من الأهمية بمكان وزمان النظر بايجابية إلى خطوة وزارة الثقافة الأخيرة التي تدور في فلك تعميم الثقافة من خلال تكثير وتنويع الفعل الثقافي،هذه النظرة ترتفع في السماء السابعة للفكرة،لكنها تستقر في الأرض السابعة من حيث المضمون.
المعرض كما قلنا كفكرة يحمل في رحمة شيئا من الفائدة الإبداعية خاصة وانه يشجع على اقتناء الكتب بمختلف روائحها بأسعار تشجيعية في متناول الجميع ،الهدف من هذا الأمر هو تعميم الفائدة على اكبر قدر ممكن من الشعب.
مبدعو الأردن لم يتركوا تربة الا وقاموا بزرع أشجارا فيها أثمرت وأنتجت بل وأسهمت في خلق جيل جديد على قدر كاف من المسؤولية الثقافية المرتبطة عضويا بالإطار العربي والمتصل وان بدرجة اقل بالإنساني.
الناظر لتجربة الوزارة الأخيرة يصل إلى نتيجة مفادها ان القائمين على مهرجان القراءة للجميع لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالشأن الثقافي الأردني والعربي والدولي.
ففي الإطار الأردني تم تسفيهه بشكل ممنهج يقوم على الرفع من شان مدعي الثقافة والأدب ، بمقابل إهمال الفعل الثقافي الحقيقي من الذين كان لهم دورا بارزا ماضيا وحاضرا ومستقبلا في رسم الصورة الثقافية الأردنية ومسموعيتها،هؤلاء يمثلون الغائب الأكبر في مهرجانات القراءة للجميع.
يتصاب الغالبية العظمى بفاجعة اذا قرر زيارة المعرض،بخاصة بعدما يجد أن المعرض لا يحوي شيئا يذكر من أعمال جهابذة الفكر والثقافة والأدب والسياسة الأردنية،فلو قرر البعض أن يبحث عن مؤلفات للرواية سميحة خريس او الروائي زياد صالح او المفكر ناصر الدين الأسد او الدكتور خالد الكركي او مؤلفات للشاعر حيدر محمود او مذكرات جلالة الملك حسين رحمة الله او أعمال الأمير الحسن ، او هشام غصيب ، او تلك المؤلفات التي تتعلق بالشأن الأردني السياسي والاجتماعي والحزبي ،حتى لو أرد الفرد البحث عن مؤلفات مفكرين او روائيين او شعراء عرب،فانه للأسف لن يجد في المعروض ما يلبي حاجته.
المشكل اننا لا نعلم من هو القائم على اختيار الكتب المعروضة،التي لا تحاكي الفعل الثقافي الأردني الحقيقي ، المعروض للأسف يسئ للتجربة الثقافة الأردنية بتفاصيلها وعلى امتداد تاريخها .
من المؤسف بمكان أن يتم تسفيه تاريخنا الثقافي الأردني وبالتالي العربي فقط لأننا لا نستطيع أن نقول للقائمين للموظفين في وزارة الثقافة لا لقد حدتم عن الصوب،أهكذا تورد الإبل يا وزارة الثقافة،الشأن الثقافي الأردني كما هو العربي والإنساني حلقة متصلة لا يمكن الفصل بينهما.
نتمنى أن يعاد النظر بالمعرض لا من حيث الفكرة بل من حيث المضمون الذي يقوم بالاستخفاف بعقول شعبنا الأردني الذي اجزم بأنه على دراية وإطلاع أكثر من اللجان التي أقرت عرض هذه المؤلفات دون غيرها والاكتفاء بها.
أانتهت الثقافة الأردنية ام أصيبت بالعقم ،أصحيح أن الأرض لم تعد تنجب أقلاما وأفكارا حتى يصار إلى عرض كتب لمؤلفين في غالبيتها لا تلبي الطموح الثقافي للمجتمع الأردني. الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركه.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com