أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأمن يوضح حول تّسجيل صّوتي متداول بخصوص الطريق التنموي وزير الداخلية يحاضر في كلية الدفاع الوطنية الملكية اقتصاديون: النهج الحكومي يبث الإيجابية وينسجم مع رؤية التحديث الأردن .. مشاريع لتطوير البترا كوجهة سياحية عالمية مستدامة أهالي أسرى إسرائيليين بغزة يعتصمون أمام مكتب نتنياهو الجامعة الأردنية وكلية الجراحين الملكية في ايرلندا توقعان مذكرة تفاهم أكاديمي المومني: الإذاعات المجتمعية منابر تنموية فاعلة الاسترليني يرتفع أمام الدولار واليورو السماح بتسجيل مركبات هجينة لخدمة السفريات الخارجية الرئيس الصيني: القضية الفلسطينية جوهر قضية الشرق الأوسط وزيرة النقل تدعو لتنظيم قطاع الشحن البحري بورصة عمان تنهي تداولاتها على ارتفاع أورنج الأردن تطلق العروض الأضخم لعام 2024 على مجموعة من المنتجات على المتجر الإلكتروني الملك يشارك في قمة ثلاثية اردنية قبرصية يونانية مديرية زراعة إربد: زيادة إنتاج زيت الزيتون بنسبة 20% وزير المياه يبحث مع نظيره السوري ملف حوض اليرموك وزير الداخلية يوعز بالإفراج عن 486 موقوفا إداريا ترحيب عربي بوقف إطلاق النار في لبنان فون دير لاين تدعو لزيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي أسوة بروسيا 33 شهيدا في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام يا مهدبات الهدب نَوْحِن على وصفي

يا مهدبات الهدب نَوْحِن على وصفي

30-11-2010 10:58 PM

تتعثّر الحروف، وتتلعثم المفردات حائرةً تائهة كغريب ضلّ سبيلَه؛ فالحديث عن الرّواسي والشَوامخ والشّمّخ ليس كأيِّ حديث. وكلما أوهمتَ النَّفس أنّك وصلتَ القمم، تُفاجأ بأنَّك مازلت تحبو في القيعان غريقا في سراب. فالماثل أمامَك سنديانةٌ يتنسّم عطرَها ليس من عاصرها فقط، بل ومن سمع عنها كذلك. فمنذ السبعينيّات ونحن نمنّي النّفس في رؤية غصن منها، إلا أنّ الأرض أجدبت وأقفرت؛ فلم تعد تُنبت غير الشّبْرِق والحنظل، وكلّ سنديانة نتوسّم فيها خيرا يتسارع المارقون وغريبو الوجه واليد واللسان لاجتثاثها من شروشها ليغرسوا بدلا منها بيت دعارة وماخور يدرّ عليهم درهما ودينارا.
عرفناك ياوصفي حرّاثا نصيرا للحراثين، وطنيّا تحتضن الأردن من الطّرّة إلى الدّرة، ومن تلّ الأربعين إلى الرويشد، ومن تلّ إربد إلى سفوح شيحان؛ تتغنى بالسّلط، وتعشق الطفيلة، وتحتضن إربد في مقلتيك. قوميّا قبل أنْ يتنادى السّحرة وفرعونهم لاغتيالك، فمَن كان رحمُه عراقيا، ورفيقةُ دربه شاميّة، وأبوه نشميا أردنيا لن يقرأ في غير سِفر القوميّة ومعاني الوحدة. وعرفناك فلسطينيّا مجاهدا فدائيّا قبل أن يعرف مرتادو الأرصفة والحانات معنى الجهاد والفداء. فالسّلاح الذي تمنطقت به والنشامى الطّفايلة في فوج اليرموك على ثرى موطن الإسراء والمعراج، يختلف عن السّلاح الذي أمطرك به الزعران والهَمل والهُمّل.، فاستشهدت واقفا لاجاثيا كما تنبأتَ من قبلُ بقولك: أمّا أنا، فتأتيني رصاصة فأموت واقفا. وهي الرّصاصة نفسها التي اغتالت الشهيد الملك المؤسس عبد الله الأول في المسجد الأقصى؛ إنّهم يقتلون الجياد؛ لتسرحَ الحصينيّات، وتمرح الثّعالب والجرذان.
رحمك الله ياوصفي؛ فلست بآسف على هذا الزمان وغدره. فكما قيل:
لاتأسفنّ على غدر الزمان فلطالما رقصت على جثث الأسود كلاب.
فلا تحسبنّ برقصها تعلو على أسيادها تبقى الكلاب كلاب والأسود أسود.
زمان تحوّل فيه الرّجال إلى أشباه، وما عاد الرّجال رجالا. زمان اغتيلت فيه كلّ مفاهيم الوطنية والقومية؛ فصرنا ياوصفي أوطانا وأقواما، وبني يعرب ياوصفي تناسلوا إلى أعاريب وعربانا. وأخوالك ياوصفي يتناثرون بين سنيّين وأشياعا. أمّا أبناء العمومة فقد حرّفوا تاريخك ودوّنوه بمِداد الزّور والتّزوير. وآخرون قعدوا عن الجهاد وقعّدوه في أجسام مفخّخة، وعربات ملغّمة، تحصد أرواح الأطفال والشيوخ والنّساء دون تمييز في عمان والخبر وشرم الشيخ وبيروت وبعقوبة، وغير هذا وذاك الكثير الكثير. وأمّا المقاومة ياوصفي التي كنتَ أحد فرسانها في الجليل، فقد تحولّت إلى إمارة في غزّة وسلطة أخرى في رام الله، وحراك في اليمن، وتململ في لبنان، وتشرذم في السودان، وتطاحن في الصّومال، وغير هذا وذاك الكثير الكثير؛ فلا وطنا حفظنا، ولا قوما رعينا.
هي مدوّنة ياوصفي أزجيها إلى شباب هذا البلد الذي عشقتَ وضحّيتَ؛ ليعرفوا أنّ وصفي الذي تلقّى تعليمه في السّلط وبيروت، هو ذاته الذي تربّى في مدرسة الهاشميين؛ فكان رفيقَ درب نسل الهواشم المغفور له بإذن الله الحسين الذي غرس فينا مباديء الثورة العربية الكبرى ونهضتها في المجالات كافة. هي المدرسة ذاتها التي لاتميّز بين شاميّ أو عراقيّ أو فلسطينيّ، وهي الأكاديمية التي تربينا فيها على الانتماء والولاء والوفاء.
نم قرير العين يا أخا عليا، فالجياد ما زالت جيادا، والنّسور ستظل نسورا، وأمّا الجرذان فستبقى أبد الدّهر جرذانا.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع