جمال المشاقبة واحد من مرتبات الأمن العام فارس من فرسان الوطن الذين ما تأخروا لحظة عن نداء الوطن والمواطن ، خرج من بيته إلى مركز عمله لكي ننام ويسهر ، لنرتاح ويتعب ، يجوب شوارع العاصمة لابسا شعار الوطن فوق جبينه ، في انتظار أي اتصال او أي معلومة او أي نداء ليكون حاضرا متواجدا مؤديا للواجب.
جمال ليس ضابط صف في مرتبات الأمن العام فقط ، جمال ابن وأخ وصديق وجار لكل أردني وأردنية ، جمال ورفاقه من مرتبات الأمن العام هم النشامى هم الرجال الرجال ، أبناء الوطن لبّاسين الكحلي .
وأنا اكتب هذه السطور لم تفارقني صورة جمال وهو يرقد على سرير الشفاء ، يقف إلى جانبه ذلك الشيخ المؤمن بقضاء الله وقدره ، الذي لم تفارق لسانه كلمات الدعاء لفلذة كبده بالشفاء العاجل من عند المولى عز وجل ، وكادت دمعة عينه تفر على خده وهو ينظر الى جمال ويقول الله يشافيه .
الموقف مؤلم بك تفاصيله وحيثياته ، لكن ابتسمت يومها مرتين ، كانت الأولى عندما شاهدت على شاشات التلفزة معالي المهندس سعد هايل السرور وعطوفة حسين باشا المجالي يقفان الى جانب جمال ووالده وأسرته في مثل هذا الموقف ، وأدركت تماما ان من سولت له نفسه وارتكب ذلك الإثم الخطير بإطلاق الرصاص على رجل الأمن الأردني لن يذهب بعيدا ، لان كل قطرة دم نزفها جمال خرجت من أجساد أبناء الوطن جميعا .
والمرة الثانية التي ابتسمت فيها سماعي لخبرٍ مفاده أن أجهزة الأمن البواسل لم يسمحوا لقاتل سارق قاطع طريق بان يفكر حتى أين يذهب ، قبل أن يحاول التفكر في كيفية الهرب كان قد وقع في قبضة النشامى .
هنيئا للوطن وقائد الوطن وأبناء الوطن بالبواسل الشجعان بنشامى الفزعة أصحاب المواقف الطيبة العيون الساهرة ، حمى الله الأردن منيعا من كل شر وحمى الله القائد وسدد على طريق الخير خطاه وشفى الله جمال وأعاده إلى بيته سالما غانما مرفوع الرأس .