د نضال شاكر العزب
والراي دوما لأصحاب الرأي من الحكماء الذين يلتقطون الحكمه ....فالحكمه ضاله المؤمن أنى وجدها التقطها ...ومن الحكمه تتبع الحكماء وإقتفاءهم ....
من الناس من لا يدانيه القول ، فكل القول البشري لايضيف له ، هذا حال سيد القضاء ، وراس السلطه القضائيه البهي ، الحكيم الفهيم موسى الساكت . أول الثلاثه \" مسمار والواكد \" الذين أعطوا للقضاء روحا فياضه تفوق النصوص ، بل إنهم أعطوا للسلطه القضائيه رونقا وبهاءا ورفعة ....فلم يكن يقال حينها قضاء نزيه لانه بوجود الأفذاذ حكما هو نزيه ....
وتأخذني الذكرى الآ حي القلعه - بيتنا - حيث كان يشرفنا السيد والأب موسى الساكت حيث كانت الأفئده تحتفي بالعم الذي لم يترفع رغم مهابته وهيبته عن زياره أهله والإطمئنان عنهم في حضور مهيب وإطلالة بهيه متواضعه عطره ... رغم ان من هم أقل منه درجه يتججون بإنشغالاتهم لكن صدقه وصفاء سريرته ونقاءه كانا يمنعانه ...فترى الرجال منبهرين بمقدمه رغم صمته العميق وعدم احتفاءه بالمديح ....
*******
نعم فالقاضي الجليل كان ضميرا سائرا على قدمين تملؤه الحكمه ، إذ كان يضطلع بكتابة القرارات التمييزيه...في غالب الاحيان ويقوم بعمل تعجز عنه جمهره من القضاة فهو رجل بألف رجل حكيم ....لا يمنعه موقعه من إحقاق حق ....
...... ******
لا لم يتهافت ولم يسع لمنصب . فملأ موقعه ، ملئا جعلته يرفض إن يكون حيث يرجو الاخرون ....ولا مقارنه ....فقد كان منذ الصباح وحتى المسا يتمتع بالهيبه والوقار فلم يتراكض ليكون على راس جاهة أو عطوه ، ولم يرسل محاسيبه للناس ولم يوزع أبناءه على الولائم .... ورغم ما كان يملكه من اللغه فلم يخطب في الناس ، واعدا وبعد حين كاذبا متراجعا ....
*****
هكذا كان البياض عنوان رأسه ....وعنوان فروسيته المهابة ....فرفض ما كان يطمح له الأخرون وعاش في بيته ككل الحكماء والزهاد وأصحاب الرساله ....مربيا لجيل من القضاة يفخرون بما تلذذوا به من طيب المعرفه ....
*******
ولما كان سيد البلاد الباني الحسين بن طلال يعلم من لديه ، وما لديه من الرجال بحسه الهاشمي وفراسته ، فلقد شرف الهاشمي منزل سيد السلطه القضائيه مكرما له في بيته ...ومستشعرا قيمه نزاهته .... وهكذا كان التكريم تكريما متميزا ...لا يناله إلا من هم مثل موسى الساكت ......
*******
وهو رحمة الله شعلة لا تخبو ....لأصالتها ...وهو الأمثوله في الصلابه حيث كان من يحيل نفسه على التقاعد ، ولا ينتظر مختبأ خائفا قرار يزيحه ....مثل هؤلاء من نحتاجهم ونشتاق إليهم ونخالهم بيننا ....وعكس هؤلاء من الفقاعات ذات العمر القصير والدجل الكبير والتنافخ وحشو الألفاظ لا تحتاجهم المدينه ....
*********
ولنا كل الأمل باستمرار رساله \"أبي القضاه \" كما أن الرساله المودعة في مركزه الثقافي لا بد لها من الاستمرار والتغذيه وامدادها بالحياه ....