يبدو ان فرح \" البعض\" بإنجاز \" العرس الديمقراطي \" في الإنتخابات النيابية الأخيرة ، قد أغرى آخرين لنقل هذا \" العرس الديمقراطي\" إلى انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية التي ستجري في الأسبوع الاخير من الشهر الجاري !! حيث يبدو جلياً ان ما يتناقله بعض طلاب الجامعة الأردنية في الأيام الاخيرة ، حول وجود تدخلات داخلية وخارجية لإعاقة ومنع ترشيح عدد من الطلبة النشيطين من المحسوبين على الإتجاه الإسلامي، أنه كان صحيحاً ودقيقاً وفقاً للمعطيات التالية:
- صدور بعض القرارات الكيدية (من وجهة نظر مجموعة من الطلاب المستهدفين) بحقهم قبل فترة قصيرة من فتح باب الترشيح لعضوية اتحاد الطلبة، الأمر الذي يعزز إمكانية وجود نية مبيتة لدى بعض الجهات من داخل الجامعة، او من خارجها – كما جرت العادة ولا جديد في هذا - لإستبعاد مجموعة من المرشحين من ذوي الفرص القوية في الفوز، مع العلم بإن المادة (15) من نظام تأديب الطلبة في الجامعة الأردنية تنص على أنه \" على لجان التحقيق ومجلس التأديب البت في القضايا المحالة إليها خلال مدة لا تتجاوز ثلاثين يوماً من تاريخ إحالتها من الجهات المختصة....\" وهو ما يقول بعض الطلبة - الذين تم استثناؤهم من الترشيح بسبب إيقاع عقوبات بحقهم - أنه لا يتوافق مع نص المادة المشار إليها.
- تأخير صدور القائمة النهائية للمرشحين الذين قبلت طلباتهم حتى مساء يوم الخميس الموافق 9/12/2010، متعارضاً مع التعليمات التي أصدرتها اللجنة العليا للإنتخابات والتي حددت يوم الأربعاء الموافق 8/12/2010 موعداً لصدور قائمة المرشحين المقبولين للتنافس في انتخابات الإتحاد.
- كما يتناقل بعض الطلبة أن هناك قائمة اولية للمرشحين صدرت وفيها الأسماء التي تم استثناؤها فيما بعد في القائمة النهائية، مما يؤكد وجهة نظرهم أن تدخلات جرت لإستبعاد هؤلاء المرشحين بناء على توصيات أو أوامر داخلية أو خارجية صدرت بهذا الخصوص، مما يدفعهم للتساؤل : هل أصبحوا يشكلون خطراً على الجامعة ومن ثم على الوطن ؟؟
إن هذه المعطيات تعطي مؤشرات خطيرة حول سلامة الإجراءات التي تسبق عملية الإقتراع، الامر الذي سيفتح الباب أمام مزيد من التساؤلات المشروعة حول أية تدخلات قد تجري لاحقاً حتى موعد الإقتراع وفي يوم الإقتراع وإجراءات الفرز، وهل سنكون امام نسخة مكررة مما جرى في الإنتخابات النيابية السابقة؟
على إدارة الجامعة واللجنة العليا للإنتخابات، أن تطمئن طلابها وطالباتها بأن تعلنها بكل وضوح وصراحة بأنها تقف على مسافة واحدة من جميع الطلبة بغض النظر عن انتمائاتهم السياسية أو الفكرية وأن انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية هي ممارسة ديمقراطية تخص طلبة الجامعة وحدهم وأنهم – أي الطلاب – هم أصحاب القرار في اختيار ممثليهم للإتحاد، وعليها ان تعلنها بكل وضوح وصراحة أنها لن تسمح بأية تدخلات داخلية أو خارجية تعيق العملية الديمقراطية في الجامعة.
وهذا الإعلان – إن صدر - من طرف الجهات المسؤلة في الجامعة سيعزز انتماء الطلبة لجامعتهم ويشجعهم على المشاركة في انتخابات اتحاد الطلبة لأنهم سيكونون واثقين بأن أصواتهم لن تذهب هدراً أو تُسرق الفرحة منهم نتيجة ممارسات البعض الذين لا يريدون الخير للطلبة ولجامعتهم ، وسيؤكد للطلبة أن أي قرار يخص تعزيز حرياتهم الطلابية والمحافظة عليها وتنميتها بما يخدم أهداف الجامعة والوطن إنما هو قرار ينبع من إدارة الجامعة وليس من أية جهات اخرى إعتادت أن تحشر أنفها فيما يخص خيارات الناس واختياراتهم الديمقراطية.
انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية، يضع إدارة الجامعة الجديدة أمام تحدٍ كبير يتمثل في حرصها على إنجاح هذا \" العرس الديمقراطي \" في الجامعة، من خلال تأكيدها على أن تسير إجراءات الإنتخابات بكل شفافية ووضوح وأن تحقق بعدالة وشفافية في كل إجراءات منع ترشيح بعض الطلبة بسبب انتمائاتهم الفكرية والسياسية، لمنع أية تشنجات وتفاعلات سلبية قد تحدث - لا سمح الله – إن شابت هذه الإنتخابات أية شائبة تعكر صفوها ومسيرتها والتي يحرص الجميع على نجاحها وديمومتها.
فهل من مجيب ؟؟؟
أسأل الله ذلك.