حسان علي عبندة
في العقبة الاقتصادية الخاصة ثمة مارد له فروع بكل زاوية في المدينة الصغيرة، هذا المارد يسمى الاستثمار الصيني في العقبة، يطغى هذا الاستثمار على كل بقعة في المدينة حيث يخيل للزائر أنه فعلاً في قرية في الصين.
في كل عام أزور العقبة والاحظ التوسع الهائل في التواجد الصيني، وفي هذا العام سمعنا صينيين يتحدثون العربية وأردنيين يتحدثون الصينية، وأردنيين ينادون المسؤول الصيني صاحب المحل بكلمة سيدي Sir .
أحمد حدث يعمل لدى سيدة صينية عند دخولنا المحل استدعته من الخارج وعند دخوله أسمعته كلمات صينية بلهجة حادة، ضحك أحمد وأتى الينا، سألته ماذا قالت له ؟ قال إنها تسبه بكلمات لا يفهم أغلبها لكنه يعرف أنها شتائم.
جلب الاستثمارات الى البلاد مطلب الجميع لكن ما فائدة هكذا استثمار؟ هل تستفيد البلاد منه أم أنه مجرد حركة عمال واشغال محلات واعفاءات وإغراق البلاد ببضائع في معظمها ضعيفة؟.
في أحد المولات في العقبة العام الماضي شاهدنا احتكاكاً بين مواطن اردني وصاحب محل صيني، خلال دقائق انتفض كل الصينيين وأعلنوا الاضراب وخرجوا الى الشارع يملؤهم الحماس للنزال والقتال إنتصاراً لزميلهم، تدخلت قوات الأمن بحكمة وانتهى الموضوع.
ما يخيفنا في هذا الموضوع أن عدد سكان الصين مليار وربع وعددنا لم يصل الى ستة ملايين وجُل ما نخشاه أن يحدث احتكاك بين مواطن اردني ومقيم صيني من عشيرة كبيرة ، نتسائل من سيستقبل الجاهة الكريمة من الصين وعددهم خمسة عشر مليون صيني لإبرام صك الصلح العشائري.
الاستثمار الحقيقي في المواطن الاردني في تأهيله وتدريبه وتشغيله ونثمن عالياً مخرجات الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب فهذا هو الاستثمار الحقيقي.
Hassan_abanda@yahoo.com