بقلم محمد ربابعه
على الرغم من السنين الطويلة التي مضت على رحيل الرجل الذي أحبه كل الأردنيين الشهيد وصفي التل ألا أن الحديث عنه وعن منجزاته وعن وطنيته لم تنقطع.
لم يتحدث رئيس وزراء الأردن الشهيد وصفي التل عن نفسه وإنما المواطنون هم الذين يتحدثون عنه وباستمرار وهذا لم يأتي من فراغ وإنما جاء نتيجة لمواقف مشرفه ارتبطت بشخصيه الشهيد وجاء نتيجة لما قاله وترجمه ما قاله إلى أفعال يشهد عليها من عاصره وعرفه ويقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله امرئ أمر جبريل بان يحبه أهل السماء فيحبونه ويحبه أهل الأرض) صدق رسول الله.
وهذا المحبة التي يحظى بها الشهيد وصفي التل من جميع الأردنيين ما هي إلا دليل على ذلك فقد أحب الشهيد الأردن والشعب الأردني وكذلك أحبه الأردن والأردنيين من كل مكان في هذا الوطن العزيز .
عندما استشهد رئيس الوزراء الأردني الشهيد وصفي التل قبل تسع وثلاثون عاما كنت طفل صغير وكنني أتذكر جيدا بكاء النساء وحزن الرجال عند سماعهم نبأ استشهاده وسألت والدي بكل براءة لماذا تبكي يا أبي وبلغه الأطفال فقال لي( وصفي التل مات ) فقلت له هو قريب لنا فأراد إسكاتي وقال نعم وانتهى الحوار, وذهبت للعب دون أن أعطي الأمر اهتماما ,ولكن بعد أن وصلت إلى مرحله الوعي والإدراك علمت بأهمية وصفي التل وان الذين بكوا عليه معهم كل الحق وعرفت بعد ذلك أن استشهاد وصفي التل كانت خسارة لكل من يحب الأردن نعم هو قريب لنا وقريب لأهل الجنوب وقريب لأهل الوسط وقريب لأهل الشمال وهو قريب لكل من يعيش على ارض الأردن .
لم يكن الشهيد وصفي التل من الذين استغلوا منصبهم من اجل منافع شخصيه أو من اجل زيادة أرصدته المالية أو من الذين يصدرون القوانين دعما لشركاته ولكنه رحل وهو محمل بالديون ولم يكن من أصحاب الشركات ولم يكن له أراضي وعمارات وإنما عاش مواطن عادي حتى وهو منصبه الرفيع ورحل إنسان عظيما أحبه الشعب الأردني من كل مكان في هذا الوطن العزيز .
رحم الله شهيد الأردن الشهيد وصفي التل واسكنه فسيح جنانه قال تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا ) صدق الله العظيم.