اعتقد ان المجتمع الاسرائيلي قد حسم امره بالانتقال الى واقع الامور دون تغليف او مواربة ، بعد ان عزم مشعوذ امره على الترشح لرئاسة الكيان العبري ، فالمشعوذ اورن ظريف تقدم الى شمعون بيرس بطلب الموافقة على تشكيل حزب يخوض به الانتخابات القادمة والترشح لرئاسة الوزراء بعد ان اصاب العقم رئاسة الوزراء في اسرائيل كما يقول المشعوذ .
الشعوذة او الروحانيات كما يقول انصارها باتت تتصدر الواقع وتحظى باتباع لا يرتدون ملابسهم قبل ان تقول لهم الابراج رأيها ، وبفعل التكنولوجيا فإن الطالع يأتي اليك عبر رسالة خلوية قبل ان تفرك عينيك من نوم ليلة البارحة ، فلا داعي لان تكسر جمود الواقع او ان تقطع مسافة كي تصل الى البلادة المطلقة فهي تأتي اليك ساخنة وطازجة .
ما نستعيره من كنايات في افلامنا ، يرسمه الاسرائيليون على ارض الواقع ، فقد كانت الافلام العربية تنقل مشاهد عن استثمار النشالين للكوارث فينهبوا ما وصلت اليه الايدي ، لكن اسرائيل طورت اذرعها لتصل الى اعضاء ضحايا زلزال هاييتي ، بعد ان سرقت اعضاء شهداء غزة ، لا يتركوا فرصة ولا بيت عزاء محلي او كوني الا ويستثمروه ، مثل خراريف الجدات عن الجن الذي يأتيك بكل ما تطلب دون عناء ، نحن انتظرنا الجني بخمول زائد ، وعلّقنا امالنا على مقدمه ، في حين صنعه الاسرائيليون على ارض الواقع .
اسرائيل حسمت امرها وقررت ان تستثمر اصوات المفتونين بالشعوذة للتصويت لصالح الجن بعد ان فاقت اعمالهم تصور البشر ، وبعد ان انهوا ملفاتهم الارضية الاقليمية ، وصار الاقليم اضيق من طموحاتهم ، فلجأوا لقطع غيار من اخر بلاد الدنيا ، ويمكن تهجين هذه القطع لصالح افرادها .
قريبا سنشاهد كائنات هجينة في اسرائيل ، جندي بقلب غزّاوي وكلية من شهيد في جنين وقرنية من هاييتي ، فهل سيكون شكل التعامل مع هذا الكائن بنفس الاسلوب القديم ؟
اسرائيل لجأت الى ادخال الشعوذة كمقرر في المنهج السياسي ، في حين سيبقى واقعنا العربي يمارس الشعوذة دون منهج بعد ان تكون اسرائيل قد منهجت حتى الشعوذة ، ونحن لم نحقق معها اي تقدم في زمن الفعل البشري فما هو حالنا بعد ان يحكمها المشعوذون ؟
omarkallab@yahoo.com