أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وفد أمني مصري يتوجه إلى الأراضي المحتلة المعارضة السورية المسلحة تسيطر على مناطق غرب حلب اميركا: الجيش اللبناني غير مجهز للانتشار من اليوم الأول حزب الله : أيدي مجاهدينا ستبقى على الزناد الجيش الإسرائيلي: ضربنا 12500 هدفا تابعا لحزب الله خلال الحرب المستشفى الأردني ينقذ حياة طفلة وشاب بعد عمليات جراحية معقدة أميركا: التوصل إلى صفقة مع حماس أمر ممكن دوري أبطال آسيا 2 .. الحسين اربد يخفق امام شباب اهلي دبي الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل وصول طواقمنا للمحاصرين في شمال قطاع غزة بدء سريان وقف إطلاق النار في لبنان .. هل حدثت خروقات؟ البطاينة يستقيل رسميا من حزب إرادة يزن النعيمات يخرج مصابًا من مباراة العربي والاتفاق الحكومة: المستشفى الافتراضي يرى النور في 2025 الحكومة: الأردني يمتلك فرصة تاريخية للانخراط بالحياة السياسية تصويت: من سيكون أفضل لاعب بتصفيات كأس آسيا 2025 في كرة السلة للفلسطنيين .. عباس يصدر إعلانا دستوريا مهما وزير الصحة : المستشفى الافتراضي سيربط بين 5 مستشفيات طرفية الجامعة والبرلمان العربي يرحبان بوقف إطلاق النار في لبنان إيران: نحتفظ بحق الرد على إسرائيل وزير إسرائيلي: أمامنا الكثير لنفعله في غزة

الكتابة رسالة

07-12-2010 09:36 PM

وصلتني الرسالة التالية والتي تبدو بصيغتها مرسلة من أخت كريمة تقول فيها:
\"السيد صلاح المومني المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا من اشد المعجبين بمقالاتك والحريصة دوما على تتبعها ولكن منذ مدة شعرت بتغير اسلوبك وافكارك وهذا ما جعلني
استغرب لا ادري ما هو السبب وراء ذلك اتمنى ان تبقى كما كنت دائما تتحفنا بمقالاتك التي تشعرنا بالفخر\"
هذه الرسالة بما تحمله من أدب الرسائل جعلتني أقف للحظة تفكر امتدت ليومي كله، ثم تساءلت: هل هناك فعلاً متابعة من القراء لما نكتب بهذه الطريقة؟ وهل كلمة الكاتب تصل إلى تلك الأبعاد المختبئة في عمق مجتمعاتنا؟ إذاً، هي رسالة، ورسالة صعبة، فلنكن عند مسؤولياتنا ولنقدم ما يجب تقديمه لمن ينتظرنا خلف شاشة ربما تبعد عنّا آلاف الأميال لكنها قريبة قرب الفكرة والخاطرة التي نكتبها.
ثم أود ان أثني على صاحبة الرسالة أدب التواصل والسؤال؛ فهي التي شعرت بتغير الأسلوب وتغير الأفكار لكنها أحسنت الظن وتساءلت باستغراب، والتساؤل بمثل هذه الطريقة يوحي أن الشخص المتسائل مازال متحكماً بمشاعره رغم التغير، ثم هو التوازن في التفكير فلا ننجرف وراء ما تصوره نفوسنا ونتخيله أو نظنه، ثم ختمت بأمنية وهنا تضع حدود حرية الآخر في التغير دون إلزام بما تحب وتكره هيَ. لا شك، صورة تفهّم جميلة توحي أن صاحبتها قادرة على موازنة حكمها على الآخرين، وتعرف كيف تنتقي كلماتها دون تجريح لمن اختلفت معه، أو ظنّت أنه \"ربما\" لم يعد يمثل فكرة تؤمن بها.
إليك الجواب سيدتي. وما يكون من جوابي إلا واقع الحال الذي نعيشه، إذ هناك كلمات نريدها أن تصل إلى الآخرين، لكنها تنحبس في الصدر فلا تتزحزح، وكلمات أخر نكتبها ونقول للقارئ ابحث بين السطور علك تجد ما تعنيه هذه الكلمات، بالتأكيد ليست لغزاً لكنها كلمات محاطة بسهام تنطلق من كل اتجاه تكاد تصيبها، فتختار التجنيح والالتفاف على المعاني الظاهرة لكي لا تمس بأذىً حتى تصل إلى أصحابها، فهي ومضات من مكنونات النفس، ونأمل حينها بأن المتلقي يعرف أنها وصلت للتو عبر ممرات وأنفاق ودهاليز لن تسمح لها بالمرور لو ارتدت حلّتها الأصلية التي لبستها يوم ولدت الفكرة وحينما فاضت المشاعر.
المسألة يا سيدتي مرتبطة بالكلمة وفعلها، فلو ظلت تلك الكلمة حبيسة الصدر لما فعلت إلا ما تفعله الآلام لصاحبها، لكنها حينما تخترق هذه الحواجز لتصل إلى هدفها متوشحة ثوب \"الغزل السياسي\" فإن أول ثوب تخلعه بحضرة الأوفياء ذاك الثوب، فلا تلبث أن تبدو كما كانت في صدر صاحبها، إن كانت آهة أشجت وأحزنت ، وإن خرجت غاضبة لكرامة ولعزة نفثت في عقول وأذهان الآخرين من روعها، فلا ترتد إلا مضاعفة بالعزة والكرامة، لأنها لامست قلوب وعقول من علموا حقيقتها فكانت فيهم كما ولدت بقلب كاتبها وصاحبها.
إن الكاتب يا سيدتي ويا أعزائي لا يكون كاتباً برسمه الحروف أو بنقشه الخواطر، لكنه يصبح كاتباً حينما يقتطع من قلبه وعقله وروحه لينسج تلك الحروف، فلا يزال يذوب هذا الكاتب في معانيه ليتولد في الآخرين ظل تلك المعاني، لكنها \"المعاني\" بدل أن تولد في واحد وتموت في واحد \"صاحبها\"، تولد فيه ثم تنتقل إلى الآخرين فتبقى تتكاثر وتتعاظم حتى تصبح الكلمة بمعانيها أمة تقوم لعزتها وكبريائها وكرامتها، وهنا تظهر صورة القلب الذي ولدت منه الكلمة في هيئة تلك الأمة، ولا يهم حينها إن ذاب ذاك القلب أو تلاشى بذاته، لأنه حينئذ يكون قد بلّغ الرسالة وأدى الأمانة فعاش عمره من أجل أمته وأوطانه، إذ لا خير في كاتب يعيش لذاته على حساب أمته، ولو فعل، سيكون ميتاً حتى لو تنفس في الحياة وعاش بدل دهره دهوراً وحاز من الألقاب جميلها ونفيسها.
يا سيدتي؛ إن الكاتب الحقيقي لا يعيش عمره الزمني وحسب، بل يعيش عمره الزمني وعمر كلماته في البناء وبعث الحياة في الآخرين، فالذي تفانى في يومه من أجل أمته، هو حي بقدر ما أنجز من مهمته في صناعة الحياة لأمته، وبقدر ما ذب عنها بمقارعة أقلام السوء التي تطعن تلك الأمة، لهذا فإن بدأ لأمته مخلصاً يصعب عليه الانحراف أو التراجع عن مساره وإخلاصه.
سيدتي؛ حينما يصبح الكاتب هدفاً لكل السهام، ترشقه بها حتى الأيدي التي رفعت كفها إلى السماء تدعو له يوم كانت متوضئة، لا شك حينها سيفكر في كيفية تخفيف وقع هذه السهام عليه، لكنه لا يستسلم أبداً ... وحينما يستل كل ماجن خنجره ليطعنه به، ثم يأتيه معتذرا نادماً أنه كان في حالة سكر؛ قد يضطر الكاتب أن يتمايل بذات الحركات التي جعلت الخنجر في خاصرته ليتفاداها في المرات القادمة، إذ في التمايل هذا إيهام للسكارى أنه منهم، فلا تمتد إليه أياديهم الخبيثة، ويظل أمله أن كلماته لازالت تحمل ذات المعنى الذي خطه يوم ولدت الفكرة في رأسه ونُسجت من ضميره.
سيدتي؛ إن هدف الكاتب إن كان حرّاً وصاحب رسالة أن يوصل رسالته للناس، وقد يلوّنها أحياناً ويزخرفها ويموهها، كالجندي في أرض المعركة، لكنه يظل يعيش لمبادئه ولا يقتات بها ويعيش عليها.
لذا فإنّ إنصاف الكاتب جزء من مقتضيات أداء الرسالة، فإن أنصفناه بحكمنا كان أكثر قدرة على إيصالها، ولقد أنصفتِهِ \"باستغرابك\" دون لومه أو اتهامه، فلا يكون الحكم بعد هذه المقالة خارج حدود الانصاف الذي عهده من قبل فيكِ.
أيها الكتّاب؛ إن مغادرتكم لمواقعكم ستجعل الرسالة التي تحملونها من ورق، بينما بقاؤكم صامدين على ثغوركم سيجعل رسالتكم فيض روح لا تموت حتى تولد منها آلاف الأرواح تقاتل وتسد الثغور، حتى ينبلج الصبح بنصر تعز فيه الأمة وتنال كبرياءها وعظمتها ....
أيها الكتّاب... إن تركتم الثغور فلا تلوموا الدحنون إن جف على عروقه في سفوح عجلون وسهول إربد، ولا الزيتون إن تعصّر خمراً في \"المكبّر\" والخليل، ولا النخيل إن انحنى وصار رطبه جمراً يحرق الأفواه في بغداد ... أيها الكتّاب... إن تركتم ثغوركم لا محالة سيجف الياسمين في حارات الشام، ولا لون ولا رائحة للشام دون ياسمينها،أجل أيها الكتّاب؛ إنها رسالة ... فإن كنتم من أصحابها فاقرؤوا معي: (يا أيّها الذين آمنوا اصْبِروا وصابِروا ورابِطوا واتّقوا الله لعلّكم تفلحون).
info@libertytribune.net
www.libertytribune.net
صلاح المومني





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع