بقلم: أحمد عطاالله النعسان
لست من الذين يحبون الإثارة ولفت الانتباه، لا أتلاعب بالألفاظ ولا أنمقها ليصعب فهمها فتبدو معقدة ومهمة وأن أهميتها مستمدة من تعقيدها فقط، لا أحاول الرقص بالكلمات على حبال عواطف الناس حتى أستجدي قراءتهم لما أكتب، أعيش حياتي بأسلوب عادي دون تكلف أو تعقيد، ولكنني قد سجلت بعقلي الكثير من الأشياء الضارة منها والمفيدة، وأحببت اليوم أن أفتح عقلي للجميع ليقلبوا صفحاته ويطلعوا على الأفكار المخزنة فيه، صحيح أنها جمل قد قيل أكثرها من غيري وأنها ليست متفردة ولا خارقة ولكن لعل أحد ما يستفيد منها ولو بالشيء اليسير ويرشدني إلى مكامن الخطأ عندي علي أستفيد من تجارب الآخرين، فأنا أؤمن بالنقد البناء الذي يثري الموضوع ويرفع من درجة الاستفادة للجميع. إذا كنت تنتظر أن يصفو لك العيش وتسالمك الأيام وتتاح لك الفرص بسهوله وتفرش لك الطرق بالورود وأنت من أبناء طبقة وسط أو ساده ... فاعلم أنك ستضيع عمرك وأنت تنتظر، ففكر... قرر...صمم... ثم انطلق نحو الهدف.
لا تيأس من الفشل ولا تؤمن بالإحباط أبدا وكن كالنملة تحاول الصعود مئات المرات حتى تنجح، ولا تقف عند أول عقبة تواجهك ولكن كن كالنهر يغير مجراه ويتفرع يمينا وشمالا إذا واجهته الصخور والعقبات. التحسر على الماضي والندم على ما فات قتل للإرادة السليمة وتمزيق للجهد ونسف للحياة الحاضرة وحجب لشمس المستقبل، ضع همومك وما فاتك في زنزانة النسيان وقيدها بحبال قوية في سجن الإهمال فلا تخرج أبدا ولا ترى النور مطلقا، فما فات لا الحزن يعيده، ولا الهم يصلحه، لا تختبئ من الحاضر إن عجزت عن مواجهته خلف أسوار الماضي وتشتغل برفعه عاليا حتى يحجب نور اليوم الجديد والمستقبل المشرق عنك، بل استفد من تجاربك الماضية حتى لا تلدغ من نفس الجحر مرتين. لا تزف بنات أفكارك لجاهل فتكون النتيجة عقيمة إلا إذا لمست انه يريد التعلم لا المناكفة والمراء.
لا تجعل من تقصير الآخرين في حقك جريمة لا تغتفر وتقصيرك في حق الغير مبرر مسبقا، وخطأ الآخرين بحقك جريمة كبرى وأخطاؤك العظيمة بحق الغير صغيرة وغير مقصودة. حاول إيصال فكرتك التي تريد بأسلوب سهل مبسط، لا تلجأ للتعقيد والفلسفة في غير مكانها فينفر منك البسيط والمضطلع، لا تدغدغ مشاعر الآخرين بالكلمات المعسولة ولا تداعب الأمل المفقود عندهم حتى تكون كلمتك قريبة ومسموعة منهم، ولا ترفع صوتك بالمناقشة فلا يرفع الصوت إلا ضعيف الحجة. لا تُنظر وتتفلسف على الضعفاء وتظهر أمامهم أنك تريد إصلاح كل شي وتقدر على ذلك بسهوله، وأمام مسؤول ما يصبح لسانك أثقل من جبل أحد.
حاول الاستفادة من الإمكانات المتاحة قدر المستطاع وقم بحلب كل ما هو متوفر من فرص حتى تحصل على أكبر قدر من الزبدة والفائدة. لا تنهى عن شيء في الليل وتأتيه في الصباح، وتبيع العبر للآخرين وأنت زاهد بها، بل ابدأ بالعمل بنفسك لتكن أنت القدوة الحسنة فعلا وقولا. حاول تحويل ضربات الحياة الموجعة إلى شحنات من العزم والإصرار على النجاح.
الوطن ينتظر منا أن نكون فيتامين (د) وكالسيوم يقوي بنيانه، لا أن نكون جرثومة تنخر في عظمه وتوهنه ... ألا يستحق الوطن هذا. خفف من سحق هاماتك فالقرارات الصعبة يجب ألا تخيفنا فمن يعش في هذه الدنيا ستواجهه منعطفات خطره يتحتم عليه عندها اتخاذ القرار السليم وإن كان صعبا في الوقت المناسب. لا تتأثر بكل ما تَسمع بل حاول أن تؤثر بمن تُسمع. تأكد أن العلاقات الشخصية بمختلف أنواعها من صداقة وزواج وأخوة التي يؤثر بها بل ويغيرها مسلسل هابط أو أغنية على شاكلة \"بحبك يا حمار\" أو نميمة حاقد هي بالأساس غير متينة البناء والقواعد. لا تنظر إلى من هم أعلى منك شأنا للتحسر على ما فاتك ولكن أنظر إليهم لتتعلم من نجاحاتهم.
لا تقدم رشوة لموظف مهما علا شأنه، ولا تتملق لمسؤول مهما ارتفع قدره، فإن فعلت تكن شريكا خاسرا في الفساد. لا تدعي أن بيدك الحلول السحرية لكل مشاكل الوطن، وأن عصا موسى جاهزة دائما بيدك لمواجهة أي معضلة تواجه هذا البلد، وأنت عاجز عن إصلاح بيتك الصغير.
لا تعتقد أن نقد الوطن وجلده هو الوسيلة ليحترمك الآخرون ولكن الوطن أسمى من النقد، فمن ينتقد هو الذي أصبح عبئا وحجر عثرة أمام قطار الإصلاح فيه، كن على ثقة أنه من المستحيل أن يتشكل الوطن على هواك أنت وأن يوفي الزمان دائما بعهده بالحب والإخلاص معك \"فمن سره زمن ساءته أزمان\".
لا تكن يدا تمد للفساد فتهلك البلاد وتتعب العباد، وتسامى على وسوسات النفس الخبيثة وكن اليد التي تحاول قطع جذور الفساد، ولا تقل إنه متغلغل فكلما تركناه رسخ في قاع الوطن فأصبح من الصعب جدا اقتلاعه.
النصائح عادة تختلف من شخص لآخر بحسب الزمان والمكان والحدث، وتتفاوت درجات القبول لهذه النصائح حسب موافقتها ومواءمتها للنفس والهوى أو مخالفتها لاتجاهات معينة يؤمن بها شخص ويكفر بها آخر ويسعى إليها زيد بنهم ويجتنبها عمرو بكل ما أؤتي من قوة، خذ من النصائح ما تستفيد منه أنت وأقول ما تستفيد منه لا ما يعجبك، لأن أقوالا كثيرة ربما لا تعجبنا ولكنها تفيدنا كثيرا وقد تغير مجرى حياتنا بالكامل إن أخذنا بها.