قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
(ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون)البقرة
موضوع الرشوة:
لعن رسول الله الراشي والمرتشي.
موضوع الرشوة الاجبارية:
تعتبر الرشوة من أخطر وأضر داء في المجتمعات فهي تفسد الدين والدنيا والفرد والجماعة والحاكم والمحكوم
فالرشوة في الغالب لا تكون إلا في باطل لأن صاحب الحق لا يحتاج إلى رشوة في الغالب وفي النادر يحتاجها صاحب الحق وسميت رشوة للمحاكاة وأما في الغالب الدائم فهو أن تدفع رشوة للباطل وأما إن كنت صاحب حق يصل إليك.
إن من يدفع الرشوة قصده أن يكسب شيء عن طريق الباطل وشرعا أنه يعين عليه الإثم.وأنشد الشاعر ونعم ما قال للقاضي المرتشي في صب الزيت بقنديله.
(وعند قضاتنا خبث ومكر...وزرع جين تسقيه يسنبل)
(إذا ما صب بالقنديل زيت...تحولت القضية للمقندل)
ويجب على المواطن المنتمي والموظف والعامل والصانع والبائع وغيرهم أن لا يغفلوا عن ثواب دار الآخرة
خير من تلك الرشوة الخسيسة اللعينة المعقبة خزي الدنيا والآخرة.
قال تعالى:
(والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون) الأعراف
فان الذين يرتشون هذه الأيام يضعون مبررات لا قيمة لها فمنهم من يقول راتبي صغير وأنا أعطي الدولة على قدر ما تعطيني ومنهم من يقول أنا أعطي وأقدم خدمات وعملي يساوي الآلاف ولا اخذ شيئا مقابلا لها.
(أأنفع الناس ولا أنفع نفسي) فكل هذا لا قيمة له أمام الله وقت الحساب الذي سيكون عسيرا في الدنيا والآخرة
فيبلونّه الله إما بمرض وإما بأخذ عزيز على قلبه ويأخذ الحرام كل الحلال معه إلى حيث لا يعود فاحرص اليوم على حلالك.
وان عدم الإخلاص في العمل والتقصير فيه نوع من أنواع الرشوة وعدم انجازه في موعده في انتظار الرشوة ومحاولة لأخذ أموال بالباطل.والرسول الكريم نبهنا وقال(كل لحم نبت من حرام مأواه النار)
إن الموظف المرتشي يشغل السلطات المخولة له بمقتضى هذه الوظيفة وهي مظهر من مظاهر التدهور الأخلاقي والخلل الاجتماعي.وقد يتوسط بين الراشي والمرتشي شخص ثالث وهو (الرائش) وأسماه القانون الوسيط والقانون لم يقتصر على عقاب الوسيط الذي قام بالوساطة فعلا ويعتبر ممثلا لمن كلفه بالوساطة فليس له عمل.
ويحدد القانون ثلاث أركان لجريمة الرشوة الأول يتعلق بالصفة الخاصة للموظف المرتشي إذ يتعين أن يكون موظفا عاما أو ممن يعدون في حكمه.والثاني هو المادي وهو الطلب أو القبول أو الأخذ.والثالث هو الركن المعنوي أو القصد الجنائي.ولا تقع الرشوة إذا لم يكن الموظف جاد في قبولها.
إن سبب انتشار الرشوة هو الخلط بين المفاهيم وانعدام الأخلاق لدى البعض واحتكاك الموظف بالجمهور أحيانا كثيرة في أمور تتعلق بمبالغ كبيرة مقابل مرتب منخفض لهذا الموظف البسيط طمعا منه بتحسين أوضاعه المعيشية لذا يتعين على الدولة انتقاء من هم من ذوي الأخلاق المثلى والحميدة لشغل هذه المناصب الحساسة.
ولدينا أنواع وأشكال من الفساد ويوجد بصفة أساسية الفساد الكبير والفساد الصغير والفساد الكبير مرتبط بالمناصب الكبيرة والصغيرة بالمناصب الصغيرة ومن الصعب أن تتخيل عزيزي القارئ أن تختفي هذه الظاهرة كليا وأنه يوجد مجتمع منقح من الأخطاء.
فان الفساد ظاهرة عالمية فلا يوجد مجتمع من المجتمعات سواء في دول العالم الأول أو دول العالم الثالث
مستثنى من هذه الظاهرة وانتشار الرشوة والمحسوبية واستغلال النفوذ والوساطة كلها تعتبر صورة من صور الفساد وأن الرشوة والفساد يعتبر إساءة استغلال السلطة المرتبطة بمنصب معين سواء شغل هذا المنصب عن طريق التعيين أو عن طريق الانتخاب ويتم استغلاله بهدف تحقيق مصالح شخصية على حساب المصالح العامة
فالبعد عن الدين هو من أهم أسباب هذه الرشاوي فالأرزاق بيد الخالق ولماذا نغمس حلالنا بالحرام والحلال قادم ومهرولا لنا ويسعى لنا أكثر ما نسعى اليه وتبقى النفس الأمارة بالسوء والأنفس الضعيفة هي من تقع بهذا الفخ.
الرشوة هي عمل لا أخلاقي ويتنافى مع الدين ومع صالح المجتمع ولا تقره المجتمعات ولا الشرائع السماوية كلها أو الصالح العام أو الضمير الحي والسليم.
والرسول الكريم أوضح لنا حينما طلب منه أسامه بن يزيد وهو حبر رسول الله أن يشفع في الغامدية فقال له رسول الله(أتشفع في حدا من حدود الله والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها)
ليتذكر الإنسان إن الدنيا ممر لدار قرار ومهما كسب الإنسان من هذه الدنيا الفانية سيزول حتما حين زواله
وليكن شعارنا (يدا بيد للتعاون والتآخي ليتسنى للجميع على أن يقضوا على الرشوة وألم الحرمان)
والله من وراء القصد.
هاشم برجاق
17-9-2010
الموقع الخاص بالكاتب هاشم برجاق
www.hashem.jordanforum.net