بقلم: الدكتور ثابت المومني
ها نحن ندخل الأسبوع الأول من شهر كانون الأول من شهر البرد والثلج والمطر، بينما لا زالت السماء مقفرة ولم تمطر.
لقد انحبس المطر عن قوم موسى عليه السلام، لوجود رجل \"عاصي\" يحارب الله في الأرض ،فكم من رجل \"منّا\" حارب ويحارب الله والوطن في أيامنا هذه؟!!!!.
لقد ضاق الشعب صبرا، وأنتشر الظلم جهرا، وأصبح المواطن مهموما مغلوبا ضجرا. لم يكن شعبنا الأردني بمثل هذا الوضع والسلوك \"والمزاج\" المتردي من قبل ، فقد مرّت على هذا الشعب ظروفا حالكة وصعبة خرج منها هذا الشعب الجبّار مسالما معافى حتى طفح به الكيل في عهد حكومة \"سمير\" الأولى \" ونتذرع إلى الله أن يهدي هذا \" السمير\" في حكومته الثانية بالعمل بما هو خير لرفع الظلم وجعل المساواة مبدأ حكم وحياة.
إن \" المتابع\" لمسيرة الحكومات الأردنية المتعاقبة، يجد بينها قاسما مشتركا يتمثل بترسيخ مبادئ الظلم واستئثار \"قلّة قليلة\" من أصحاب القرار والمسئولين وذوي الشأن على السلطة و مقدّرات الوطن والمواطن حتى وصل بهم الأمر إلى حد توارث المراكز من منطلق \" أن (ناطور) الشيخ شيخ\" !!!.
إن سيادة وانتشار الظلم على الصعيد الرسمي (الحكومي) قد \"شرعن\" الظلم بين العباد، حتى انعكس ذلك على سلوكياتنا الاجتماعية و الأخلاقية، حيث أن غياب العدالة وضغط الحياة وسبل العيش الكريم قد\"ولّد\" مشاكل ذات أبعاد سلبية اكبر مما توقعه أصحاب \"الفكر والإبداع\" في الدوار الرابع حيث الحكومة !!!.
ونتيجة لاتساع ظاهرة الظلم الرسمي ، فقد اتسعت دائرة المفسدين حيث تفننوا في تبييض أموال ومقدرات الوطن بعد سلبها ونهبها، تبع ذلك نشأة أكاديمية للفاسدين المفسدين على المستوى الرسمي والشعبي، حتى أصبح من يطالب برفع الظلم كمن يقبض على الجمر،حيث يواجه من قبل الحكومة \"وأزلامها المستنفعين\" في كل مكان.
لم يكن قوم موسى بأكثر من سبعين ألف حيت حرمهم الله من غيث السماء لوجود رجل \"بينهم\"كان يعصى الله ،فكيف بنا اليوم ونحن أمة نجاهر في معصية الله حتى أصبح أبناء كبار المسئولين في الدولة يقيمون حفلات للشواذ دون خجل أو وجل وفي شارع أريد له أن يسمى بـ \"مكة\"، ومما زاد الطين بله، أن الأجهزة الأمنية لم تقوى على ردع هولاء إلا بأسلوب حوار \"مخزي\" يعبر عن وهن وعار وعلى استحياء بطريقة لا يقبلها به كل أردني غيور.
لقد \"دعت \" حكومتنا الرشيدة لصلاة استسقاء من خلال وزارة الأوقاف وهي تعلم أن رحمة الله لن تنزل علينا ما دامت الحكومة تتمادى في الظلم وغياب العدالة في توزيع المراكز الرواتب والمداخيل حتى أصبح لدينا عشرات سلالم الرواتب كي يسود الظلم ويكون سمة الحياة.
إننا وإذ نتوجه بأكف الذراعة الى الله، بان ينزّل علينا الغيث ولا يجعلنا من القانطين، فأننا نقول للحكومة بان الله لن يستجيب \"لاستسقائكم\" ما دام الظلم على ما هو عليه، وإننا نعتقد بان الغيث قادم –بإذن الله - رحمة منه لعباد ركّع، وأطفال رضّع، وأمهات ثكالى ولدواب هائمة في الأرض لا تدري أين المستقر.
نعلم تماما أن العدالة التي ينشدها المواطن لن تكون موجودة إلا في السماء، ولكن المواطن لا \"ينشد\" أكثر من الحد الأدنى من العدالة ورفع الظلم كي يرحمنا الله بغيث من السماء ويعم الخير على البلاد والعباد.
إن إيماننا بالله كبير، وأملنا لن ينقطع مادام في الأرض أناس صالحون خيّرون أمثال سيدي وقرة عيني جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه،فهو خير من يستجيب لصرخة من أم ثكلى وطفل محروم ومواطن مظلوم مهموم .. .صرخة يرفع بها الظلم وينتشر العدل والمساواة بين البشر، حيث أن سياسات حكوماتنا - وهذه الحكومة منها - تقوم على مبدأ أن \"محمدا يرث ومحمدا لا يرث\" فكيف بنا نستسقى السماء كي تمطر ؟!!! أم أن للحكومة\" صكوك غفران \" بوعد من السماء كي تمطر، ودمتم !!!!!.
thabetna2008@yahoo.com