي شهيدا بإذن الله ، ولقد قيل في الشهيد وصفي الكثير الكثير عبر مئات المقالات والتحليلات والأبحاث والندوات والمحاضرات والأطروحات الجامعية والكتب ، وسنكتفي في هذه الحلقة من"جولة في ذاكرة الوطن"بالتوقف عند محطتين متداخلتين في حياة الرئيس الشهيد وصفي التل ، محطة حُـبًّـه للأردن ، ومحطة حُـبًّـه لفلسطين ، ذلك الحُـب الذي بلغ حدَّ العشق حتى كان من الصعب أن تعرف هل وصفي أردنيّ يحب فلسطين ويعشقها ، أم هوفلسطينيّ يحب الأردن ويعشقه.؟.

على صعيد حبه للأردن الذي بلغ حدَّ العشق يُـجمع الدارسون لوصفي أنه كان ضمير الأردن والشعب الأردني ، ينبضَ بنبضهًما ، ويحمل همومهما ، ويجهد ويجتهد ليحقق بعضا من طموحاته وآماله لمصلحتهما ، وما أكثر ما ترك وصفي من إبداعات في سعيه لخير الأردن والأردنيين ، معسكرات الحسين للشباب التي غطـَّت جبال الأردن وتلاله بالغابات ، الأغنية الأردنية التي رعاها عندما كان مديرا للإذاعة ، الجامعة الأردنية ، صحيفة"الرأي" ، تشجيع ورعاية مؤسسات القطاع العام لتقوم دور فاعل في تأسيس نظام اقتصادي يتناغم فيه القطاع العام مع القطاع الخاص برعاية من الدولة لتحقيق نهضة تنموية وطنية بما يكفل تحقيق العدالة الاجتماعية والاكتفاء الذاتي وإقامة مشاريع البناءً ونقلً التنميةً والخدماتً العامةً إلى كل قرى الأردنً وبواديها ، وإلى جانب ذلك وبتوافق عبقري كان الشهيد وصفي يولي اهتماما خاصا بتنمية القطاع الزراعي والمجتمعات الريفية ، وكان يقوم في هذا المقام بدور المبادر والرائد الذي يطبق على أرض الواقع الطروحات التي بُـبشـًّـر بها ويدعوا الأردنيين إلى إنتهاجها ، كان أحب الألقاب إليه لقب"الحرَّاث" ، لشدَّ ما كان يُـطربه أن يناديه الناس بهذا اللقب ، يكفي أن نعرف أن الديون التي خلفها الشهيد وصفي بآلاف الدنانير وسدَّدها عنه الملك الراحل الحسين بن طلال جزاه الله خيرا كانت كلها ثمنا لأغراض لها علاقة بالأرض كما يذكر صديقه الوزير السابق الحاج حمدي الطبـَّـاع ، أثمان اطارات تراكتور وبكب بدفورد وطرمبة ماء ومحراث وثمن بذور وديزل ، تلك كانت ديون وصفي التل ، لم تكن ثمنا لقصور ولا لأسهم أواستثمارات ، كانت ديونا تترجم حبَّ وصفي التل وعشقه للأرض ، ولم يكن عبثا أن يكون أحب الألقاب إليه لقب"الحرَّاث".

على صعيد حب الشهيد وصفي وعشقه لفلسطين يكفي أن نستذكر أنه رضع حبَّ فلسطين وعشقها في محضن والده شاعر الأردن الخالد"عرار"مصطفى وهبي التل الذي تفجـَّـر حبـُّـه لفلسطين شعرا ولمـَّـا يبلغ العشرين من عمره عندما أنشد محذرا من خطر وعد وزير خارجية بريطانيا المتصهين اللورد بلفور لليهود بتعهد بريطانيا بمساعدتهم على إقامة وطن قومي لهم في فلسطين :.

يــا ربًّ إنْ بلفـُــورُ أنفـذ وعْـــدَهُ. كـمْ مسلم يبقى وكـمْ نصراني ؟.

