زاد الاردن الاخباري -
قال الفنان العراقي محمد الدرادجي -مؤلف ومخرج فيلم "ابن بابل"، والذي يشارك به في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الرابعة والثلاثين-: إن هدفه الأساسي من فيلمه هو توضيح ما فعله صدام حسين من إجرام ووحشية مع العراقيين ومع الأكراد تحديدا، وإبراز بشاعة المقابر الجماعية، التي كان قد ارتكبها نظامه الفاشي.
وعلق قائلاً: لذلك حقق الفيلم رد فعل جيداً علي كل المستويات الفنية والجماهيرية، وعرض في ٤٠ مهرجانا عربيا ودوليا، وحصل علي ١٦ جائزة دولية. بحسب صحيفة المصري اليوم القاهرية الأحد 5 ديسمبر/كانون الأول.
وأوضح الدرادجي أنه تعمد اختيار ممثلين غير محترفين، وليست لهم أية علاقة بالسينما، كما أن أبطال فيلمه هم أشخاص واقعيون، ومروا بالظروف نفسها التي تعرضت لها شخصيات فيلمه.
حيث قال الداردجي -خلال الندوة الخاصة التي عقدت للفيلم-: "اخترت أشخاصاً يمثلون للمرة الأولى في حياتهم، لم يعرفوا من قبل "يعني إيه سينما وعمرهم ما شافوا سينما في حياتهم".
وأكد الدرادجي أن بطلة فيلمه قد تعرضت من قبل للاعتقال في السجون الأمريكية في العراق.
وأضاف: "أبطال فيلمي شخصيات واقعية تقترب من فكرة الفيلم، فمثلا السيدة التي لعبت دور البطلة العجوز، هي بالفعل سيدة فقدت زوجها، وتبحث عنه منذ ٢٢ عاما، واعتقلت أكثر من مرة بسبب بحثها الدائم عنه.
كما أن الطفل -بطل الفيلم- الذي قام بدور أحمد، هو طفل فقير بسيط قابله مصادفة في حفل موسيقي في منطقة كردستان، وشعر بأنه مناسب جدا للشخصية.
يذكر أن الندوة بدأت متأخرة عن موعدها ولم تحظ بالحضور الكافي، نظرا لعدم الإعلان أو التنويه عنها، بالإضافة إلى تأخر موعدها، كما أسهم في قلة الحضور غياب جميع ممثلي الفيلم العراقيين.
الأمر الذي دعا محمد الدرادجي -مؤلف ومخرج الفيلم- للكشف عن أن غياب الممثلين العراقيين بسبب رفض السفارة المصرية ببغداد إعطاءهم تأشيرات للدخول إلى مصر، وقال إنه لا يعلم حتى الآن أسباب هذا الرفض الغريب وغير المبرر من قبل السفارة المصرية.
أما الظروف الإنتاجية للفيلم، فقال إنها كانت صعبة للغاية، لكنه نجح في إنتاجه مشتركا بين عدد من الدول المختلفة، وهي السعودية وفلسطين والإمارات وبريطانيا وهولندا، ورغم هذه الشراكة، فإنه لم تكن هناك أية ضغوط من الشركات المنتجة بشأن تغيير السيناريو أو الأحداث.
كما أوضح أن الجهة الوحيدة التي مارست ضغوطاً على الفيلم كانت العراق نفسه، فقد اشترط رئيس الوزراء العراقي لكي يكون الفيلم من إنتاج العراق، حذف بعض الأجزاء من السيناريو، وهذا ما رفضه الداردجي رفضاً تاماً.
تدور أحداث الفيلم في شمال العراق عام ٢٠٠٣، بعد مرور ثلاثة أسابيع علي سقوط نظام صدام حسين، وبطل الفيلم هو طفل كردي صغير يبلغ من العمر ١٢ عاما، ويعيش مع جدته بعد أن فقد والده في ظروف غامضة، وبالتحديد بعد حرب الخليج عام ١٩٩٠، وعندما تسمع الجدة أن هناك أسرى حرب عثر عليهم أحياء عقب سقوط صدام حسين، تذهب في رحلة بحث عن ابنها.
وقال الدرادجي: فكرة الفيلم جاءت بالمصادفة البحتة، حيث كنت أمشي في شوارع العراق، عقب سقوط صدام، وسمعت عبر الراديو أن هناك مقابر جماعية تم اكتشافها في بابل وأول مجموعة من المقابر عثر فيها علي ٤٠٠ ألف جثة، ولأن عائلتي كانت تحمل ذكريات أليمة، بسبب فقدان بعض أفرادها، ومنهم ابن عمي منذ ١٥ عاما.
وأضاف: "قررت صنع فيلم يجمع الأجيال المتناثرة كالأشلاء في العراق، وجمعت طوال أربع سنوات كثيراً من القصص المؤلمة والحزينة لأسر عراقية فقدت أبناءها، وأردت التعبير عن حالة الضياع التي تعانيها كل الأجيال، فجاءت الجدة كرمز للجيل القديم، والطفل كرمز للجيل الجديد، والجيلان تائهان في الصحراء، بسبب الحروب والظلم والاحتلال، وأتمنى أن يبعث الفيلم بعض الأمل في الجميع، وأن يحثهم على التسامح من أجل المستقبل.