لا شكّ أن دموع الرجال غاليه ولا يسخى بذرفها رجل الاّ في الشدائد وعندما يتملّكه شعور بالاحباط الشديد او الظلم الفادح وخاصّة إذا كان من ذوي القربى وفي حالة المسؤولين يكون ذلك أصعب وخاصّة اذا كان ذلك الشعور انتابه امهم الجماهير او وسائل الاعلام ولكن البكاء غريزة قد لا يستطيع اي شخص التحكم بها مسؤولا كان ام انسان عادي .
وهي أصعب على الرجل من المرأه لإننا في تفكيرنا الشرقي وثقافتنا المتحفظه نشعر ان الدموع تقلّل من هيبة الرجل فكيف إذا كان هذا الرجل ذو هيبة رسميه ويرأس حكومة بلد يواجه تحدّيات خطيره على بلده كيانا ووجودا ووحدة كيف وهو يرى عدوّا مفترسا مكشّرا عن اسلحته الفتّاكه ذات الطابع التقليدي والطابع غير التقليدي للتدمير الشامل وفي نفس الوقت يرى شعبه مقسّما لاتجاهات وولاءات متعدّده في الوقت الذي يجد فيه جفاء من الحضن العربي الذي ينتمي اليه فما كان منه إلاّ أنّه بكى بمراره أمام وسائل الإعلام لا نفاقا ولا رياء ولا ذلاّ وانما شعورا بالخوف على البلاد والعباد من شرور الغير من الاعداء .
وليس بكاء السنيوره قبل اكثر من اربع سنوات هو الوحيد في تاريخنا الحالي وانما كان بكاء الرئيس الايراني نجاد وبكاء خادم الحرمين الشريفين وغيرهم من الزعماء والمسؤلين كانت لاحساسات وشعور مختلف حسب كل حاله .
وانما ما أقصده هنا هو البكاء العفوي من اجل العقيده والوطن والمواطنين واحوالهم المعيشيه والاخطار المحدقه بهم فكيف نحن المسلمين وديننا الحنيف نتعرض لحملة شعواء من الصهاينه اليهود ومن دار في فلكهم وهي اشدّ من الحمله الصليبيه لإنها تستهدف أولا المسجد الاقصى والصخرة المشرّفه والمقدسات الاسلاميه والقدس الشريف وما يرافقه من تهويد وتشريد وإذلال للعباد فهل نحن والمسؤولون نذرف دموعا غضبا لكي ترطّب هذه الدموع قلوبا ماتت فيها الرحمه وضمائر غابت عنها النخوه ونفوسا ناءت عنها الطيبه وباتت في كبوة .
الى متى العيش في ذلّ وهوان بعد ان ضاعت الكرامه وماتت الشهامه
الا يستحقّ مننا ديننا الحنيف والرساله المحمديّه الشريفه ان نفتديها بالارواح والمال لا بالدموع فقط اذا كان رئيس الوزراء اللبناني بكا على حال وطنه واهله عندما احس بالخطر عليهما فما بالنا ونحن نرى امتنا وعقيدتنا مهددة بالضياع نعم الاسلام صالح لكل زمان ومكان وهو باق ليوم الدين ولكن ذلك بحاجة لمؤمنين يدافعون عنه بإيمان وإخلاص (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)) )) صدق الله العظيم
المهندس احمد محمود سعيد