حضرات السادة النواب : من هم أصحاب الأمل ؟؟؟..................
قد تختلف المُسميات وتتنوع الإشارات, ولكنهم بدون أي مُجاملات أو اية تنميقات هم معاقون, ذوي إحتياجات خاصة, لن تُجدي محاولات تزين الألقاب وترتيب الأسماء نفعا في تغطية ما أصابهم من إبتلاء من ربهم, فمنهم من وُلد هكذا ومنهم من أصيب لاحقا, وفي نهاية المطاف هم صُمٌ وبُكمٌ, ولكن أجمل ما فيهم هي تلك الكلمة التي يُضيفونها لوصف حالاتهم وربطها بعلاتهم, الامل ... نعم الامل الذي فقده الكثيرون من غيرهم ولم يلتمسوه, أسموا أنفسهم نادي الامل للصم والبكم, وجميل هنا أن نطرح السؤال التالي : هل الساعي لتحقيق الأمل بعد أن رسم الامل ووضعه لنفسه يسمى معاق ؟؟, أم هل من يعيش بلا أمل ولا طموح هو المعاق فعليا؟؟, نحن نسمع ونتكلم, ولكن لغتنا كثيرا ما تكون لغة غير مفهومة وكلمات غير مسموعة, نُخرج أصواتا ونسمع نعيقا, أما هم فينطقون حكما حتى وان كانت بدون أصوات واضحة, ويسمعون ألحاناً ومعزوفات كلها تغني في أعماق فكرهم: نحن نُفكر ونحلم إذاً نحن موجودون.
لماذا نخجل من واقعهم وهم به يفتخرون.....
أعجزتني المقدمة حين بدأت بها, لم أحبب أن أجاملهم تعاطفا معهم فهم لا يحتاجونه, ولم أرغب في تزويق كلماتي بعبارات تُسقط من واقع حالهم إعاقاتهم, فهم صمٌ وبكمٌ ولكنهم ورب محمد يفقهون ويعقلون, لم يسمعوا يوماً كذباً ولم ينطقوا يوما كفراً, إبتساماتهم هي عن شخصيتهم, إبتسامات الثقة بالنفس والسعي لتحقيق الامل ... الامل أراني كلما كتبت هذه الكلمة وقفت عندها وصفنت جوارحي بها ... الأمل ... الأمل دائما أن هنالك جديد مفيد ... الامل دائما أن هنالك رغبة بالتغير وقهر المستحيل, الامل دائما أن هنالك المقدرة على تخطي الصعاب .... من لا أمل له ولا طموح فهو الأصم الأبكم يمشي ميتاً بجسد حي .
نادي الامل للصم والبكم..................
مجموعة رائعة من أبناء الوطن الذي أُبتليوا بإعاقة أفقدتهم النطق والسمع أو إحداهما منفردة, في زمن صعب كزماننا الذي نعيشه قد يجدون صعوبة بالتعامل مع الاخرين بعلة بالاخرين انفسهم, وصعوبة في تحقيق وتوفير سبل معيشتهم, ولكن هيهات لمن يعشق الأمل أن يتوقف ويصمت, هم كذلك نطقوا أملا وسمعوا وأسمعوا العالم كله أملا, أوجودا لأنفسهم تنظيما أقل ما يمكن أن يُقال عنه أنه تمثيل عملي وحيوي, إجتمعوا على إختلاف أفكارهم وتعدد معتقداتهم فأنشأوا لأنفسهم هذا النادي, تجمعهم لغة واحدة ونشيدهم الذي يسمعوه كل لحظة واحد, يعيشون معنا بكامل ما عليهم من واجبات, ولكنهم لم ينتظروا منا عطفا ولا شفقة فتكاتفوا وتجمعوا وشدوا من أزر بعضهم البعض فأنشأوا هذا التنظيم الرائع, وأسموه بواقع حالهم نادي الامل للصم والبكم, ولم يحتكروا الامل لأنفسهم بل نثروه أمامنا وأعطونا حرية العيش بالأمل معهم و قدموا أنفسهم كأكبر دليل عملي واضح جلي على أنه من أراد الحياة يوماً فلا بُد أن يستجيب القدر.
لغة لا ننطق فيها صوتا..................
