كمتابع للتلفزيون الوطني كل يوم جمعة لأتعرف على حصاد بيدر الوطن خلال اسبوع ، ودائما يكون لدي امل أن هناك تحسن سواء على مستوى الاداء الاعدادي للبرنامج ستون دقيقة أو على مستوى القضايا المطروحة للنقاش ، اجد نفسي اعود للمراحل الدراسية المبكرة في قسم الاذاعة والتلفزيون في الجامعة وابدأ بتسجيل ما يرتكب من اخطاء فنية على مستوى التصوير أو الاداء أو الاخراج ، فأعود من حصاد بيدر تلفزيونا الوطني بخفي حنين ففي يوم الجمعة الموافق 26-11-2010 واثناء استعراض الحدث الرئيسي للأسبوع الماضي وهو تشكيل حكومة الرفاعي الثانية واثناء اجتماع دولة الرئيس مع وزراءه المنتخبون من قبل نفسه ودون أي مشورة لأحد خارج شركة دبي كابيتل واخواتها كان الرئيس في اللقطة التلفزيونية خارج بؤرة التركيز أي كان الرفاعي out of focus ، ومن خلفيتي المعرفية للأسباب التي تؤخذ لأجلها هذا النوع من اللقطات سأتحدث وهنا اشير الى ان حديثي فقط يتناول جوانب فنية بحتة تؤخذ بعين الاعتبار عند اعداد المادة الخبرية ، فعندما يكون الجسم المراد تصويره خارج بؤرة التركيز فذلك يعني التالي : ان هذا الجسم أو الشيء لايمثل وزن في الكادر التلفزيوني ويؤخذ كخلفية للحدث الرئيسي أو يعتبر هذا الجسم بداية الدخول في لقطة اشمل وذلك من خلال عمل لقطة اوسع للحدث ، وهو هنا لايمثل شيء في محتوى اللقطة ككل ويعتبر مؤثر كامؤثرات الصوتية التي توضع كخلفية للحدث ،وتعتبر الاجسام المراد تصويرها بهذه الطريقة مقارنة بالجسم الذي يوضع في بؤرة التركيز هي اجسام خيالية وتستخدم كناحية تجميلية للقطة أي كالمزهرية أو جهاز الهاتف عندما يوضعان في زاوية الكادرولكي اوضح الوضع اكثر تستخدم هذه اللقطة دائما وبشكل اعتيادي عندما يراد تصوير مبنى كبير كمبنى رئاسة الوزراء أو مستشفى حكومي وتكون الشجرة أو الجدار أو أي شيء لاقيمة خبرية له في مقدمة اللقطة ويكون خارج بؤرة التركيز التي في بداية الكادر ويكون الجسم الذي ببؤرة التركيز هو الاساس ، وقد تستخدم هذه اللقطة في الافلام السينمائية ولكن بطريقة عكسية اي يكون البطل في الفيلم في بداية الكادر وخارج بؤرة التركيز ولكن وبشكل سريع وحرفي يتم ادخاله في بؤرة التركيز وذلك لأبراز سيطرته على الحدث ،مما سبق كان دولة الرفاعي في الخبر الذي تناول اجتماعه مع وزراءه هو ذلك الجسم الذي خارج بؤرة التركيز والشيء الملفت للنظر أن الجسم الذي كان يصور في بؤرة التركيز هو ظهر كرسي الرئيس والجدار الذي بالخلف وكأن مخرج النشرة والمصور كان لديهم ( وهذا حدث بالصدفة وبدون تخطيط منهم ) احساس وقناعة أن الذي يستحق ان يكون في بؤرة التصوير هما ظهر الكرسي والجدار الذي بالخلف أي ان الذي دائما يجلس على الكرسي هو شيء خيال وغير دائم الوجود وشيء متغيروليس له اي فعالية أو تاثير على مجمل الحدث ،وكون المخرج والمصور لم يميزا بين من هو البطل في هذا الكادر هل هو دولة الرئيس أم الكرسي أو الجدار في الخلف بقي دولة الرئيس في خارج بؤرة التركيز ولم يتمكنا من إظهاره كبطل مسيطر على كامل الحدث من خلال ارجاعه لبؤرة التركيز من جديد، ولو كنت مكان دولة الرئيس لأخذت هذه الناحية الفنية في التصويروالتي تدل على عدم وعي أو حرفية في العمل داخل كوادر تلفزيوننا الوطني بعين الاعتبار لأنه ربما صدفة واحدة وعفوية تكونخير من الف ميعاد لشرح أيهم اكثر اهمية دولة الرئيس أم ظهر الكرسي الذي يجلس عليه والجدار الذي بالخلف ؟؟