إلى محافظ العقبة الأكرم،،،شكوى من مجلس الأمن الدولي للأسماك البحرية والنهرية إلى محافظ العقبة الأبية.
من العقبة المدينة الساحلية الجميلة والشاطئ الوحيد لكم يا بني البشر أجمل تحية.
بداية أنا ضيفة قادمة من أعماق البحر الأحمر قدمت إلى هذا المكان الساحر بعد سماعي من زميلاتي الأسماك الأخرى بأن الأردن عنده محميات ولا يوجد صيد جائر ولا تلوث وهذه كانت أهم الأسباب التي جعلت من سمكة بمثل جمالي ورشاقتي،، الإقامة بهذه المياه العذبة وتياراتها الدافئة وأجوائها الحارة والمعتدلة شتاءا والتعرف على الجنسيات الأخرى من بلدان العالم لشدة جمالها وجمال طباع أهلها الأكرمين الذين هم مبعثه للفخر لما يقدموه من خدمات ونظافة كانت بالسابق مفرطة ولكنها هذه الأيام لم تعود كالسابق بفعل بعض الوفود القامة من عمان ومن باقي المحافظات الأخرى.من شدة الازدحام والنوم بالحدائق والشوارع والسيارات وقذف النفايات على الشاطئ الرائع وكثير من الزجاجات المتكسرة الفارغة.
مرورا هذه الأيام وقبل وصولك الشاطئ السياحي ترى مجموعات كبيرة قادمة من هنا وهناك عرب وأجانب يحملون البعض بحوزتهم الشباك التالفة وبعض صنا نير من صناعة الصين الشعبية لا تعمل ولا حتى يتم اصطيادنا باحترام فالصيد له قواعد وأنظمة ومواقيت فبعضنا حبالى وبعضنا طاعن بالسن والبعض لا يؤكل والبعض الأخر فقط لتجميل الشواطئ وهذا كله حكمة من الخالق جل وعلى.
فأنا اسمي (نيمو) وهذا هو النوع الفريد المحبب للأطفال من شدة جمال ألواني ومظهري الخارجي
أنام أحيانا على شواطئ اليمنية وأحيانا كنت أنام على شواطئ نادي اليخوت الملكية لأنها كانت لغاية هذه اللحظة قد صنعت محمية بحرية ومنعت الصيد تماما وهذا ما دفعني للتواجد بهذين المكانين المميزين
وفي ليلة من ليالي أيلول هبت رياح خماسينية غريبة كانت بمثل هذا الشهر واعتقدت وقتها بأنها النهاية الأبدية ويوم القيامة قد حان موعده وهذا أجبرني أنا ومن معي لعدم التعرف على بعض الأماكن الآمنة ليلتها لدرجة المتاهة ووصولي وقذفي لشواطئ متسخة كان وقتها شاطئ الموانئ والمراكب والبواخر القادمة من بعيد لما تحمله من أوساخ ونفط يتهرب من بعضها يلوث البيئة الجميلة التي كنا نتعايش بها سابقا.
فجلست حائرة أتخبط هنا وهناك باحثة عن مكان نظيف فأنا من الأسماك الجميلة ومعتادة على النظافة المطلقة فلم أعتاد على هذه المناظر التي تقشعر لها (خياشيمي) فكانت كل يوم تتسرب لتلويث شواطئنا الآمنة والنظيفة وبصعوبة فائقة تعربشت بقارب زجاجي معد للسياح الأجانب فكانت هناك فتاة صغيرة أحبت منظري وأعطيتها إشارة بأني أود الوصول للجهة المقابلة وأشرت لها بعدم التفوه بكلمة واحدة وعكس ذلك سأهرب من تحت القارب ولن تراني مرة أخرى فانصاعت لطلبي وأوامري الأخوية فبقيت لمدة متعلقة بالقارب الزجاجي وكنت أراقب هذا الوفد من السياح الأجانب فكانوا بغاية الرقة وأحبوا الأسماك وكانوا يقذفون الطعام المخصص للأسماك البحرية وكان طعمه (يم يم يم )لذيذا ومعد بطريقة جيدة من بقية الأسماك الناشفة وبمواصفات عالمية وكنت أتمنى البقاء معهم لفترة ولكنهم انهوا الجولة المعدة لهم،،، لأصل إلى الشاطئ السياحي وبصراحة ليته كان اسمه على جسمه فكان شاطئ القتل والاغتصاب لكل الأسماك البحرية وكنت أراقب من بعيد وأشاهد الأطفال القادمون من بلاد العجائب يصرخون بدون أسباب ويقذفون بقية الطعام الملوث وبقية الأكياس البلاستيكية وزجاجات العصير الفارغة ويتلذذوا بتكسيرها قبل قذفها على شواطئنا فالبشر يعتقد بأن المياه عالمهم للأسف فهم يغفلون بأن الله عز وجل أوجد هذه المياه لهم للتمتع والاسترخاء والتمعن بعظمة الخالق والصيد ولكن على أصول.فهذا عالمنا يجب احترامه.
فكان الكبار أشد سوءا من الصغار فكانوا يقذفون زجاجات الخمور والعلب الفارغة للمشروبات التي يقال عنها روحية بل هي قتالية فهي تلوث مياهنا الإقليمية فهذه مياهنا وهذا عالمنا وليس عالمكم فيجوز لكم التمتع والسباحة والصيد المنظم والغوص ومشاهدة المعجزات السماوية والتمتع بالمياه الدافئة ومشاهدة المرجان الأحمر والنادر الذي سرقتموه لتزيين أحواض السمك التي تتفاخرون بها بمنازلكم وتتباهون بحجزنا هناك بحوض صغير تطعمونا الفتات وتلهون بشقائنا أطفالكم.
فالكبار أشد قسوة علينا فهم دوما يحاولون الغش،،، يلقون بالشواطئ الطعام الفاسد ليصطادونا بشباك لا تصلح حتى للصيد فنموت ألف مرة من شدة الهرب والتملص منهم ولكنهم لا يأبهون ولا يملون ويبقوا ورائنا ليلا نهارا وبعضهم يقذف علينا الحجارة تلذذاً.
صحيح انه يوجد عندنا منظومة القوي يأكل الضعيف التي أصبحت منهجا للبشرية ولكنا أرحم من بعضكم بإبقاء بعض لقيمات للأقل قوة وللأقل حظا من الأسماك الأخرى. ويوجد بقلوبنا رحمة أكثر من بني البشر
وبليلة من الليالي وأنا نائمة صحوت ويا ليتني لم أصحوا على هذا المنظر فوجدت نفسي بحوض زجاجي كانوا قد اصطادوني بطريقة خسيسة ووضعهم المنوم بالطعام الذي قذفوا به إلى الشاطئ وصحوت بمكان كانوا أصحابه من الجنسية الصينية فكان المكان اللهم عافينا معد للمسّاج كما يقال طبي،،،بدون تعليق ولكنه كان مستغلا للأشخاص القادمون لأول مرة لعدم معرفتهم بالمقصود بالمسّاج فكان وللأسف مكانا معدا لترويج الدعارة والجنس السريع بحجج المسّاج والاسترخاء فكان الشخص القادم من بعيد يغريه منظر النساء القادمون من بلاد الشقاء والفقر الشديد بملابس الإغراء والإيحاءات الجنسية تراهم على باب محلاتهم،،، يلتصقون بالشباب ويقنعوهم بالدخول مع الغمزات واللمزات المصطنعة لإدخالهم المكان ويطلبون منهم الانتقاء بالفتاة التي يرغبون بها والمكان تعج منه روائح كريهة لا أدري تماما هي من طعامهم الغريب بملاعق خشبية أم من البلاوي السوداء القاتمة التي يفتعلونها مع الضحايا والجاهلين وبعد قناعة المغدور ومشاهدته لبعض النساء القادمة من الحروب العالمية التي أوجدت منهم فتيات فقط للهو والمتعة وبعد المجادلة المضنية للأسعار الخيالية لحفلة المسّاج المصطنعة والمغلفة بالزنا السريع عنها فقط وبعد قذفه ثياب التصوف والعفة والخلق يحضروا له قائمة الأسعار فمنها ما هو مرتفع ومنها ما هو متوسط وحسب الحاجة والتوقيت المراد افتعاله من حلقات ودروس جنسية رخيصة وخسيسة مع وجود مترجمة للغة العربية وأحيانا بالإشارات اليدوية وبالفم وتقع هناك كل يوم مئة ضحية ويصحبون معهم النقود القادمة من شباب كادحة قدمت للمكان بعفوية وبرغبة ربما جنسية.وإضافة عدد جديد لنادي الايدز الدولي مع شهادة التحقير.
لم أستطيع التحمل على هذا المنوال فقفزت بزجاجة ماء فيها بقية ماء من المياه المعدنية هربا من هذه الوقاحة الحاصلة على ترخيص الدولة بأنها شبه طبية وعند مرور المركبة المعدة بنقل مياه الشرب بقرب الشاطئ الملوث قذفت بنفسي لأصل شاطئ الفنادق الأسطورية صاحبة الخمسة نجوم وربما أكثر.
وهنا شعرت بالمتعة والاسترخاء وبدأت نسيان ما شاهدت من بلد تكسوها العفة والطهر تلوثت يوم ما حضروا هذه الدمى من جنسيات آسيوية تعمل لإنجاح السياحة الداخلية يغلفها الجنس الرخيص والأمراض التناسلية من السباحة ببعض البرك الفندقية والممارسات المخجلة التي تحدث بداخل المياه على مرأى الأطفال والكبار(دعارة تحت الماء)بدون خجل ولا حياء،،،وعداكم عن بعض الحسناوات والشقراوات القادمات من عمق الحضارة الأوكرانية والروسية المنبطحين والمشمسين على شواطئ الفنادق الأخرى المنذرة بعلاقات جنسية أخرى،،، إذ يتاح إليك أخي الزائر من هناك لممارسة الجنس على أنغام الموسيقى الشرقية فقط بتلويحك بورقة مئة دولاراً من بعيد لتعزف على ألحان منفردة بالغرفة الدائرية مع وضع علامة ممنوع الإزعاج لتهنئ أيها المواطن بنومه هنية. وبعد شهرين تدخل عضوا فخريا بنادي(الايدز)الدولي مع مرتبة قلة الشرف التي تعد بدرجة الدكتوراه الفخرية لأمراض السيلان والحكحكة القوية والموت القادم من غرفة الفندق الدائرية.
من شدة قهري ومن شدة مشاهداتي لكل هذا الانحلال الخلقي هناك فضلت ذهابي بلا رجعة لشواطئ أكثر أمانا وأكثر خلقا هربا بلا رجعة بقراري هذا لغاية تنظيف هذه الشواطئ من كل هذا التلوث البشري.
عذرا هذه هي بعض المفارقات بمدينة العقبة هذه الأيام والقادم ربما سيكون أسوأ.
لا نقصد الكل ولكن حدث هذا على مرأى عيوني.
بالنيابة عن السمكة العجيبة (نيمو)
هاشم برجاق
التاريخ:آخر رحلة عائلية بحرية
الموقع الخاص بالكاتب هاشم برجاق
www.hashem.jordanforum.net