اذكر فيما أذكر عندما فاز الرئيس الأمريكي بيل كلنتون في الأنتخابات في بداية التسعينات من القرن الماضي وتسلم مهامه الدستوريه من الرئيس بوش الأب الذي عاث فسادا وتخريبا في العالم ووصل الأقتصاد الأمريكي في عهده الى الحضيض وانتشرت البطاله والفقر وأعلنت الكثير من المؤسسات والبنوك والشركات العملاقه افلاسها بحيث كادت الأزمه الأقتصاديه في حينها ان تعصف بهيبة هذه الدوله العظمى , حينها استمعت الى خطاب هذا الرئيس – كلينتون – الذي اعلن للشعب الأمريكي ان الأقتصاد في بلاده على شفى الهاويه وانه لا بدمن اتخاذ قرارات صعبه لمواجة هذا الأنهيار وبدأ العمل فورا وعلى جميع المستويات وبدون المساس بالحقوق الأساسية للشعب الأمريكي وأتخاذ الكثير من القرارات الأقتصاديه على المستوى المحلي ودعم الأسواق الماليه المحليه وعمد الى تخفيض قيمة الدولار الى مستويات قياسيه تزامنت مع تخفيض اسعار الفائده على الدولار بحيث انعكس ذلك على تنشيط الأسواق المحليه وأزدهارها وبعد ذلك انطلق للعمل على تجميل صورة الولايات المتحده في العالم وفتح الأسواق امام المنتجات الأمريكيه في جميع انحاء العالم وكان الأثر الأيجابي على الأقتصاد الأمريكي سريعا بحيث انه وللمره الأولى فيى التاريخ الأمريكي يتخطى العجز في المديونيه بل يصبح هناك فائض بكثير من مليارات الدولارات .
مناسبة الحديث هنا هي التصريحات التي ادلى بها نائب رئيس الوزراء مؤخرا والذي يبشرنا بها بالكثير من القرارات الصعبه والتي نحن علي ثقه تامه بأن المواطن الغلبان سيكون الضحيه الوحيده لها وذلك في ظل الأستمرار في الآداء الحكومي السيء وتجاهل احتياجات المواطنين والأستمرار في التغول على المال العام وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وانتشار الرشوه والفساد الأداري وعدم الثقه مابين المواطن والحكومه بحيث اصبحت هيبة الدوله على المحك ..؟؟؟؟؟ وأصبحت اسهل الحلول هي فرض المزيد من الضرائب ورفع الأسعار وأقتراض الكثير من الملايين من السوق المحلي او من الخارج والأعتماد على المساعدات الخارجيه التي تضع قرارنا الوطني مرهونا لدى الغير وتجعلنا مسلوبي الأراده .
انا لست مغرما بالحلم الأمريكي ولكنني شديد الأيمان ان لدينا الكثير من المقومات الأيجابيه اذا احسنا استغلالها وقيض الله لها أولاد الحلال سيكون النجاح حليفنا وسنخرج من عنق الزجاجه وستعود الأردن الى احضان ابنائها المخلصين المستعدين الى بذل الغالي والنفيس وأحتمال ضنك العيش في سبيل رؤية بقعة الضوء في نهاية هذا النفق المظلم .
وليد المزرعاوي
wmezrawi@yahoo.com