زاد الاردن الاخباري -
اسامينا شو تعبوا اهالينا تلقوها شو افتكروا فينا.
تذكرت هذا الكلام وأختي الصغيرة تعاتبني أنني السبب في تسميتها رنا، لا أدري لماذا لا تحب اسمها، وتتمنى لو أسميناها بإسم آخر، أو لو كان لها الخيار في ذلك.. فثمة الكثير من الناس الذين لا تعجبهم أسماءهم لكنهم مضطرين للتظاهر بقبولها، من دون أن يتمكن أحدهم من الوقوف أمام ذاته ويعترف لا أحب اسمي، وهناك أشخاص تعجبهم، ولكنهم يريدونها أكثر معاصرة.
بعض الآباء يفرضون أسماء غريبة وغير مألوفة على أبنائهم، مما يوقعهم في حرج عندما يكبرون ويختلطون في المجتمع، قد تكون هذه الأسماء تراثية قديمة ولا علاقة لها بصفات المولود.
الدراسات الحديثة أثبتت أنّ طبيعة الاسم قد تؤثر في نفسية الشخص، أو حتى في حظوظه من حيث التوظيف والنجاح. وتجمع تلك الدراسات على أن هناك تأثيرا نفسيا كبيرا للأسماء، فمن الممكن أن تؤثر سلباً على سلوك الشخص حين يشعر بالخجل من اسمه ويلجأ لتغييره أو عدم الإفصاح به، بدلاً من الاعتزاز به، وهنا يكون الاسم سببا لإيذاء نفسي معين، وربما يتطور إلى عقدة نفسية في حال أعطاه اهتماما يفوق حجمه الطبيعي.
وبعض الأشخاص أطلقت عليهم عائلاتهم أسماء تنتمي للجيل السابق ولا تناسب جيلهم، كحال من يُسمى باسم جدّه، أو تُسمى باسم جدّتها لأجيال متلاحقة، حتى وإن تسبب لحامله في عقدة نفسية مزمنة. معظم هؤلاء لا يحبون أسماءهم، ولا يشعرون تجاهها بالرضا.
ومن خلال تجاربي مع بعض الأصدقاء والزملاء وجدت أن الأسماء التي يحملونها يشعرون من خلالها بحرج وخجل خاصة عند مقارنة أسمائهم بأسماء أقرانهم الذين يحملون أسماء خفيفة ومعاصرة، أو من تلك التي تصلح لكل الأزمنة، وحينذاك يبدأ إحساسهم بالظلم الذي أوقعه عليهم آباؤهم.