جلالة الملك عبدا لله الثاني بخطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة السادس عشر ( تحسين حياة المواطن هدفنا الأول والفقر والبطالة شر سنحاربه بكل الوسائل ) وسيد البلاد حفظه الله وأبقاه سندا وذخراً لنا أراد ويريد العيش الكريم لجميع الأردنيين .
وانا لا ادعي علم الغيب فلا يعلم به إلا الله سبحانه وتعالى ولكن اكتب من الواقع وحديث الناس البسطاء وقال تعالى ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ) وتمنيت بان لا اكتب هذا المقال مع بدايات فصل الشتاء ولكن هذا الواقع . وارتفاع الأسعار الغير طبيعي والجنوني , والحكومة لا تحرك ساكناً , والسوق للتجار الجشعين والاقتصاد الحر ليتلاعب بقوت ملايين الأردنيين من محدودي الدخل والطبقة الفقيرة من غالبية الشعب الأردني والذي يتحمل وتحمل الكثير دون أن يتفوه بكلمة , ولكن سيأتي يوم ونسرق بعضنا البعض للحصول على لقمة العيش ويمكن أن يقتل بعضنا بعضاً ليخطف لقمته من فم الأخر بسبب الغلاء الفاحش والموجع والأمر في حياتنا والحكومة ساكنة , وتركت الشعب يغوص في مستنقعات البطالة والجوع والفقر وتردي الأحوال المعيشية بدل أن تجد خطة طوارئ مستقبلية , حيث أتوقع بأن برميل النفط سيكسر حاجز المائة دولار وقريباً , وازداد أعداد الفقراء والمحتاجين ومنهم من بدأ بالتسول ومنهم على الطريق وللأسف الشديد منهم . والمشكلة إلى متى ستظل الحكومة صامته وتردد فقط إن هذا الارتفاع \" مبرر \" \"ومحدود\" في كل مره تثار بها قضية الأسعار ... وفصل الشتاء على الأبواب ... ؟ ووصلت الأسعار إلى أرقام فلكية بل خارج المجرة بأكملها إذا جاز لي التعبير والموضوع ما زال \"مبرر\"و\"محدود\" , فمتى ستتحرك الحكومة وتخرج من هذا الصمت الرهيب وتواجه تذمر واستياء الشارع بتفهم وواقعية ... وإلى أن يتم ذلك بماذا نطعم أأطفالنا .. خبز وشاي ..؟ والشعب لا ينتظر تبرير من الحكومة بل يريد قراراً وتحركاً لأن المشكلة زادت عن حدها ومن زمن وأصبح ... فصل الشتاء على الأبواب وهذا لا يؤجل لأنه يزيد المصروفات الشهرية, ومن المعروف إن قوة العملة لها تأثيرها المباشر في مواجهة ارتفاع الأسعار العالمية , ولكننا لم نلمس تأثير قوة الدينار في هذه المعركة بين الراتب المحدود والسلع الطائرة وكأننا لا نعيش في الأردن بل في دولة تعاني من ضعف العمله المحلية , ومع الفارق ابتلعت القيمة الشرائية للدينار , ومع ضعف الإجراءات وغياب السياسات الجذرية ستصبح أي زيادة على الراتب مجرد مخدر يفقد مفعوله بعد حين مثل الزيادة الأخيرة لموظفين الدولة لم تأتي حيث وعدتم الشعب بربط التضخم بالرواتب . و قد لا يكون تثقيف المجتمع ورفع مستوى وعيه من ناحية الترشيد الاستهلاكي هي العصا السحرية وإن لم نستطيع تجنب هذه الأوضاع الاقتصادية السيئة والصعبة والمقلقة والمتسارعة , لسوف تتجه بنا نحو خلق طبقة أخرى جديدة من الفقراء والمعدمين وسيفرز هذا الوضع ثقافة خطيرة جدا ورؤية مغايرة تختلف بكل المعايير الإنسانية والتي نحن بغناه عنها حيث ستختلف اختلافاً كليا عما كنا عليه . والكرة ألان في ملعب الحكومة من اجل تنفيذ التوجيهات السامية والتي جاءت في خطاب العرش , وأتوقع بأن حياة الأردنيين ستتغير في ظل انتخاب النواب الجدد ومع مرحلة التغيير والتعديل الوزاري من أجل عيش كريم في ظل صاحب الجلالة الملك عبدا لله الثاني بن الحسين وأبو الحسين حفظه الله .