يها الغائب عنا ، اشتقنا إليك ، والى قطراتك وسيولك وحتى الرذاذ منك ، اشتقنا لزمهرير رياحك وغضب أهواءك ، للضباب والثلج والبرد ، والى جلسة شتوية تلمنا حول موقد حطب أو مدفئة ما زالت مخبأة وملفوفة ، تنتظر الإذن منك لنمسح ما تراكم عليها من غبار ونشعلها ، فقد اشتقنا إلى دفئ الشتاء والى منظر الكستناء المستسلمة لطقوسك ، اشتقنا إلى إيقاع حباتك لما تضرب نوافذنا بثقة ، فيرتعش القلب رهبة مرة وقشعريرة مرة أخرى ، اشتقنا إلى نشوة الحياة معك ومشهد أوراق الشجر كيف تصير بك أنيع واخضر وأجمل ، اشتقنا إلى مشهد السحاب ولصوت الخرير في السيول ، والى عزف المزاريب ، ولقطعة خبز محمصة ، وإبريق شاي ، للشاي معك طعم خاص ، فأنت تضفي لما ليس له طعم طعم ولما ليس له نكهة نكهة ، لأنك فعلا نعمة اسمها نعمة المطر . اشتقنا إلى رائحة الأرض بعدك ، واشتقنا لقوس قزح بين الغيوم سامحا لكسر صمت العصافير على الشجر . أيها المطر ..... اشتقنا إليك ، أما اشتقت لنا .
\"اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين \"
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com