أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
يزن النعيمات يخرج مصابًا من مباراة العربي والاتفاق الحكومة: المستشفى الافتراضي يرى النور في 2025 الحكومة: الأردني يمتلك فرصة تاريخية للانخراط بالحياة السياسية تصويت: من سيكون أفضل لاعب بتصفيات كأس آسيا 2025 في كرة السلة للفلسطنيين .. عباس يصدر إعلانا دستوريا مهما وزير الصحة : المستشفى الافتراضي سيربط بين 5 مستشفيات طرفية الجامعة والبرلمان العربي يرحبان بوقف إطلاق النار في لبنان إيران: نحتفظ بحق الرد على إسرائيل وزير إسرائيلي: أمامنا الكثير لنفعله في غزة انجاز أردني رمثاوي لمرضى القلب وأول عالم عربي على مستوى العالم لإنقاذ مرضى التليف - القلبي "الطيران المدني" تُقيّم إعادة تشغيل الطائرات الأردنية إلى مطار بيروت المياه: مشروع الناقل الوطني بمرحلة مفاوضات مع المناقص فليقرأ العرب ما كتبته هآرتس الملك يعود إلى أرض الوطن الملك يهنئ بعيد استقلال موريتانيا نقابة الذهب تحذر من عروض الجمعة البيضاء منح ومقاعد للأردنيين في الجامعات الإماراتية قريبًا عمليات جراحية معقدة تنفذها كوادر الميداني الأردني بغزة بايدن: نعمل لاتفاق في غزة دون وجود حماس في السلطة كلية الدفاع الوطني الملكية تختتم برنامج فن القيادة والتخطيط الاستراتيجي للكوادر الطبية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة لا نرى .. لا نسمع .. لا نتكلم.

لا نرى .. لا نسمع .. لا نتكلم.

27-11-2010 09:42 PM

عجبا لأمرنا نحن أبناء العروبة والإسلام مجرد شعارات نتشدق بها بلا أفعال نرتجي منها السير خطوة إلى الأمام , كلما مرّت علينا أزمان وأحداث نغرق من سيئ إلى ما هو حضيض وأسوأ- لا بل نساعد على إغراق أنفسنا – ونتسابق بكل فخر من يكون السبّاق إلى أن نَرْدى أسفل السافلين- لا نحاول إنقاذ ما تبقى من كرامة لعروبتنا وإسلامنا كأمة خُلِقَتْ لتكون خير أمة أخرجت للناس بل نقوم بالمساعدة لترويج ما يخدم أعدائنا وإغراقنا أكثر فأكثر– فإظهار من كانوا سببا للفتن منذ الأزل مظهر المظلوم المغلوب على أمره والذي يتعرض لكل أنواع الأذى والقتل الجماعي والإبادة- هذا ما تقوم بترويجه بعض قنواتنا العربية التي صوّرت اليهود ومَنْ يُواليهم من الصهيونية بمظهر البريء الذي تعرض للاضطهاد –وذلك بمحاكاة لقصة مشوّهة عُرِضت في مسلسل شهير على مستوى العالم بل أجزم انه يحصد أعلى نسبة مشاهدات سواء بالدول العربية أو الأجنبية , فقد أظهرت تلك الحلقة من المسلسل اليهود أنهم شعب مغلوب على أمره يضطر للدفاع عن معتقده المحرّف ووجوده القائم على السلب والنهب , واقسم بالله أني ذرفت الدموع لحبكة القصة المقنعة تمام الإقناع من سيناريو وتمثيل وإخراج ومؤثرات فلولا علمي ويقيني ببعض حيثيات تاريخنا العربي والمسلم لصدقت كل حرف جاء به, فكيف هم أبناؤنا الذين لا يعلمون شيئا عن تاريخنا وواقع حالنا؟ والذين لا يعلمون شيئا عن أفعال اليهود والصهيونية وما هم قادرين على فعله, بالتأكيد سيجدون التعاطف والدعم وبكل أشكاله وإظهارنا بمظهر الجاهل الغبي الإرهابي , فلا حاضر لأمة تجهل ماضيها, إنها أذكي وأسهل الطرق لوضع الخلال بين ظهرانينا وتشويش الأفكار التي يكسب بها أعداؤنا عواطف الناس جميعا إن لم يكن بالدعم المادي فهو بالدعم المعنوي الذي يساعدهم على التجنّي وان يكونوا فوق أي قانون – نعم انه الإعلام والقائمين عليه بلا رقابة حكومية الذي يساعد مثل تلك الجهات الظالمة التي سلبت الكرامة والعِرض قبل الأرض , والتي قلبت الموازين وشوّهت الحقائق التي تُوَضّح أنهم شعب تعرضوا للإبادة لتبرير أفعالهم بالاحتلال وأعمالهم المشينة وكسب التعاطف من الجميع كل هذا متوقعا من جهات تخدم الصهيونية وتنفق الملايين لترويج مثل تلك الأكاذيب , ولكن ما ليس متوقعا هو أن يصدر الترويج لمثل تلك الترّهات من بلادنا العربية والمسلمة وعلنا بلا استحياء أو رقابة , إنها بعض قنواتنا التلفزيونية والتي تحظى بجماهيرية واسعة , فأين الخلل؟ وأين الرجال؟ وأين التنظيم والرقابة ؟ وأين توزيع الأدوار كل حسب موقعه ؟ لا نجد هذا في بلادنا , بالرغم من أننا لدينا الإمكانات البشرية والمادية والجغرافية وفوق كل هذا العقيدة الصحيحة ولكن الكل مشغول فالبعض انشغاله بنفسه والآخر محاولا اللحاق بالرّكب معللا بالتحضّر وغيرهم لموالاة الغرب وتكوين الصداقات وعقد الاتفاقات التي تغرز سكينا نازفا في نخاع الأمة لمجرد أن يكون حليفا تابعا مُتَبَنّيا للديمقراطية وهو الذي كان فيما مضى المحور الأساسي الذي تجمّع أقطاب الأرض حوله .
تلك القنوات الفضائية التي يملكها ويديرها أبناء للعروبة والإسلام مليئة بمثل هذه المشاهد التي تنخر جسدنا وتتغلغل في نفوسنا محدثة مفاهيم خاطئة تشجع على الخنوع والاستسلام, أفلام وقصص تجسد العربي والمسلم بالإرهابي وأصابع الاتهام نحوه أينما توجّه فهو من يقوم بالتفجير وتنظيم الجماعات الانتحارية وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والتخريب بكل أنواعه دعاية معاكسة لجميع ما تقوم عليه مبادئنا وقيمنا , حرب علنية ونحن نصفق لها , طريقة ذكية أقوى من أي سلاح فتاك موجّهة فُوّهته لنا , فهم لا يحتاجون لبذل مجهود كبير لمحاربتنا ولكنهم تركوا المهمة لأشباه الرجال والنساء الذين يقوموا على مثل تلك القنوات والذين لا هَمّ لهم إلا زيادة أرباحهم وملء جيوبهم بمال نجس بخس قيمته , يبيع فيه ذمته وضميره ودينه وعروبته لشياطين الإنس بعد أن باع نفسه للشيطان الرجيم, قال تعالى\" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ \"(179) سورة الأعراف.
كل ما ذكرت يعتبر هيّنا من محاولة لقلب الحقائق من مخطط صهيوني عالمي لتغيير الفكر والآراء بخصوص تاريخنا وحقوقنا , والأدهى من هذا جميعا فقد تم مؤخرا عرض فيلم بعد أن استمر تقديم الدعاية التي تسبقه لأكثر من أسبوعين للتشويق والترغيب بحضوره فقد حاز على مرتبة متقدمة في موطنه وحصد الكثير من الجوائز, فالفيلم يحكي قصة حرب عالمية كبرى أبادت معظم أهل الأرض وحوّلت كل ما فيها من ازدهار وعمار إلى خراب ودمار , وقلة من البشر الذين استطاعوا النجاة بعد مرور أعوام عديدة وظهور أجيال جديدة , ومنهم المنقذ وهو يحمل نسخة وحيدة قديمة لا ثاني لها من كتاب يكون هو المخلّص لأمم جاءت لا تفقه شيئا عن الخليقة بل أنها نسيت كل ما له قيمة دينية أو روحانية , فكانت مهمة هذا البطل المنقذ المحافظة على هذا الكتاب الفريد ومحاولة زرع ما فيه من قيم في النفوس , فهو الوحيد المتبقي وهو الحق الذي نزل على الأرض منذ بداية خليقتها إلى أن تنتهي , واترك لمن يملك العقل والقلب الرشيد معرفة أي كتاب هذا الذي أتحدث عنه والذي أنكر أي وجود إلا له , فمعرفة أن الفيلم هو صناعة أمريكية من إخراج وتمثيل وتأليف وإنتاج كفيل بمعرفة مغزى هذا الكتاب المزعوم الذي يهدف إلى إلغاء التوحيد بالله وحده .

كل هذا لا بأس به فكل يغني على ليلاه ونحن نعلم أننا سنظل محاربين إلى أن تقوم الساعة وسيحاول أعداء ديننا وعروبتنا المتمثلة بالصهيونية وغيرها ممن تجندوا معهم طمس الحقائق ما استطاعوا إليه سبيلا, ولكن ما يثير القرف والرفض بنفوسنا هو أن تقوم مؤسسات يديرها عرب ومسلمين بالمساعدة لإخفاء حقيقة واضحة, حقيقة أن الإسلام هو دستور السماء والأرض وهو دين الحق فهو دين أنبياء الله آدم وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وجميع الرسل عليهم الصلاة والسلام ,وان الأرض العربية ستظل عربية مادامت السموات والأرض حتى يرثها الله ومن عليها, وبعض القنوات التي تدّعي الرقي والتحضر هي من تروّج لمثل تلك الخزعبلات التي لا تخدم أمتنا من قريب أو بعيد , فكل بيت سواء العربي أو الغربي يملك التلفاز , وسيلة حضارية من المفترض أنها مفيدة لنقل الخبر وأسلوب للتواصل مع العالم , ولكن للأسف بوجود أنظمة ووسائل تعليمية وتثقيفية غير كافية لدينا فأبناؤنا والجيل القادم يتخبط ما بين أسلوب تربية غير صحيح وما بين تكنولوجيا وثقافات غريبة عنا تعتمد التقليد التلقين وحشو للمعلومة لا الاقتداء السليم بسادتنا الأوائل والمفكرين المبدعين أو البحث العلمي المبني على المعلومة الصحيحة.

كلما اعتقدنا أننا وصلنا إلى الخروج من فوهة الزجاجة سقطنا وعدنا نتخبط ونشد على أيدي المفسدين الذين يحتلون كل المواقع الحيوية المانعة لنهضتنا بسكوتنا وخذلاننا ونصفق لهم فنحن لا نرى ولا نسمع ولا نتكلم , ولكننا نأمل ونرجو من الأجيال القادمة الواعية أن تُخرج أمتنا من قعر الزجاجة ولو اضطرت إلى كسرها لتعلن للعالم اجمع أننا أصحاب حق نرى ونسمع ونتكلم وفوق هذا نفعل , ولا بد لكلمة الحق أن تعلو يوما واعتقد أن وقت القول والفعل قد قرب أجله, فاحذري أيتها الثعالب اللئام من صولة الأسد إذا صال وقام .

Enass_natour@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع