في كل دول العالم ومنذ نشأة الحضارات وتطورها سنت القوانين ودونت, وكان أشهرها شريعة حمورابي الشهير بقاعدته التي ذهبت مثلا (العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم), وللعلم فقط فإن شريعة حمورابي هي ثاني شريعة في التاريخ ولكنها الأشهر لشموليتها, ومنذ ذلك التاريخ والعقوبة تتنوع وتتعدد فمنها ما كان عقابا بدنيا (كالإعدام, قطع اليد, فقأ العين...الخ) ومنها ما هو حجزا للحرية (كالحبس والإبعاد) حتى وصل في العصور الحديثة للعقوبة المادية والمعروفة بالغرامات حسب الجرم المرتكب.
في العصور الحديثة فإن عقوبة الحبس وحجز الحرية كعقوبة لجرم ما أصبحت العقوبة الأكثر تطبيقا, فمعظم العقوبات تتضمن الحبس لمدة زمنية تتناسب والجرم المرتكب, وبالتالي أصبح هناك سجون يحجز فيها المجرم ومن تثبت إدانته وتطورت حتى أصبحت تسمى (مراكز الإصلاح والتأهيل) وأصبحت تدار بقوانين وأنظمة وتعليمات وتوسعت في مختلف المناطق من الشمال للوسط والجنوب ولم يعد هدفها الأساسي العقوبة فقط بل تطورت وأصبحت مراكز تدريب وتأهيل تعاقب من أخطأ وتصلحه بأن يخرج للعالم إنسانا شريفا جديدا بيده حرفة تكفيه اللجوء للجريمة, وقد تم الفصل بين النزلاء من حيث السن والجنس ونوع الجريمة حماية للنزيل وتسهيلا لإصلاحه.
إن القانون عبارة عن قاعدة قانونية ومن أهم خصائصها التي تقوم عليها العمومية والشمولية, فليس من هناك فوق القانون, وعلى هذا الأساس سن (بضم السين) قانون السجون الذي عدل (بضم العين) وأصبح اسمه (قانون مراكز الإصلاح والتأهيل), والمجرمون سواء أمام القانون, فلم تعد شريعة حمورابي نافذة تصدر الأحكام حسب شخص الجاني فإن كان غنيا أسقطت عنه التهمة, وإن كان فقيرا دفع أضعاف العقوبة, وإن لم يستطع فالقتل مصيره, واستبشر الناس خيرا بالعدل وحفظوا رسالة القضاء كأسمائهم.
من جديد – إذا صح الخبر- فإننا على أبواب حمورابي جديدة, فستصبح مراكز (الجويدة, معان, سواقة, قفقفا وغيرها) مراكز شعبية لمن اصدر شيكا دون رصيد لا تتجاوز قيمته الألف دينار عجز عن دفعها أو حتى دفع غرامتها لأنه فاضل بين ان يسجن هو أو يموت أهله من الجوع فاختار أحد الأمرين, أو نزلا لسجين دائرة تنفيذ لم يستطع دفع أجرة شقة لإقطاعي أراهنكم بأنه لا يعرف عدد عماراته أو لمجرم جبار سرق ليطعم أهله وفكر في التوبة والعمل الشريف فوقفت \"عدم المحكومية\" حجر عثرة في طريقه.
أما منتجع سلحوب!!! فهو القشة التي قصمت ظهر البعير, ففيه –إن صدقت الرواية- جور عظيم ومكافأة لمن سرق قوتنا وخان وطنه, وتشجيعا لمن بقي لديه ذرة أمانة ومسؤولية ووطنية على نهب مقدرات وطننا وبدلا من الهرب خارج البلاد يقضي مدة حبسه في فيلا خاصة مجهزة بمسبح وحديقة ومحاطة بأشجار عالية وعلى مرتفعات طاهرة رويت بدم رجالات الوطن الأحرار.
حفظ الله الوطن ورجاله الأحرار وبالرغم من مرارة الأخبار... أبشركم وأطمئنكم أن من أنجبت وصفي التل وهزاع المجالي وفراس العجلوني, أنجبت من أنجبت أمثالهم أحرار, وسيبقى الأردن حصنا منيعا ونهر خير جاري ومصنعا للرجال الرجال.
المحامي
أيمن شاهر العمرو
العقبة- 0795556610
Ayman_alamro@yahoo.com