سمع أبو هريرةَ رضي الله عنه رجلاً يقولُ: إِنَّ الظالمَ لا يضرُّ إِلا نفسَه فقال أبو هريرةَ: بَلى والله حتى الحُبارى لتَموتُ في وكْرها هُزْلاً لظلمِ الظالمِ).
قال العلماء: إنما خص الحبارى بالذكر لأنها أبعد الطير طلباً للرزق. ومع ذلك يرزقها الله تعالى في أوكارها حتى يلحقها شؤم معصية العاصين من البشر، فتحرم الرزق بسببهم.
ولأجل ذلك ثبت في الحديث الصحيح (أن الْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ منه الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ) وكل ما يصيب العباد من المصائب والنكبات، ونقص الأرزاق، وغور المياه، وحبس الأمطار، وضعف النبات، وموت الأشجار فبسبب معاصيهم وذنوبهم، ولا يظلمهم الله تعالى شيئا {ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} , وفي الآية الأخرى {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} .
بل إن الله تعالى لا يؤاخذ العباد بكل ذنوبهم، وإلا لأهلكهم أجمعين، ولم يظلمهم شيئا {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى’
وفي الآية الأخرى {وَرَبُّكَ الغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ العَذَابَ}
ومن بعض عقوبات الله تعالى للعباد أن يحبس عنهم قطر السماء، ويمنع نبات الأرض؛ كما عاقب سبحانه وتعالى بذلك فرعون وقومه لما عصوه عز وجل، ولم يتبعوا رسوله موسى عليه الصلاة والسلام {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}
وهكذا عوقب أهل مكة على عصيانهم بحبس القطر والنبات عنهم، وأصيبوا بالجوع بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام عليهم؛ كما روى ابن مسعود رضي الله عنه فقالإِنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا رَأَى من الناس إِدْبَارًا قال: (اللهم سَبْعٌ كَسَبْعِ يُوسُفَ فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ حتى أَكَلُوا الْجُلُودَ وَالْمَيْتَةَ وَالْجِيَفَ وَيَنْظُرَ أَحَدُهُمْ إلى السَّمَاءِ فَيَرَى الدُّخَانَ من الْجُوعِ)
نسأل الله تعالى أن يرحمنا برحمته، وأن يشملنا بعفوه، وأن يتجاوز عنا، ونستجير به سبحانه أن يعذبنا بذنوبنا وبما فعل السفهاء منا، إنه سميع مجيب. {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ) بعد كل ما اقترفته ايدينا وتفوهت به السنتنا, وضمرته قلوبنا,
وبعد كل فجر وكذب وافتراء على الله وعباده نقول في السنتنا ما ليس في قلوبنا بالامس ويوم الاقتراع للانتخابات النيابيه مارسنا الكذب على الله وعلى عباده وسرنا وراء من لايعرفون الله ولا عباده وخذلنا من نصلي خلفهم ووصفناهم بما ليس فيهم ليس لشيء الا لمصلحة دنيويه او مكسب مادي اطعمنا ابنائنا مال حرام ومال سحت ومال مغسول وبعد اكله بالحرام نطلب الغيث من السماء لغسل اجسادنا والارض التي مارسنا عليها كل الموبقات , ما هذه الجرئه على الله , نختم بالدعاء الماثور ونقول اللهم لا تواخذنا بما فعل السفهاء منا ويفعلون اللهم من اجل الكهول الركع’ والاطفال الرضع’ والبهائم الرتع’
اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين واللهم عاملنا بما انت اهله’ ولا تعامنلتا بما نحن اهله ,وانت اهل العفو والمغفره والخير كله بيديك
اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين, اني نطمع بحلمك ونبرى لك من الظالمين , امين امين امين