زاد الاردن الاخباري -
تؤكد دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لعقد اجتماع رباعي يضم بالاضافة الى الاردن الكويت والامارات لمناقشة الازمة الاقتصادية في الاردن والخروج منها، عمق العلاقة التي تربط البلدين التي رسختها قيادة البلدين.
ويعكس الاجتماع الذي دعا اليه خادم الحرمين الشريفين، الذي يعقد في أطهر بقعة على وجه الارض في مكة المكرمة، حجم التلاحم بين تلك الدول التي ترتبط بعلاقة تجسد وحدة الصف العربي في الموقف والتوجه وفي مختلف المجالات.
مبادرة خادم الحرمين بدعوة اشقائه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح و الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات لمناقشة الوضع الاقتصادي الاردني وسبل تقديم الدعم للاردن، بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني، تأتي في سياق المبادرات السعودية لدعم الدول العربية التي تعاني من ازمات.
وتعكس مشاركة الدول في الاجتماع عمق العلاقات التي تربط الأردن بالسعودية ودولة الكويت والإمارات العربية المتحدة والتي لم تتوان عن تقديم الدعم للأردن والوقوف إلى جانبه في مختلف الظروف.
وتعد هذه المبادرة في ماهيتها ذات ريادة في عملية تقديم الدعم، إذ كانت الدعوة لاجتماع لمناقشة اسباب الازمة الاقتصادية والمعيشية في الاردن، في ظل ارتفاع حجم المديونية الخارجية على الاردن التي تصل الى أكثر من (37) مليار دولار، ما ادى الى عجز دائم في موازنة الدولة الاردنية.
وعليه بالتأكيد فإن القمة الرباعية ستناقش تداعيات المديونية الخارجية وكيفية دعم الاردن لسداد هذه المديونية، التي تشكل (95%) من حجم الناتج المحلي الاجمالي، وما نتج عنه من ارتفاع نسبة البطالة (18%) ونسبة الفقر الى(20%).
وتأتي هذه المبادرة السعودية، بوقت حرج في الاردن، إذ تعصف به تداعيات الظروف والاوضاع الاقليمية، وبخاصة ما يجري في سوريا، وعلى رأسها اعباء اللجوء السوري، وحماية الحدود، وكذلك الاوضاع الامنية في العراق وإنسداد الشريان التجاري بين الاردن والعالم، بسبب تلك الازمات واثر ذلك على الاقتصاد الاردني.
كما ان الدعوة السعودية تأتي في سياق، التاكيد على دور الاردن المحوري في المنطقة، الذي يشكل جزءا اساسيا من تكامل الامن القومي العربي، إذ ان الجوار الجغرافي وانسجام وتماهي مواقف تلك الدول حيال قضايا المنطقة ومكافحة الارهاب يجعل من الحتمي ان تكون هنالك نظرة شاملة في تعزيز العلاقات في مختلف المجالات خاصة أن كل واحدة من هذه الدول تمتلك اكثر من ميزة نوعية في مواقف تشكل روافع وتجعل مواقف هذه الدول مجتمعة اقوى في التعامل مع التحديات وكذلك منعة واستقلالية في مواجهة الضغوظ وتداعيات الاقليم.
وبحسب البيان الصادر عن الديوان الملكي السعودي، فإن الدعوة تأتي في إطار اهتمام خادم الحرمين الشريفين بأوضاع الأمة العربية وحرصه على كل ما يحقق الأمن والاستقرار، وان خادم الحرمين الشريفين تابع الأزمة الاقتصادية في الأردن وأجرى اتصالات مع إخوانه جلالة الملك عبدالله الثاني و الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت و الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي. وتم الاتفاق على عقد اجتماع يضم الدول الأربع في مكة المكرمة اليوم الأحد لمناقشة سبل دعم الأردن للخروج من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها.
وفي ضوء مضامين البيان الصادر عن الديوان الملكي السعودي، يرى مراقبون أن الاجتماع سيتجاوز التقليدية في التعاطي مع الازمة الاقتصادية في الاردن، لجهة اختيار حلول تنقذ الاقتصادي الاردني وتضمن استمرارية الدفع به للتعافي، وليس تقديم حلول انية، أنما حلول مستدامة تعود بنفعها وفوائدها على الجميع، بما يعزز التكامل الاقتصادي العربي الشامل.
الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر فيه الاردن، هو محل اهتمام الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة، إذ شهدت الايام الماضية، اتصالات مكثفة مع جلالة الملك من قادة دولة عربية واجنبية، ما يبرز اهمية الاردن ودوره على الصعيدين الاقليمي والدولي.
الاردن يدرك تماما إن السعودية، يسجل لها على مدى العلاقات بين البلدين بأنها وضعت على الدوام الوقوف الى جانب الاردن كثابت من ثوابت المملكة العربية، وهو ذات الثابت بالسياسة الاردنية، بأن امن واستقرار السعودية ودول الخليج العربي هو جزء اساسي من الامن الوطني الاردني، إذ ليس غريبا في هذه الحالة، بل هو متوقع ان تتخذ السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين هذه المبادرة الكريمة والموقف المشرف.
الراي