زاد الاردن الاخباري -
اقتربت وثائق "ويكيليكس" من أحد أبرز القضايا حساسية في المجتمع الأردني، والتي تتعلق بالتجاذبات الحادة والظلال السياسية للصراع بين قطبي الكرة الأردنية الوحدات والفيصلي والتي تسببت بإيقاف مباراة بين الفريقين منتصف عام 2009 بسبب أعمال الشغب والهتافات المسيئة للأردنيين من ذوي الأصول الفلسطينية من قبل مشجعي فريق الفيصلي.
ويأتي تسريب هذه الوثائق مع اقتراب موعد واحدة من أسخن المباريات بين الفريقين يوم الجمعة ضمن منافسات الأسبوع الحادي عشر والأخير من مرحلة الذهاب لدوري للمحترفين "المناصير" لتزيد من الأجواء سخونة.
والمعروف أن الصراع الكروي بين الفريقين يمثل أحد أهم القضايا على الساحة المحلية الذي أبدت السفارة الأمريكية في عمان اهتماماً بها، حيث أظهرت آخر الوثائق الأمريكية السرية المنشورة عبر موقع "ويكيليكس" أن السفارة في عمان أبرقت تحليلات بعثتها الدبلوماسية للخصوصيات الداخلية حتى في حساسيات كرة القدم المحلية.
البرقية التي حملت عنوان "إيقاف مباراة كرة قدم أردنية في ظل هتافات معادية وبلطجة تجاه الفلسطينيين" ناقشت تداعيات إيقاف المباراة بين الفريقين اللذين يستحوذان على شغف مشجعي الكرة في الأردن. وأشارت البرقية إلى أن "المباريات بين الفريقين لها تاريخ طويل من العنف، ولكن الاشارات السياسية المحددة تجاه السلطات في هذه الحادثة سجلت مستوى غير مقبول".
وأضافت البرقية أنه تم تغريم الفريقين وانتقاد مشجعيهما علناً في ظل "تغطية ضئيلة في الصحافة الرسمية بشكل ملحوظ".
وبحسب البرقية، فإن المباريات بين الوحدات والفيصلي لها تاريخ طويل من البلطجة والعنف ذي الدوافع السياسية، حيث تم إيقاف عدد من المباريات في السابق بسبب أعمال الشغب والهتافات المسيئة من قبل مشجعي الفريقين.
وزوّدت البرقية واشنطن بتفاصيل ما جرى خلال المباراة التي أجريت في مدينة الزرقاء، بما فيها تدخل الشرطة الأردنية لوقف الاضطرابات وهتافات جماهير الفيصلي، وإلقاء الزجاجات على لاعبي فريق الوحدات ومشجعيه. وأفادت بأن المباراة التي أوقفت مبكراً انتهت بـ"التعادل السلبي".
وذكرت البرقية أن فريقي الفيصلي والوحدات يمثلان أبطال "الشرق أردنيين" والفلسطينيين في الأردن على التوالي. وفاز الفيصلي بثلاثين كأس للدوري الأردني منذ إنشاء الاتحاد الأردني لكرة القدم في عام 1944.
وأخذ فريق الوحدات، من جهة أخرى، اسمه من مخيم كبير للاجئين الفلسطينيين جنوبي عمان، بحسب البرقية. وفاز بالكأس 11 مرة منذ 1944.
وقام عدد من نواب البرلمان بإرسال تنديدات عبر وسائل الإعلام واصفة هتافات المشجعين بـ"المخالفة للقيم الأردنية". وكان النائب وقتها ورئيس مجلس فريق الوحدات طارق خوري قرأ بيان النواب داخل قبة البرلمان. وأصدر فريق الفيصلي أيضاً بياناً وقتها يعد بتحديد هوية الـ"المنبوذين" من بين المشجعين.
ومن ناحية التغطية الإعلامية للحادثة، ذكرت برقية القائم بأعمال السفارة أنه وبالرغم من الإدانات الرسمية لفريق الفيصلي ومشجعيه، لم تقم أي من وسائل الإعلام الأردنية المعروفة برقابتها الذاتية بتغطية تفصيلية عن المباراة وأسباب إيقافها و"عم صمت ملحوظ للكتّاب - حتى أولئك الذين عادة ما يروّجون لوجهات نظر موالية للحكومة".
وقد اضطرت الدولة لحل نادي الوحدات عام 86 على خلفية أحداث شغب ووقوع بعض الوفيات إلا أن تم إعادة النادي عام 1991.
وتتطلب مباريات الوحدات والفيصلي من السلطات إجراءات أمنية مشددة حتى لا تخرج عن سياق التشيع الرياضي الى العنف وتبادل الإساءات الجارحة، حيث تم تركيب كاميرات خاصة لرصد المسيئين لإنزال عقوبات رادعة بحقهم.
العربية