زاد الاردن الاخباري -
توقع خبراء في علم الوبائيات والأمراض السارية، ظهور موجة جديدة من فيروس انفلونزا الخنازير خلال الربيع المقبل، رغم انحسار الفيروس منذ شهرين تقريبا محليا وعالميا.
وعليه، دعا الخبراء المواطنين الأردنيين الى التحصن ضد الفيروس لمأمونية المطعوم، مستندين الى أن 20% من سكان الولايات المتحدة الأميركية تحصنوا من دون أن تظهر عليهم أعراض جانبية غير متوقعة.
وقالوا في حديث لـ"الغد" إن "انحسار المرض لم يكن محليا فقط، بل كان عالميا باستثناء مناطق في شمال افريقيا وجنوب آسيا"، داعين الحكومة الى تنشيط عملية الرصد الوبائي في مستشفيات المملكة.
وأكد وزير الصحة السابق والخبير في علم الوبائيات الدكتور سعد الخرابشة على أن "الصورة الوبائية للفيروس غير مكتملة، فنحن نتعامل مع فيروس جديد".
وفسر الخرابشة انحسار الوباء محليا الى إصابة مئات الآلاف من المواطنين بالفيروس، والذين ظهرت عليهم أعراض المرض بدرجة خفيفة، كالرشح وارتفاع طفيف بالحرارة، بيد أن حالتهم الصحية لم تستدع علاجهم في المستشفيات المعتمدة في القطاعين العام والخاص.
ونتيجة لذلك، أصبح في المملكة "مناعة مجتمعية" إذ يصاب المريض بالفيروس وينقل العدوى للمخالطين والأصدقاء والأقارب، لكن شدة الإصابة تكون غير شديدة، وفق الخرابشة.
ولم يستبعد الخرابشة أن يكون "عدم فحص المراجعين في المستشفيات الذي رافقته حملات إعلامية توعوية مكثفة، دفع بالمواطنين الى التوجه لإجراء الفحوص وتسجيلها مع بداية ظهور المرض، وهو ما قد يكون أحد أسباب عدم تسجيل إصابات جديدة".
ووفق الخرابشة، فإن هناك تراجعا في الحملات التوعوية الإعلامية ضد المرض، فضلا عن تغيير في الاستراتيجية العلاجية التي اقتضت عدم الفحص المخبري للمراجعين، ما خلق لدى المواطنين نوعا من "الطمأنينة بأن الجائحة انتهت".
بيد أن الحكومة ستواجه مشكلة في إقناع المواطنين، بتغيير سلوكياتهم إذا ظهر الفيروس من جديد.
وبناء على ذلك، دعا الخرابشة الوزارة الى الاستمرار في الحملات التوعوية بأسلوب يعزز سلوكيات الناس الإيجابية، كاتباع النظافة الشخصية، وتغيير العادات السلبية كعادة شرب القهوة العربية من فنجان واحد.
واعتبر أن الحكومة حققت أمنا استراتيجيا صحيا لمواطنيها، عندما خصصت نحو 73 مليون دينار ميزانية طارئة لتوفير المطاعيم والعلاجات (التامي فلو والريلانزا) بالإضافة الى إجراء فحص نشط في مستشفيات عامة ومركز صحي عمان الشامل للكشف عن الإصابات الجديدة.
ويتوقع أن تتسلم الوزارة مع نهاية الشهر الحالي 900 ألف جرعة جديدة من المطاعيم الوقائية ضد المرض، بينما أرجأت الوزارة شراء 3 ملايين كبسولة من علاج التامي فلو الوقائي، عقب انحسار المرض، بالإضافة الى أن لديها مخزونا استراتيجيا من العلاج يكفي لعلاج آلاف المراجعين.
من جانبه، أكد استشاري الأمراض المعدية والسارية في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي الدكتور وائل هياجنة، على أن "انحسار الوباء ليس فقط في المملكة بل كان عالميا".
وقال إن "عدم تسجيل أي إصابات جديدة في المملكة منذ 30 يوما فأكثر، يعود الى إصابة أعداد كبيرة من الناس بالفيروس، مما أكسبهم مناعة ضد المرض.
وأضاف أصبح الفيروس غير قادر على "تدوير" نفسه في المجتمع، لافتا الى أن استقرار الطقس في المملكة أسهم في عدم تنشيط الفيروس، بخلاف ما توقعته منظمة الصحة العالمية من أنه "إذا كان الطقس شديد البرودة، فإن الفيروس ينشط وسيصيب ملايين البشر ويزيد من حالات الإماتة".
ولفت الهياجنة الى ضرورة الاستمرار بإجراء استقصاء وبائي، بالتقاط عينات عشوائية من مراجعي المستشفيات، مصابين بالتهابات تنفسية لرصد سريان الفيروس ضمن فئات المجتمع.
وبحسب تقديرات خبير علم الوبائيات في الوزارة الدكتور بسام الحجاوي، فإن موجة انتشار الفيروس، انحسرت في المملكة، بعدما أصابت نحو مليون مواطن، أي بما نسبته 20% من سكان المملكة، مستندا الى تقديرات منظمة الصحة العالمية.
وقال في تصريحات صحافية سابقة لـ"الغد" إنه "لم يستبعد عودة موجة جديدة للفيروس في الأسابيع الثمانية المقبلة"، مستندا الى الخبرات السابقة لخريطة انتشار الأوبئة العالمية الكبرى، التي حدثت في القرون الماضية لفيروسات الانفلونزا (الإسباني).
الغد