حسان الرواد
لأول مرة أكون سعيدا بقراءة خبر مشاجرة جماعية حدثت ضمن عصر المشاجرات والعنف المجتمعي الذي ساد كل مدن وقرى الأردن منذ سنوات ولغاية الأيام الأخيرة التي عقبت نتائج الانتخابات البرلمانية وشهدت ذروة هذا العنف واتساع رقعة مساحته والحجم الهائل في الخسائر البشرية والمادية التي تضاف للفواتير التي يتحملها الوطن والمواطن.
والوضع الطبيعي أن أي مواطن غيور يسمع بحدوث مشاجرة ولو كانت في نطاق محدود فإنه وبدون شك سيشعر بالأسى الذي وصل إليه المجتمع الأردني من حديّة عالية في المزاج, وصعوبة شديدة في التفاهم, وتفاهة الأسباب التي تدفع لحدوث المشاجرات المصحوبة بالعنف الشديد لدرجة القتل!! وردة الفعل التي تفوق السبب والمسبب؟ هذا ومن دون شك له أسبابه النفسية الناجمة عن الفراغ الروحي المتمثل في البعد عن الله, و الضغوطات الكبيرة والثقيلة على رأس المواطن مع صعوبة المعيشة نتيجة الأوضاع الاقتصادية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم, والمسلسل المتواصل في ارتفاع الأسعار.
أما أن أسرّ وأفرح لحدوث هذه المشاجرة فمن المؤكد أن في الأمر سرا ...
فقد طالعت في إحدى الصحف الإلكترونية خبر هذه المشاجرة التي حدثت في مدينة الزرقاء بين العشرات من الشباب ( المهدورة طاقاتهم) الأمر الذي استدعى تدخل رجال الأمن لفض الاشتباكات واعتقال أكثرهم, إلى هنا –حقيقة- الأمر محزن لا مفرح على الحال الذي وصلنا إليه, لكن وبصراحة المفرح في الخبر أن السبب الذي أدى لحدوث المشاجرة, ليس سببا عشائريا, ولا طائفيا, ولا دينيا, ولا إقليميا, ولا عربيا, ولا على أثر معارك الانتخابات النيابية قبل أيام, ولا لأي سبب يمثل خارطة وديمغرافية المجتمع الأردني, ولا كوتاته التي تزيد عاما بعد عام...؟ وإنما المفرح في الأمر أن السبب الرئيس للمشاجرة هو خسارة فريق ريال مدريد الاسباني من برشلونة الاسباني 0/5 نعم فالحمد والشكر لله أن السبب بذلك الشجار لم يكن عصبية عشائرية ولا وطنية ولا قومية ثورية ولا إسلامية, ولا بسبب مباريات الفيصلي والوحدات؟!
فمن هنا جاءت فرحتي وسعادتي بغض النظر عن الخسائر التي حدثت للشباب, أو للمقهى الذي جمعهم لحضور هذه المباراة. لكن يبقى السؤال المطروح عليكم يا ترى هل تستطيعوا أن تحصوا كم عدد الأهداف التي سُجلت في مرمى أمتنا ابتداءً من سقوط الخلافة الإسلامية على يد أتاتورك, ثم مرورا بضياع فلسطين, ووصولا إلى أهداف برشلونة الإسباني الخمسة التي أصابت عقول شبابنا قبل أن تصيب شباك مرمى الريال؟ هنا لا يسعني إلا أن أترك الإجابة لكم على أمل أن تحسبوها إذا كان باستطاعتكم ذلك.
rawwad2010@yahoo.com