زاد الاردن الاخباري -
هشال العضايلة ويؤكد مديرو زراعة بمحافظات الجنوب التي تقدر المساحات المزروعة بالمحاصيل الحقلية فيها من القمح والشعير بـ250 ألف دونم، أنَّ تدنِّي معدلات الهطول المطري، ساهمَ في تراجع كميات المحاصيل الحقلية، إضافة إلى تراجع كميات الإنتاج السنوي من الزيتون في غالبية المناطق إلى أكثر من النصف، خصوصا تلك التي تعتمد على الزراعات البعلية. وأشاروا إلى أنَّ مربي الثروة الحيوانية أكثر المتضرِّرينَ من الجفاف الذي أصاب المنطقة. مديرة زراعة محافظة معان المهندسة سهيلة أبو درويش، تؤكدُ أنَّ مُعدَّلات الهطول المطري تراجعت في محافظة معان إلى أقل من النصف، مشيرة إلى أنَّ كميات الأمطار التي هطلت العام الماضي بلغت 120 ملم فقط، في حين يبلغ المعدل السنوي 300 ملم. وتوضح أنَّ ذلك أدَّى إلى تراجع الإنتاج الزراعي والحيواني في المحافظة. ويذهب مساعدُ مديرُ زراعة الطفيلة المهندس جمال الخوالدة، إلى أنَّ معدلات الهطول المطري في تدن منذُ أربعة أعوام، مشيرا إلى أنَّ ذلك تسبَّبَ بتراجع الإنتاجية في بعض المجالات. ولفت إلى أنَّ معدلات الهطول السنوي في المحافظة تقارب 300 ملم، مبينا أنها كانت أقل كثيرا من المعدل خلال الأعوام الماضية. كما يؤكد مدير زراعة الكرك المهندس أحمد المدادحة أنَّ تدني الهطول المطري بالمحافظة أدَّى إلى ضعف الإنتاجية، خصوصا في محاصيل الحبوب والزيتون، مستدركا أنَّ الوقت ما يزالُ مبكرا للحديث عن تأخر الهطول المطري هذا العام. ورأى أنه يُمكنُ للمزارعين بذار الحقول حتى منتصف شهر كانون الأول (ديسمبر) الحالي، والحصول على موسم جيد في حال تساقطت كميات كافية من الأمطار. ويبدي مزارعو محاصيل حقلية ومربو مواش في محافظات الكرك والطفيلة ومعان، مخاوفهم من أنْ يؤدِّي انحباس المطر إلى استمرار حالة الجفاف على غرار المواسم الثلاثة الماضية التي أدخلتهم في "دوامة الخسائر المستمرة". ويؤكد مربي الماشية سالم أحمد من منطقة البادية الجنوبية أنَّ حالة الجفاف التي سادت المنطقة أدَّت إلى اختفاء المراعي التي كان المربون يعتمدون عليها في توفير جزء من الأعلاف للماشية، خصوصا في ظلِّ ارتفاع الأسعار للأعلاف، ما أرهقَ كاهل المربين. ويقولُ المزارعُ علي المعايطة إنَّ تأخرَ تساقط المطر حتى هذا الوقت من العام "لا يُبشِّرُ بالخير"، معتبرا أنَّ ضعفَ الهطول المطري منذ فترة طويلة جعلَ كلَّ المزارعين مُعرَّضينَ للخطر، إلا إذا جاء الموسم الحالي على غير ما جاءت به المواسم السابقة من جفاف. ويستذكر المعايطة سنين مضت كانت الأمطار تنحبس فيها لفترة طويلة، ما يكبِّد المزارعين خسائر مالية كبيرة بعد أن يكونوا بذروا كميات كبيرة من الحبوب، مشيرا إلى أنَّ المزارعين حاليا توقفوا عن بذار الحبوب إلى حين تساقط المطر خوفا من الخسائر. المزارع مفيد المجالي يقول إنه اضطرَّ الموسمُ الماضي لسقاية حقول القمح لديه بمساحة 150 دونما، بواسطة رشاشات المياه للحفاظ على كمية مناسبة من المحصول لتوفير بذار للعام التالي، مقدِّرا خسارته بنحو 25 ألف دينار.
الكرك– أدَّى انحباس الأمطار وتدني كميات الهطول المطري طوال الأعوام الأربعة الماضية في مختلف مناطق إقليم الجنوب، خصوصا محافظات الكرك والطفيلة ومعان والتي تعتمد بشكل كبير في معيشتها على الزراعة وتربية الثروة الحيوانية، إلى تراجع الإنتاجية الزراعية في تلك المناطق بشكل كبير، وفق مديري زراعة فيها.