يا جماعة خافوا من الله ومن يوم شتوه ، كيلو البندورة عام 2008 كان بخمسة عشر قرشا ، وكيلو البطاطا لم يصل للأربعين قرش ، وكيلو الكنافة كان بدينار وثمانون قرش ، وحكومتنا كانت مديونة بأقل من تسعة مليارات دينار ، وابو محمد الدكنجي كان يطالبني فقط بأربعين دينار كل أخر شهر ، وامي كانت تبتسم لي وتدعوا لي لأنني كنت احضر لها الفاصوليا البلدية وسعر الكيلو كان اربعون قرش ، والناس ما كانت بتعرف انها ستخسر نقودها بشركات البورصة وكان الواحد منا يعيش وهو متيقن أن لديه ربة للزمن ، وكان عمر ابني الكبير اثنى عشر عام ولم يكن يطلب مني أكثر من حبة شوكلاته اشتريها له بثلاثون قرش ، وأجرة السرفيس أو الباص بحدها الاقصى لاتتجاوز ثلاثون قرش ، و..و..و...و، هناك الكثير منها( الواو ) لمن اراد أن يضحك على الشعب وعلى نفسه ، في البداية نحن الان في نهاية عام 2010 وبعد عهدين من عمر حكومة الرفاعي ولاتزال بقايا القرارت المالية لهذا العام صداها في اذننا وجيوبنا تحاول أن تبقى فارغة على الاقل وليست مخزوقة ،وكل الاصوات التي نادت بأن الطبقة الوسطى ستمحى بفضل قانون ضريبة الدخل الرفاعي ذهبت ادراج الرياح ، من الذين ارادوا ان يقنعو دولة الرئيس وانفسهم بهذه النتائج عن الطبقة الوسطى بأن نسبتها 41% ؟، واعتقد انهم مقتنعون لأنهم لازالوا يأخذون روابتهم وعليها فروقات غلاء المعيشة ، وعمر الواحد منهم ما توقف امام خط الباص ولاحظ الفرق بالتسعيرة أو امام محطة البنزين ودفع من جيبه التكلفة ، وعمر ما حدى منهم ذهب للسوق وبحث عن سعر كيلو البندوره لأنهم جميعا يأكلونها وهناك من يدفع الفاتورة ، وما هو خط الفقر الذي اخذ كمقياس للطبقة الوسطى 2008 ،هل هو الرقم المصرح به من الحكومة وجهازها الاحصائي أم الرقم الذي يتداوله اخصائي الاحصاءات بعيدا عن سلطة يد الحكومة ، واعتقد انني سمعت ان خط الفقر كان عندنا بحدود ثلاثمائة وخمسون دينار أي وحسب حسبتهم الاخيرة أن من دخله سبعمائة دينار هو من الطبقة الوسطى ولم يتغير شيء لأن المواطن عندنا تضعه الحكومة داخل الفريزر وتجمده بعيدا عن كل المتغيرات التي تحيط به وتفضل أن تبقيه هكذا لأنها تؤمن بأن الزمن لايتغير إلا عليها فقط وذلك من خلال دخول وزراء وخروج وزراء أما المواطن يبقى مفرز لحين الطلب ،وما نسمي باقي النسبة من الشعب الاردني والبالغة 59% ، وكم منهم يعتبر فقير وكم منهم يعتبر غني ، أم ان هوس الارقام جعل الحكومة تنسى هذه النسبة من الشعب ؟ بالله عليكم من يزال يدفع الفواتير الشهرية لمنزله كما كانت عام 2008 ، ومن يزال يسجل على دفتر الديون نفس دين عام 2008 ، ومن يزال يدفع نفس المبلغ لعامل البناء أو للمواسرجي أو حتى للشحاد ، يا جماعة حتى فني الستلايت بالامس رفض أن يأخذ الخمسة دنانير من اجل تركيب لاقط مع انني دفعت له خمسة دنانير عام 2008 ، وبكلمه واحد قال لي : زمان أول حول يا معلم حسابك عشرة دنانير ، اذا يا معلم يا كبير ويا دولة الرفاعي زمان أول حول وبدليل أنك اصبحت رئيس للوزراء عام 2009 ، وعام 2010وعام 2008 لم تكن رئيس للوزراء، أمنوا بأن المواطن حاله يتغير كما هو حالكم وأخرجوه من فريزر عقلكم وأذيبوا الثلج عنه ودعوه ينموا ويتطور كما تتطور أرقام احصائياتكم صعودا للأفضل دائما وتعاملوا معه انه كائن متطوروليس ماموث وجد في القطب الشمالي .