وكيانُ مسجدً قريـتي منْ ذا الـذي. يُـبقي عليـه إذا أزيـل كيــــــاني ؟.

وكنيسة العـذراء أيـــن مكانهــــا سيكونُ إن بُعثُ اليهـودُ مكـاني ؟.

ذلك الحب والعشق لفلسطين الذي رضعه وصفي في محضن والده"عرار"دفعه لينذر نفسه منذ سنوات وعيه الأولى جنديا من أجل فلسطين توأم أردُنـًّـه الذي أحب ، ولكن وصفي لم يكتف بالتنظير وسفسطة الكلام كما فعل الكثيرون ، بل سارع بدون تردُّد لينخرطَ في صفوفً المتطوعينَ العربْ في جيشً الإنقاذً في حرب عام 1948 وتولى قيادة فوج اليرموك الرابع في جيش الإنقاذ ليشاركَ في الدفاع عن أرضً فلسطينَ العزيزةً على قلبهً وقلوبً العربً والمسلمينَ كافةً ، كان وصفي وبقي حتى أخر حياته يؤمن أن المقاومة هي السبيلُ الوحيدُ لاسترجاع فلسطين ، كان إيمانـُه بالمقاومة سبيلا لتحرير فلسطين إيمانا لا يتزعزع ، ومن المؤسف أن الكثيرين يجهلون أويتجاهلون أن الرصاصات الغادرة التي أودت قبل أربعين عاما بوصفي شهيدا بإذن الله أودت في نفس اللحظة بالمشروع المقاوم الذي كان يحمله وصفي لإجتماع وزراء الدفاع العرب في القاهرة وهومشروع يتبنى إعادة إطلاق يد العمل الفدائي الفلسطيني المقاوم داخل فلسطين بدعم من أشقائهم العرب. في هذه المناسبة نتذكر وصفي الفتى الأردني العربي المُتــَّـقًـد حماسا لقضايا أمته ، وفي مقدمتها قضية فلسطين ، لم يكتف وصفي بالتنظير وسفسطة الكلام كما فعل الكثيرون ، بل سارع بدون تردُّد لينخرطَ في صفوفً المتطوعينَ العربْ في جيشً الإنقاذً في حرب عام 1948 وتولى قيادة فوج اليرموك الرابع في جيش الإنقاذ ليشاركَ في الدفاع عن أرضً فلسطينَ العزيزةً على قلبهً وقلوبً العربً والمسلمينَ كافةً ، كان وصفي وبقي حتى أخر يوم في حياته يؤمن أن المقاومة هي السبيلُ الوحيدُ لاسترجاع فلسطين ، ومن المؤسف أن الكثيرين يجهلون أويتجاهلون أن الرصاصات الغادرة التي أودت قبل أربعين عاما بوصفي شهيدا بإذن الله أودت في نفس اللحظة بالمشروع المقاوم الذي كان يحمله وصفي لإجتماع وزراء الدفاع العرب في القاهرة وهومشروع يتبنى إعادة إطلاق يد العمل الفدائي الفلسطيني المقاوم داخل فلسطين بدعم من أشقائهم العرب ، كان مشروع وصفي يتضمن النقاط التالية :

1 - إعادة تنظيم الجبهات العربية المواجهة لإسرائيل بأربع جهات رئيسية ، ثلاث جبهات دفاعية بصورة رئيسية وجبهة رابعة للهجوم والتصدًّي.

2 - الجبهات الثلاث هي الجبهة الجنوبية وتتشكل من القوات المصرية ، والجبهة الشرقية وتتشكل من القوات الأردنية والقوات العراقية ، والجبهة الشمالية وتتشكل من القوات السورية والقوات اللبنانية ، والوظيفة الرئيسة لهذه الجبهات هي صد العدوان وردعه كلما حاول الاعتداء أوالتوسع أوالإنتقام.

3 - الجبهة الرابعة وهي الجبهة الوسطى وتتشكل بصورة رئيسية من المقاومة الفلسطينية لاستنزاف العدو ، كما تتحرك هذه الجبهة وتهاجم من جميع الجبهات ومن الداخل وفي إطار استراتيجية عربية محددة للمواجهة.

4 - تقوم الجبهات الثلاث بدعم الجبهة الرابعة ومواجهة جميع ردود فعل العدوعلى تحركاتها.

في ذكرى استشهاد سنديانة الأردن وضميره وفارسه وصفي مصطفى وهبي التل الزيداني ، نستذكر هذه الأبيات من شعر سنديانة حلب الشهباء وضميرها وفارسها أبي فراس الحمداني :.

سَيَذكُرُني قومي إذا جَـدَّ جًدُّهُـمْ.

وفي الليلةً الظلمـاءً يُفتَقَـدُ البَـدْرُ.

فإنْ عًشْتُ فالطعْنُ الـذي يَعْرًفونـهُ.

وتًلكَ القَنا والبـًـيضُ والضُّمَّرُ الشقـرُ.

وإنْ مُـتُّ فالإنسـانُ لا بُـدَّ مَيًّـتّ.

وإنْ طالَتً الأيامُ وانفَسَحَ العُمْـرُ.

ولوسَدَّ غيري ما سَدَدْتُ اكْتَفوا بـهً.

وما كان يَغلوالتًّـبْرُ لونَفَـقَ الصُّـفـرُ.

ونَحْنُ أُنـاسّ لا تَوَسُّــطَ بيننـا.

لنا الصَّدْرُ دونَ العالميـنَ أوالقَبْـرُ.

تَهونُ علينـا فـي المعالـي نـُـفوسُنـا.

ومن خَـطَـَبَ الحَسْناءَ لم يُغلًهـا المَهْـرُ.

أعَزُّ بَني الدُّنيا وأعلى ذَوي العُـلا.

وأكْرَمُ مَنْ فَوقَ التـرابً ولا فَخـرُ.

وفي ذكرى استشهاد وصفي تنشر"جولة في ذاكرة الوطن"عددا من الصور التي تظهر كيف أحبت الجماهير وصفي حيا وميتا حتى لكأن هذه الأبيات لشاعرنا العربي أبي الحسن بن الأنباري"272 هـ ـ 304 هـ"الذي اشتهر في عهد الخليفة العبَّـاسي الراضي قيلت في وصفي رغم بعد الزمان والمكان :.

علوّ في الممات وفي الحياة. لعمرُك تلك إحدى المكرمات.

كأن الناس حولك حين قاموا. وفودُ نـًـداك أيــام الصـًــلات.

كأنك قائــمّ فيهم خطيبــــــــا. وكلـُّـهموقيــــــامّ للصــــلاة.

مدَدْتَ الزنـْـدَ نحوهموبكـف . كمدًّ البـًـــرًّ أيـــام الهـًـبــات.

ولما ضاق بطن الأرض ذرعا. بضمًّ عُـلاك من بعد الممات.

أصاروا الجوَّ قبرَك واستنابوا. عن الأكفان ثوبَ السافيـات.

فلم أرَ مثلَ جذعك قط جذعـا . تمكــَّن من عناق المكرمات.

أسأت إلى النوائب فاستثارت. فأنت قتيلُ ثـــأر النائبـــــات.

وكنت تجيرُ من صَـرْف الليالي. فعاد مطالبــــــا لك بالترات.

فلوأني قدَرْتُ على قيـــــــام . بحقك والفروض الواجبات.

ملأتُ الأرضَ من نظم القوافي. وقمتُ بهـــا مقام النائحات.

ولكنــــي أصَـبًّــرُ عنك نفسي. لكي ما أنْ أعَـدَّ من الجُــــــناة.

ومالك تربــــــة فأقولُ تـُسقى. لأنك نـَـصْـبُ هطل الهاطلات.

عليك تحية الرحمــــن تترا. برحمـــات غواد رائحـات.

يا وصفي ، لشدَّ ما يفتقدك الأردن ، وتفتقدك فلسطين.

يا وصفي ، طبت حيا ، وطبت ميتا .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع