أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اقتصاديون: النهج الحكومي يبث الإيجابية وينسجم مع رؤية التحديث الأردن .. مشاريع لتطوير البترا كوجهة سياحية عالمية مستدامة أهالي أسرى إسرائيليين بغزة يعتصمون أمام مكتب نتنياهو الجامعة الأردنية وكلية الجراحين الملكية في ايرلندا توقعان مذكرة تفاهم أكاديمي المومني: الإذاعات المجتمعية منابر تنموية فاعلة الاسترليني يرتفع أمام الدولار واليورو السماح بتسجيل مركبات هجينة لخدمة السفريات الخارجية الرئيس الصيني: القضية الفلسطينية جوهر قضية الشرق الأوسط وزيرة النقل تدعو لتنظيم قطاع الشحن البحري بورصة عمان تنهي تداولاتها على ارتفاع أورنج الأردن تطلق العروض الأضخم لعام 2024 على مجموعة من المنتجات على المتجر الإلكتروني الملك يشارك في قمة ثلاثية اردنية قبرصية يونانية مديرية زراعة إربد: زيادة إنتاج زيت الزيتون بنسبة 20% وزير المياه يبحث مع نظيره السوري ملف حوض اليرموك وزير الداخلية يوعز بالإفراج عن 486 موقوفا إداريا ترحيب عربي بوقف إطلاق النار في لبنان فون دير لاين تدعو لزيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي أسوة بروسيا 33 شهيدا في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية توضيح مهم بشأن نظام التوجيهي الجديد في الأردن - فيديو فرنسا: نتنياهو يحظى بالحصانة بعد مذكرة الجنائية الدولية
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام إعدام مجنون .. بمستشفى الأمراض العقلية

إعدام مجنون .. بمستشفى الأمراض العقلية

01-12-2010 10:03 PM

عدت من غربة دامت عدة سنوات من الزمان. وطلبت من تاكسي المطار إيصالي إلى عمان.
وتحديدا نزول شارع المهاجرين. ومستشفى عاقلة من اليمين وقررت المشي من جهة اليمين
نظرت إلى الغابة الصنوبرية نزولا إلى رأس العين ماذا حل بها بعد كل هذه السنين قد هاجرت منها طيور الحساسين وبقايا من سنابل وأشجار أصبحت صمغية. .وبقايا سيارتي السلوكية المعدة للأغراض السلمية ولو اكتشفوها وقتها لوضعوني على القائمة الإرهابية. وبقايا خرابيش على حيطان كانت قد أوجدتها طفلة شقراء وعيونها زرقاوية وطباعها شقية تلعب وراء أبواب حديدية ملامحها كانت شركسية. مقابل بيتها كانت تطلق هناك ألعاب نارية أيام ما كانت الاحتفالات بعيد الاستقلال سنوية من فوق الجبل الأخضر ولغاية جبل الأشرفية. وبعدها أول شركة تبغ ودخان كانت تصدر إنتاجها لكل الدول الخليجية حتى قبل اختراع سيجارة عيدان الملوخية وبجانبها بستان لأشجار زيتونية. ومن الشمال كانت نبعة المهاجرين القوية تسقي كل البساتين وشربت الناس منها أيام حرب الفدائية. وكانت المياه جدا نقية ونظرت على اليمين لشركة الكهرباء وكوخها العجيب فلم أرى إلا حراسة أمنية. وعلى الشمال مدينة الملاهي العجيبة ونادي الأهلي وبقية ملابس رياضية. لعب فيها جميع أطفال عمان من الفقراء ومن الطبقة المخملية .وجامع الشراكسة قد اوجدوا له عجلات حديدية وأنزلوه ألف متر فوق المية كانت أولى صلواتي وتعلمي قراءة القران الكريم هنا وسجادة صلاة صغيرة كنت قد تلقيتها من إمام الجامع هدية.وسيل عمان العجيب ومياهه النقية قد سرقوها ووضعوها بعبوات بلاستيكية على شكل مياه معدنية.واستبدلوه بمباني إسمنتية وحدائق بلاستيكية وزهور اصطناعية. لن أذكر سيل عمان الكل يعرفه ويعرف بساتينه الربانية وللحديث بقية. وصلت جسر المهاجرين وعلى المكان الذي كان يبيع لنا الطحين ما عاد له بقية.والحمير كانت بإجازة سنوية. التي كانت مسؤوليتها الأحمال الثقيلة على أجنحة خشبية.
ودكان قديمة كانت لتبييض الطناجر النحاسية.ومحلات فحم شبه بدائية تبيع بعفوية.
ومخبز الشراك ولبن المخيض استبدلوه بمحلات تبيع الأجهزة الخلوية ومحلات بيع الخيام.ومستلزماتها وبيع الحقائب الجلدية ومحلات لبيع السلاح وطلقات حديدية أعدت لصيد الطيور البرية. وصالونات الحلاقة الرجالية.ومحلات العجة لبيع العدد اليدوية وبجانبه محلات حلوى شهية. ومحلات لبيع التحف الشرقية.ومحلات لإصلاح الصوبات البورية.ومحلات لبيع عفش وغرف نوم صناعة محلية . وسينما الكواكب ومحل بزاوية المكان. (أبو فهد الفرواتي ) كان يصنع من الصوف حشوة فرشات وفروات ليس لها مثيل بهذا الزمان. ومحل بجانبه لحف ومخدات من ريش النعام.(ومحل أبو فهد الفرواتي هو بالمناسبة أب لأروع أصدقائي وموجود لغاية ألان).......... يا لذاك الزمان. وعلى اليمين سوق الخضار العجيب ومخمر موز كان يا ما كان في خضار وفواكه أيام زمان عنب وتين ورمان وملاحم تبيع لحوم بلدية.وبعضها بلغارية. ومحلات لبيع العصافير والحمام والدجاج البلدية وطبلة ودف وفانوس لسهرات رمضانية.
وسوق الحميدية وملابسه المحلية.وسوق غرناطة وأدراجه الكهربائية كانت الأولى في عمان.
وعلى اليمين سوق اليمنية لبيع البدلات الأوروبية ما زال بعضها عندي في خزانتي الخشبية وحذاء من البالة من الصناعة الانجليزية وكان لونها بنية.وكانت بعض السينمات تقدم أفلام إباحية وروادها أطفال في المدارس الابتدائية. ومحلات تؤجر الدراجات الهوائية.ومحلات لإصلاح البوابير من الشحابير. وبسطة لبيع التمرية.وأخرى سمسمية ومحلات دياب لبيع الأجواخ الانجليزية. ومحل العشي لبيع الأدوات المنزلية وصحون روميو و جولييت الأزلية.
وبهارات عبد الرحيم ومحلات كباتيلو الشهيرة لبيع العطارة والأعشاب الطبية ومحلات لبيع العطور التركيبية.
وكم تمنيت الوصول لجامع الأشرفية وملامسة جدرانه السوداوية.والصلاة فيه عند العصرية.والانحناء لجبال عمان السبعة قبل غروب الشمس بشوية. وزيارة صديقي فواز اللي خدمت معه بالعسكرية.
وصلت إلى سوق البخارية.ونظرت للمكاحل النحاسية التي لم يتبقى منها غير شوية. ونظرت إلى الأزرار والخيطان المصيصية وتذكرت طائرتي الورقية. كان السوق قد تعرض لحريق بصاعقة إرهابية أو كهربائية قبل صلاة الفجر بشوية . ما زالت أزراره موجودة على بدلتي الكحلية .ونظرت إلى جامع الحسيني شوية وتذكرت مكان الوضوء وشمرت عن أيدي . ونويت لصلاة العصر واغفي شوية .صلى في هذا الجامع الشهير الراحل المغفور له بإذن الله الملك الحسين طيب الله ثراه وكان يصطحب معه ضيوفه من الدول العربية والإسلامية.وكان الجامع بصدق تحفة فنية وكانت صور هذا الجامع العظيم يتم بيعها بالمناسبات الدينية وإرسالها لدول تنطق باللغة الأجنبية على شكل كروت عيدية لأناس زاروا المكان وتصوروا بجانبه صور تذكارية. كان يتم حكم الإعدام بنفس المكان على أبوابه الحديدية وأذكر والله وأنا طفل صغير مع والدتي الحبيبة كان يتم حكم إعدام على اثنين بنفس الوقت وقد أغلقت على عيوني الصغيرة يديها الكريمتين خوفا على أحاسيسي كطفل ولكن عفويتي وشقاوتي أذكر بأني رأيت البرميل وهو يقع على الأرضية . وكنت اعتقد وقتها بأنها أرجوحة أعدت للكبار فقط ويا للعفوية الطفولية.
سوق السكر كان يبيع أشهى الفواكه وأرخص الأسعار وخصوصا وقت المغربية.ومطعم السلام وجبري ومطعم هاشم ومبنى الينك العربي من أجمل التحف الفنية.الوحيد الذي لم أراه هو (هتلر) ومن منا لا يعرفه. ذلك الرجل الطيب والمسكين صاحب الملابس الغريبة العجيبة
محلات أجبان وألبان أبو عبده طازجة لصنع طبخة شاكرية .ومحلات لبيع المواد التموينية وحلويات وساعات وأشرطة غنائية ومحلات لبيع الطواقي الجلدية لأيام الشتوية .وصلت ألان لمبنى أمانة عمان وكان سابقا مبنى أسمه أمانة العاصمة.وجلست على كرسي خشبية وأزحت بيدي بقايا طعام على ما أظن أنها كانت بقايا لطبخة ملوخية. لاسترخي وأنام ولولا خوفي من الحراسة الأمنية لقبلت الأحجار المتبقية. ودخلت المكتبة التي مثلت فيها مسرحية وقرأت ألغاز( تختخ ونوسة). وأكملت المشي خوفا من المسائلات القانونية والتوسلية. شعرت بالجوع شوية و اشتقت أكثر لبياع الفستق من الجهة الغربية صاحب الجنسية النيجيرية الذي حضر للبلاد لأداء الحج بالأراضي الحجازية وبقي معلم من معالم عمان الأزلية. فقال لي أبنه أنه قد توفى قبل سنة تقريبا واستلمت محله وأصر علي بإعطائي كمشة فستق عن روح والده هدية. وقرأت له سورة الفاتحة على روحه النقية. ومحلات عزيزية لبيع القرطاسية. وشو كولاته العيد من الماركة الأجنبية. وسوق الذهب ومخفر المدينة ومحلات ملابس صناعة تركية.وملابس وشماغات أردنية ومحلات لبيع العصير وبجانبها جرات ماء وضعت على شكل سبيل. وحلويات شهرزاد وسينما الأردن ومحلات لبيع الوجبات الشهية في الأعياد وعلى أنغام صوت فريد الأطرش وأم كلثوم ساعة العشية.ومحل صغير لبيع أشهى المشاوي البلدية. ومحلات لبيع السجاير الأجنبية. وكشك لبيع أروع الكتب العالمية بجانب سينما الحسين وبجانب محل الكنافة الخرافية ومحلات لبيع الأدوات الموسيقية وبجانبه محلات للألعاب اللي عندهم بندقية . وصادفت عتال القاصات الحديدية بحباله العنقودية وعربته الفولاذية نائما بظل قهوة الجامعة العربية وبحركه صبيانية قرصته من خده وكانت شوي قوية. وقبلت جبينه وصاير عمره على ما أظن فوق المية كان هذا الرجل العظيم صاحب عضلات حديدية كان للأحمال الثقيلة أكلة مخصصة وصلاة ركعتين وخلع حذائه وطلبه من الناس عدم الوقوف ورائه من خوفه على الناس اللي ورائه بشوية وبعد إنزاله للأثقال بطلب شربة ميه.
وعدت لمبنى الأمانة شوية ورأيت المدرج الروماني وأحجاره الرومانية.
ونظرت من خلال أبوابه الحديدية لأروع مكان شهد صراعات وحشية بين البشر وبين حيوانات دموية وبقايا دماء لأبطال سطروا تلك الملحمة التاريخية.ولكن رائحة المكان كانت بولية لأناس افترشوا المكان وعملوا منه شقق فندقية.وبركة سباحه اولمبية شفطوها بمصاصات بلاستيكية وصنعوا منها الساحة الهاشمية محلات لنفس أرجيلة عجمية وبسطات جرابات من الصناعة السورية.وبسطات لإعادة تعبئة القداحات البلاستيكية .وبيوت هجورها أهلها للسكن في عمان الغربية قد أصبحت ملاذا للطيور البرية ولأناس يشربون بها سجاير محشية . وصلت المحطة ورأيت المنزل اللي على شكل ثمانية باللغة الانجليزية والذي يطل على القصور الملكية. مهجورا ويا ليتة كان بيدي لصنعت منه متحفا للصور والملابس التراثية وصور عمانية. ومحلات المحطة ما عاد يوجد بها قطع للسيارات الألمانية ولا زينة سيارات إلا من الماركات الصينية. وشعرت بالجوع فتملصت إلى مطعم الحلتة وأكلت وجبة خرافية وكان جاي على بالي آكل من أبو سمرة فول وحمص بس أجلتها شوي.
