أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحكومة: لا تسفير للعمالة التي تحمل صفة لاجئ الأمن يوضح حول تّسجيل صّوتي متداول بخصوص الطريق التنموي وزير الداخلية يحاضر في كلية الدفاع الوطنية الملكية اقتصاديون: النهج الحكومي يبث الإيجابية وينسجم مع رؤية التحديث الأردن .. مشاريع لتطوير البترا كوجهة سياحية عالمية مستدامة أهالي أسرى إسرائيليين بغزة يعتصمون أمام مكتب نتنياهو الجامعة الأردنية وكلية الجراحين الملكية في ايرلندا توقعان مذكرة تفاهم أكاديمي المومني: الإذاعات المجتمعية منابر تنموية فاعلة الاسترليني يرتفع أمام الدولار واليورو السماح بتسجيل مركبات هجينة لخدمة السفريات الخارجية الرئيس الصيني: القضية الفلسطينية جوهر قضية الشرق الأوسط وزيرة النقل تدعو لتنظيم قطاع الشحن البحري بورصة عمان تنهي تداولاتها على ارتفاع أورنج الأردن تطلق العروض الأضخم لعام 2024 على مجموعة من المنتجات على المتجر الإلكتروني الملك يشارك في قمة ثلاثية اردنية قبرصية يونانية مديرية زراعة إربد: زيادة إنتاج زيت الزيتون بنسبة 20% وزير المياه يبحث مع نظيره السوري ملف حوض اليرموك وزير الداخلية يوعز بالإفراج عن 486 موقوفا إداريا ترحيب عربي بوقف إطلاق النار في لبنان فون دير لاين تدعو لزيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي أسوة بروسيا
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام زمن العبودية،،،وزمن الفتن

زمن العبودية،،،وزمن الفتن

30-11-2010 11:08 PM

ساءت الدنيا كثيراً ،،،وملامح الزمن الغابر والأجيال تغيرت كثيراً،،،فالجدران التي قد كتبنا عليها أسمائنا بأقلام الفحم والرصاص ،،،ورسومات قد رسمناها بطباشير الطفولة البريئة بفرح وعفوية،،،أمست تلطخ بالدماء وعادات ما أنزل الله بها من سلطان.
وجماعات (الأيمو) و(عبدة الشيطان واللوطيين) الجدد أصبحنا نطلق عليهم (بالجنس الثالث)
والمتشبهات من النساء بالرجال واللاتي لعنهم الله وهم كثر هذه الأيام بهذه الأزمان وفي كل مكان ونطلق عليهم اسم (بويات)،،،ونتعامل مع الكبائر والمصائر والجرائم على أنها فقط (حالات نفسية) ويضيع وقتنا وتستهلك أعصابنا بتحليل وإيجاد صيغة مناسبة أو طريقة عقيمة لإقناع (البويات والجنس الثالث) بأنهم قادمون من عالم مختلف وأفكار وعقائد لا وجود لها أصلا بعالمنا العربي المسلم.
وإدمان الخمور وعشق المخدرات والأفيون وشمّامون قادمون من حظائر الكلاب البوليسية.
وعداكم عن القتل والاغتصاب والزعرنات وانفعالات وتكسير لكل القوانين والدساتير بهذا الوقت الصعب .
فلم تكن سابقاً موجودة أصلاً بهذه البلاد بلاد العز والكرم بلاد الأنبياء والأولياء الصالحين.
ويأتون بعلماء نفس وعلماء اجتماع وعلماء دين يناقشون ويحللون تلك المصائب،،،عذراً ماذا تناقشون،،
ومع من تتحدثون،،،
آب يغتصب ابنته،،،ويقال مضطرب نفسياً.
رجال يمارسون اللواط،،،ونقول،،،عوامل نفسية أدّت إلى ذلك.
أبناء يمارسون العقوق،،،بأبشع الصور،،،ونقول عوامل نفسية.
فتيات يمتهنون الدعارة والبغاء المرّخص،،،ونقول أسباب نفسية.
وأصبحت الحالة النفسية شمّاعة قتل بشعة للقتل والغدر والاغتصاب والعقوق والكفر والمخدرات والخمر جميعها،،،أحوال نفسية،،،ويخرج بعد أشهر بحسن السيرة والسلوك،،،ليمارس نفس الهواية المضنية.
بطفولتنا أعزائي القرّاء كانت لعبة السيارات(السلوك) ولعبة التراب(برمل صويلح) وملؤها بزجاجات فارغة محدثة ألوان وأسماء ومناظر جميلة بريئة،،،فكانت وقتها متعة ما بعدها متعة.
فالتراب والرسم وصناعة طائرة ورقية كانت بمثابة الكمبيوتر والنت والبليستيشن.
وفي طفولتنا كان التلفزيون الأردني العفيف الشريف والقناة الوحيدة،،،مدرسة من مدارس الحياة.
فكان لإبراهيم شاه زاده ورافع شاهين ومحمد أمين وموسى عمّار الإذاعي المتميز وغادة السمان ومازن القبج وحيدر محمود وسليمان عويس وكوثر النشاشيبي جيلاً لن يتكرر مرتين وكثيراً من الإعلاميين آن ذاك.
فكان البث التلفزيوني يبدأ بالسلام الملكي مع النشيد،،،يليه القران الكريم ،،،يليه نشرة أخبار قصيرة ثم أفلام كرتون التي كنا نطلق عليها(رسوم متحركة) ثم مسلسل بدوي أو مسلسل عربي محترم والتي كان يصلنا الصالح والبريء والهادف والمحافظ،،،لأن رقابة التلفزيون في ذلك الوقت كانت لا تتجاوز الخطوط الحمراء،،،ولا الحياء العام،،،فكانت الناس تخاف الله أكثر فينا،،،والخلق والصدق يملأ المكان فكانت المسلسلات العربية كحارة أبو عواد ورأس غليص ومسلسل ما زال بالأذهان ليومنا هذا (وضحى وابن عجلان) ويعيش بالذاكرة الأردنية لذلك الجيل الذهبي ومن لا يتذكرها،،،فكانت تلك المسلسلات والبرامج تحمل في أجندتها ما تحرص على احترام المشاهد بدءاً بالدين وانتهاء بالعادات والتقاليد وكانت مسلسلاتنا تتناقلها دول الخليج بتلفزيوناتها،،،فكانت مشاهد التعري تحذف ومشاهد الرقص تحذف،،،ومشاهد القبل الساخنة تحذف،،،والألفاظ البذيئة تحذف ليس كمثل هذه الأيام.
وكانت سميرة توفيق وشامتها المميزة وضحكتها الرائعة وصوتها الأروع قمة الإغراء بذلك الزمان،،،،
فكان وقت الأذان مقّدس،،،ووقت الصلاة مقدّس،،،كما هو يوم الجمعة وصلاة الجماعة فكانت أروع وكانت هادفة بكل ما تحويه من خطبة ومن صلاة فكان هدفها الترغيب ليس الترهيب وتناقش الأمور الهامة وليس كمثل هذه الأيام ينادون ويكررون ما يملأ عليهم وبصوت كالرعد بدون توقف دون التطرق لمشاكل عصرنا الحالي وما يشهده عالمنا الإسلامي من ضغوط ومن تشويه وتباع بعض الفتاوى بالمحطات الفضائية.
وكان صوت الأذان أجمل وأنقى وكانت الناس أصدق وقلوب الناس على بعضها البعض ويشاركون طعامهم وأغنيائهم يطعمون فقرائهم بالخفاء وكان العيد له نكهة فقدناها منذ أزمان،،،فكانت الدنيا تملأها البركة والطيب.
وألان،،،؟؟؟ما تبقى من إعلام ذلك الزمان ؟؟؟
مشاهد رقص وعرّي وقُبل وإعلانات مخجلة بدءاً من مزيلات الشعر والعرق وانتهاء بالفوط الصحية النسائية(بالأجنحة) ومذيعات كاسيات عاريات قادمة من أزمان الحروب النازية فتكون المذيعة كالرجل تناقش وتحاور بشدة في المواضيع السياسية والرياضية بحدّة وتغطرس على الجميع وصوتها يعلو على كل الأصوات وعلى كل الضيوف من أخصائيين وسياسيين ونقاد وغيرهم من المفكرين.
وإما أن تكون كدمية (باربي) الزهرية الغير متكلمة تتراقص وتتمايل بملابس أقرب ما تكون معدّة للنوم ليسيل لعاب الرجال على ذقونهم خلف شاشات التلفاز،،،وينهار من جبال الأخلاق ما ينهار.
إلا من رحم ربي،،،
فهذه الأيام أصبح البعض متيم ومشاهد شرس لكل المسلسلات التركية،،،فلا عادات تتناسب مع عاداتنا ولا مفاهيم يتقبلها ديننا فلا يكاد يخلو مسلسل تركي من امرأة حامل تحمل في أحشائها بذرة حرام،،،ونتابع المسلسل والبذرة تكبر ونحن نتعاطف مع المرأة لأنها بطلة المسلسل التي يجب أن نعيش حكايتها الحزينة بكل التفاصيل ونترقب الأحداث بلهفة عظيمة ونحاور ونناقش هل ستعود إليه أم لا،،،متجاهلين أنها زانية وتحمل في بطنها (سفح) ضاربين بعرض الحائط كل القيم التي تربينا عليها،،،فمسلسل واحد كفيل بأن ينسف بنا من الأخلاق الكثير الكثير.
وعداكم عن برامج ك ستار أكاديمي وما يحمله من أفكار هدّامة لكل الأجيال من مشاهد لأجيال يقال عنها مسلمة وتربت على الفضيلة والخلق والمثاليات يتمايلون ويتراقصون على بعضهم البعض ويشاركون بعضهم بعضا بالطعام والشراب والفراش والنوم والسهر المضني على أنغام الأخلاقيات المتبقية والمنفردة الصاخبة.
لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر لتخرج منها الفتاة أحياناً حامل وأحيانا راقصة متمرّسة بهز الوسط على يد أمهر المدربين المقيمين خارج الأوطان بشهادة تقدير وحضروا الحكّام خصيصا لهذا الحدث وعداكم عن المسابقات الأخرى التي ذوبت المرأة الشرقية ببحور الرذيلة،،،عذراً منكم ولكن الحال لا يطاق.ويتخرج الشاب القادم من الغابات الأمازونية (سوبر حمار) ليمارس غنائه ورقصه بالنوادي الليلية.
فهذا اللقب يتقاتلون عليه جميع البلدان العربية لأرفع منصب بالوطن العربي(بطل الرذيلة) وقلة الخلق،،،
بشهادة دكتوراه فخرية بقلة الأدب وقلة الخلق وافتعال المشاكل والألفاظ البذيئة.
فهل هذا الخلق العربي وهل هذه عاداتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها لهذه الأجيال الكرتونية المغلفة بورق القصدير الرخيص ليصبح التنافس المضني يسري مسرى الدم أجسادنا،،،لنصوّت بملايين الدنانير لمجموعة من عبدة الشياطين لينعموا بنوم هادئ بالقرب من فتيات قادمة من عصور العبودية المحتضرة.
ففي الوقت الذي نرّبي فيه فلذات أكبادنا على الفضيلة والأخلاق المثلى فننسف هذه الفضيلة وهذه الأخلاق أمامهم بجلسة واحدة لمتابعة مسلسل تركي بطلته حامل من صديقها البطل ونحن نصفق ونشجع ونتعاطف ونبكي،،،وننتظر ولادتها بفارغ الصبر ونسافر إلى تركيا لنشاهد نفس المكان الذي تم تصوير الأبطال مسلسلهم الشيق ونطلب منهم تسمية (طفل الخطيئة)باسم (مهند) يا أيها المهند لو عرف مهند بهذا الاسم لقتل نفسه ألف مرة بالسيوف الحادة المتشعبة.
ويأتي زمن البخت المائل والنساء المائلات المملات لتصبح العباءة الفضفاضة ذات اللون الأسود والتي كانت تغطي المرأة من أعلى رأسها لأسفل قدمها فلا تكشف عفتها على أحد وترمز للدين والعفة والسترة والحشمة لم يتبقى من ملامح هذه المرأة الرائعة القديمة الكثير فهي عملة نادرة هذه الأيام بعد نزول عباءتها من الكتف إلى الكتف،،،وضاقت حتى كادت تخنق صاحبتها وضاع سواد لونها في زخارف وألوان دخيلة لا شأن لها بتراثنا الغني بالخلق من بلاد فارس،،،،لهذه المرأة السلكونية،،،لتصبح عباءتها شبيهة بقميص النوم شديد الإغراء لتفقد هوية المرأة الشرقية،،،الأصيلة،،،لتصبح بعض العباءات شبيهه بجلابيب المنزل وأخرى لا تختلف عن فساتين السهرة والأعراس وحفلات السواريه العارية.
فكانت الحياة بالماضي أجمل وأنقى كان ابن الخامسة عشر سابقاً يحمل السيف ويحمل البندقية ويفتح البلدان ويتحدى البحر في زمن الغوص من أجل لقمة العيش وأصبح ابن الخامسة عشر في زماننا مراهق يمر بمرحلة خطرة ولا يختلف كثيراً عن الفتيات من سرواله ومن كثافة شعره وكأنه قادم من مصارعة الثيران ولا بد من مراعاة مشاعره ولا بد من الانتباه إليه وتتبع خطواته حتى لا يزل وان أخطأ فهو حدث،،،ولا يعاقبه القانون ولا يعاقبه الآباء ولا الأمهات،،،وابنة الخامسة عشر كانت في الماضي زوجة صالحة كمثل أمي وأمهاتكم جميعاً وعلى مستوى عالي من المسؤولية فكانت نعم الأم ونعم الزوجة والأخت والبنت،،،،أما الآن أصبح زواج البنت صاحبة الخمسة عشر ألف رفيق على المواقع الإباحية منتهى الكفر،،،، وجريمة لا تغتفر،،،،عذراً
فهي ما زالت طفلة لا تتحمل مسؤولية نفسها وقراراتها خاطئة ومشاعرها نزوة مؤقتة تتغير حين تصل مرحلة البلوغ،،،،يقصف عمرها.
ابنة الخامسة عشر في الماضي كانت تربي أجيال،،،،وابنة الخامسة عشر هذه الأيام مراهقة لا تنام،،،
إن لم نسّخر حواسنا الستة في مراقبتها،،،ضاعت.
ترى ؟؟؟لماذا لم يراهق شباب الزمن الماضي وفتيانه،،،هل المراهقة مرحلة من اختراعنا نحن ؟؟؟
سؤال يبحث عن إجابة،،،
والله من وراء القصد
ملاحظة:بعض الأفكار والكلمات منقولة لكاتبة إماراتية لها مني كل احترام.
هاشم برجاق
27-10-2010

الموقع الخاص بالكاتب هاشم برجاق
www.hashem.jordanforum.net





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع