بقلم: أحمد عطاالله النعسان
في الوقت الذي من المفروض أن يكون فيه الناس متوجهين ومقبلين إلى الله جل وعلا بالدعاء والتوبة الخالصة والتعري الكامل من الذنوب والخطايا من أجل أن يغيثنا بأمطار الخير يخرج علينا خبرا كان كالصاعقة على رؤوس الأحرار في أردننا الغالي، غرباء يتعرون ويعرون معهم بعض النفوس المريضة التي تبيع كل شيء مقابل عرض رخيص دنيء ويتنازلون عن كل كرامة ومبدأ وشرف وعادات وتقاليد تربى عليها الشرفاء في أردن الحشد والرباط، وكان خبر تصوير بعض شذاذ الآفاق لمهزلة إعلانية على ثرى أردننا الطهور في البحر الميت في وقت كان يخرج فيه المسؤولين في البلد لينعوا فيه السدود التي أعلنت وصولها المخزون الميت.
فهل ينقصنا ذنوبا ومعاصي لنستورد من الخارج ؟! وهل يجب علينا محاربة الله جهارا نهارا في مثل هذه الأوقات وفي غيرها طبعا؟! ولكننا في وقت أحوج ما نكون لتوجه إلى الله جل جلاله بنوايا صادقة وأعمال مخلصة لوجهه الكريم وبقلوب صافية ... لا عرايا من الثياب والأخلاق والفضيلة، هؤلاء الشرذمة الشاذة ألحقوا بأردننا الضرر الجسيم بحماقاتهم التي أساءت لسمعة البلد، وربما تكون سببا في نزول البلايا في زمن تخلينا فيه عن كل المبادئ والقيم إلا من رحم ربي.
نحن في زمان قال فيه الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه يكون الحليم فيه حيران فما بالكم بالبسطاء أمثالي، لقد تم تصديع كل قواعد الأخلاق والدين الحنيف وتم ابتداع أسماء جميلة لتزيين أكثر الأشياء قبحا وفحشا وإيذاء ... فالتعري والخلاعة والرقص فن وحضارة والوقاحة حرية والشذوذ ... مثلية والخمر مشروبات روحية والربا فائدة والمقامرة يانصيب خيري وإنتقاد الماضي تقدم والتخلي عن كل قيمة ومبدأ ... وجهة نظر، والرشوة إكرامية، والتعري والصخب والإختلاط في معظم مناسباتنا... حق وفرح مشروع، هذا الوقت الذي ربما يستغرق مناقشة المسائل التافهة وقتا طويلا من بعضنا؛ لأنهم يعرفون عنها أكثر مما يعرفون عن المسائل الهامة بكثير، فخبر عن راقصة أو مغنية ربما تجتاحه التعليقات بلا هوادة وخبر من كاتب مخضرم إقتصادي أو سياسي أو أكاديمي ربما ينتظر أياما حتى يقرأه بعض الأشخاص، والقياس كثير وكثيركم يعلم تمام المعرفة أننا في زمن جاهلية تفوق الجاهلية
الأولى وعذرهم كان أن الدين لم ينزل بعد وعذرنا أننا تركنا الدين من بعد.
ما حصل يجب أن لا يمر دون محاسبة، فحتى بعض الدول المنحلة أخلاقيا لا ترضى بمثل هذه المهازل على أرضها، فيجب معاقبة كل من سهل وساعد هؤلاء الشرذمة على إتمام جريمتهم بحق الأردن وشعبه، واستهتارهم الفاضح بالذوق الإنساني وبكرامة الشعب وخصوصيته وتعديهم على عادات راسخة ودين عظيم يشكو هجران أولاده، لقد جرحوا خد الأردن الجميل جرحا غائرا أسأل الله أن يرشد المسؤولين في بلدي للجريان سريعا والعمل فورا على تجميله وإعادة النضارة والحسن للوطن الذي نعشق جميعا، ولا يسعنا إلا أن نتوجه إلا العلي القدير رافع السماء بلا عمد الذي لم يلد ولم يولد ... باسط الأرض وناصب الجبال ومجري السحاب ومنزل الكتاب أن يحفظ أردننا الغالي وأبناءه الأحرار وأن يرحمنا ويسقنا ماءً غدقا فراتا صيبا نافعا وأن يغيث بلادنا بالأمطار وقلوبنا بالتوبة والإنابة الصادقة إليه وأن لا يؤاخذنا بما فعل ويفعل السفهاء منا إنه ولينا ومولانا وحسبنا إنه نعم المولى ونعم النصير.