وصلت إلى سجن المحطة وقت المغربية وصليت في مسجد القبب اللي ببداية طريق الزرقاء على الشمال الغريب العجيب وقرأت الفاتحة على الموتى بقرب المقبرة المؤدية لماركا الجنوبية . انتمائي وحبي لبلدي من زمان ولا داعي لشرائي (تحميلة) وطنية من الصيدلية. وهذه الكلمات استثنائية لأناس يسألوني عن الهوية.
وعند جسر ماركا وضعت حقيبتي بالفية للنظر لقطاري العجيب الذي أصبح فقط للصور التذكارية كم تمنيت الركوب فيه حتى ولو لسورية. أحب هذا القطار وعجلاته الفولاذية.... وفجأة لا أعرف ماذا أصابني وكأنها جلطة دماغية لا أتذكر شيء فقط وجدت نفسي متسولا بشوارع الصويفية .وتحديدا عند محل للأزهار الداخلية كانت تشفق علي المهندسة الزراعية وتحضر لي أكلات بيتية .وكنت أحب منظر الأطفال وهم يقذفون علي بقايا العلب البلاستكية وضحكاتهم الملائكية.وجاءني بعض أصحاب المحلات اللي ببيعوا ملابس نسائية ووعدوني برحلة بحرية وأسياخ لحمة مشوية.وركبوني بسياراتهم وطلعوني من الفتحة مثل الناجحين بامتحانات الثانوية.وشكلهم (حطولي اشي بالمية) على كل.حال الله يسامحهم كانوا يقعدوني بالفية ويلفولي وسجاير محشية. ويعملوا مني سخرية لتصويري على أجهزتهم الخلوية لعرضها في المساء على زوجاتهم الغير شرعية وفي بعض الأحيان أقنعوني بأني شرطي السير المسئول عن الصويفية بدون صفارة ولا بدله شرطية وهذا العمل زعلني منهم بس شوية.
وبعد يومين صحوت وانأ في مستشفى للأمراض العقلية وملابسي بيضاء قطنية .وتملصت لغرفة الجلسات الكهربائية وسرقت هاتف نقال من ممرضة بتذكر عيونها كانت عسليه .وقمت باتصال ب وكالات الأنباء الإخبارية ليتصدر اسمي الصفحات الرئيسية مهددا بالانتحار الوشيك. وعدني مدرائها برحله خرافية على الشواطئ الكاريبية وحجز لمدة أسبوع بأحلى الفنادق الهستيرية واستخدام الصالات الرياضية وتعلم السباحة في البركة البيضاوية ...وجاء مندوب الأمم المتحدة في عمان ووعدني بلقب سفير النوايا السيئة و الجنونية على القارة الإفريقية للمجانين الأقل حظا في العالم. وربطة عنق كحلية. وسفير جهنم الدائم لمستشفى الأمراض النفسية. ووضع اسمي بسجل جينيس للأرقام القياسية. ولكن ...فجأة ....... ( صعقة كهربائية أصابتني وكانت نهاية هذه المسرحية. ) وكنت قد كتبت وصيتي من قبل. بدفني بالغابة الصنوبرية ووضع شاهد باسمي من مقاطع اسمي الثلاثية. وحرق ملفي من مستشفيات الأمراض العقلية.وعدم أخذ صورتي من ملفي لأغراض تذكارية. وعدم استخدام هذه القصة الجنونية وعمل منها أفلام سينمائية.
وإذا تم الاعتراض على قبري ضعوني بجانب قطار المحطة ....أو أسفل السكة الحديدية. الفاتحة.

هاشم برجاق





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع