رحمة الله عليك يا نيوتن ، لا نملك أن نقول غير ذلك فالرحمة لا تجوز الا على الميت ، فهذا الرجل قضى جل حياته في مختبره ليل نهار مشغولا باختراعاته التي ما زال أثرها مبهرا للعالم إلى اليوم .
ولكني وبلا شك ، أقول دائما بأنه الحمد لله الذي مات ، ولم يبقى إلى اليوم حيا بيننا وإلا فانه وبالتأكيد \" سينجلط أو ينشل \" .
فبعد عناء وجهد وبعد سهر أيام وليالي الليلة تلو الليلة والنهار تلو النهار ، لا يأكل ولا يشرب ، خرج إلى قومه أنذاك بقوانينه الثلاث للحركة ، وهي :
القانون الاول : يظل الجسم على حالته الحركية ما لم تؤثر عليه قوة تغيره من هذه الحالة .
القانون الثاني : إذا أثرت قوة أو مجموعة قوى على جسم ما فإنها تكسبه تسارعاً ، يتناسب مع محصلة القوى المؤثرة .
القانون الثالث : لكل فعل رد فعل، مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه.
وقد عدها العلماء إلى اليوم انجازا مبهرا وتوصلا إلى حقيقة ولا أروع ، كانت كافية لوحدها أن يمنح على أساسها لقب \" السير \" ، ويختال بين ربعه بهذا اللقب وهذا الانجاز الذي توصل إليه .
أتخيله كان يجلس بينما يلتم العلماء أصحابه حوله ويبدأ بشرح قوانينه لهم ، فيعلق بين الحين والآخر أحد العلماء بعبارة \" يا سلام هاظ الحكي ، أو بعبارة \" أبوك يا الموت \" .
ترى ماذا لو انه ما زال حيا بيننا ، ورأى قوانينه الثلاث للحركة معطلة بالنسبة لنا لا بل ورأى فينا عجز تطبيق قوانينه ، هل سيكتفي بالإحباط أم سيعلق مشنقته بنفسه وينتحر ؟!
طالما نحن \" زي ما احنا \" كل القوى الواقعة علينا لا تؤثر فينا ولا تزيدنا لا تسارعا ولا ما يحزنون ، وطالما ليس لدينا حول أي أمر مهما كان ردة فعل واحدة لا مساوية له ولا حتى معاكسة .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com