بقلم : هشام ابراهيم الاخرس
إن المتتبع للوثائق التي تنشر عبر موقع وكيلكس يتيقن تماما بإن هناك رسالة تريد الولايات المتحدة إيصالها وهذا كان واضح من التحذيرات التي أطلقها الساسه الأمريكيون قبل نشر الوثائق بإسبوع وعمل هاله من الإثارة لجعل العالم كله يترقب نشر الوثائق.
لا يمكن أن اقتنع بإن التكنولوجيا الأمريكية غير قادرة على منع موقع أنترنت من نشر الوثائق وهي تملك سر الأنترنت والقوة الكافيه لإنهاء هذه المهزلة, ولست أنا من مروجي نظرية المؤامرة, لكن هنا شيء مختلف.
كنت في السابق كتبت بخصوص الإنتخابات الفلسطينية وقلت أن الولايات المتحدة تريدها نزيهه وتلك مصيبة، يعني يريدون حرق حماس سياسيا، وهنا وفي موضوع وثائق ويكليكس الأمر سيان، هناك فتنة تلوح بالإفق وحقن للشارع العربي على قادته وتذمر شعبي من رأي دولهم السياسي الخفي، وإلهاء طويل للشعوب والحكومات والصحافة والفضائيات وحتى دور السينما التي لابد ستنتج فيلم يقوم ببطولته ذاك الجندي الامريكي الذي قام بسرقة الوثائق وبيعها لموقع ويكليكس.
من الوثائق السرية المعلنة والتي أثارت دهشتي أن الرئيس الليبي معمر القذافي تعمل لديه ممرضه بلغارية وتسافر وتتنقل معه حيث ذهب، ما شاء الله، سر خطير ويؤثر على الأمن القومي العربي، ومن الوثائق، أن بعض الزعماء العرب طالبوا الولايات المتحدة بالجدية في مهاجمة ايران وهنا يكمن السر، تمرير وثيقة أقل خطورة مع دس وثيقة خطيرة وتحتوي على سر لعين، وترك نقطة ضعف لدى حلفائها وفرصة لدى معارضيهم وأعدائهم.
من الوثائق الغريبة أن أمير دولة قطر قال لأحد المسؤولين الأمريكان، نحن نكذب عليهم وهم يكذبون علينا، يقصد ايران، والغريب أن هذا المسؤول قام بكتابة هذه الجملة وبعثها لواشنطن عبر فاكس سري للغاية، وتركوها في مستودع مهمل ليسرقها أحد العابرين ويتاجر فيها عبر سوق بيع الوثائق الجديد.
أي منطق هذا؟
أي مستقبل ستجرنا اليه الولايات المتحده؟