حين تزروهم وتجلس معهم وتحاورهم وتستمع لهم تعرف معنى وفحوى الأمل الذي أتحدث عنه, نعم تُحادثهم فهم يسمعون و تُنصت لهم فهم ينطقون, لن تقف لبرهة بسيطة دون أن تعرف أنهم قادرون على إيصال المعلومة لك, والتواصل معك بما تطرحه من أفكار, الإبتسامة تجدها كثيرا من الأحيان دعوة لك لكي لا تُخفي عنهم عجزك عن التواصل معم, فيمنحوك الثقة بأن تقول ماذا... وأن تؤشر بيديك وأن تكتب أصابعك, يغضبون إذا شعروا أنك استسلمت عن محاولة إيصال الفكرة لهم, لانهم يعيشون الأمل أنهم مثلنا جميعا بل وفي بعض الامور أفضل منا, فهم يعترفون بمشكلتهم ويعلنون إعاقتهم دون خجل ولا خوف, أما نحن فكم من كثير بيننا يخفي إعاقته ولا يعترف بمشكلته, لن أقول هم مثلنا ولا فرق بيننا وبينهم, ولن أقول كما يقول البعض هم بشر عاديون مثلنا وعجبي عليها من توصيفة, بل أقول هم ليسوا مثلنا بل أفضل منا, وهم ليسوا بشر عاديين بل هم بشر متميزون فوق العادة, بشرٌ يسمعونك صوتهم دون ان تنطق شفاهم, ويسمعون قولك دون ان تعانق المطرقة السندان.
السادة النواب الأكارم ......الدعوة عامة............................
ما زال عجزي مستمر في وصفكم يا أبناء الامل, اعذروا تقصيري في بذل كل جهد لوصفكم, سامحوني إن لم ترتقي كلماتي لمستوى أفعالكم وأحلامكم وآمالكم, فأنا اعيش محاولة البحث عن أمل, و أنتم تعيشون الامل و تحلمون أنك راغبون وقادرون , وأنا أحلم أن حياتي بدون قدرة , فأصحو من حلمي بلا رغبة, أترون أيها الصم والبكم الناطقون السامعون بلا أمل, أترون ما الفرق بيننا وبينهم, هم مكتملون في بشريتهم وإنسانيتهم, ونحن وكما قال الشاعر الامير: مجموعة انسان ولكننا مجموعة غير مكتملة, نبحث عن شيء , ولكننا لن نجده إلا إذا أعطيناه وتشاركنا به , إسمه الأمل....
أدعوكم وبكل فخر وشرف وليكن هذا أمل وجدته أعيش له, أدعوكم لزيارتهم والإطلاع على سير حياتهم, أدعوكم للمرور بهم والتحدث معهم والإستماع اليهم, لن تعجزوا فهم من سيرشدونكم ولن تتعبوا فهم من سيفهمونكم, ستعرفون ما معنى الحياة بدون كلمات وبدون طنين, هذا عنوانهم وأرقام هاتفهم وإيميلهم جربوا فلن تخسروا, حاولوا فلن تفشلوا, لن يفشل من لديه رغبة بأمل ويسعى ليمتلك القدرة على تنفيذ هذه الرغبة, ضموهم وليكونوا هم صوتكم في الحياة كما انتم صوتا للحياة.
الله و أكبر ... الان تحت التنفيذ................
إنهم الان يسعون لبناء مسجد لهم يجمعهم لعبادة ربهم, مسجد سيُجهز بتجهيزات خاصة تُناسب إعاقتهم, فلا يعودون يشعرون إنهم الا متميزون وغير مختلفون, ويُسهلون على انفسهم التوحد في عبادة ربهم والتمتع بها, بدأوا الأمل وبدأوا العمل, ليست الظروف سهلة وأبداً لن تكون المعوقات المالية والقانونية مُحققة إكتمالا إن لم نساعدهم ونمد لهم يد العون في تنفيذ مشاريعهم وليس في التغلب على إعاقاتهم, نساعدهم لنساعد أنفسنا ونُعينهم عونا لأنفسنا, لا منة ولا شفقة بل اخوة ومحبة, اعتبروها يافطة اخرى لم تعلقوها في حملاتكم الانتخابية شعارها ليحيا الامل, فلنُحي الامل و لنحلق بركب الأمال والطموحات, فمساحات الأمل تتسع دائما وأبدا للمزيد .
وغدأ المحبة للجميع ... محبة المسيح ...............
أهي صعبة ؟؟؟؟ أهي مستحيلة؟؟؟ هل نحن عاجزون على الأقل عن مُساعدة الاخرين في تحقيق أمالهم وأحلامهم حين نعجز عن تحقيقها لذاتنا ؟؟؟؟ قرار بسيط يبدأ بالرغبة ثم التنفيذ, نرغب في أن نكون معهم شركاء ثم نعمل على تنفيذ هذه الرغبة, اليوم نبني معهم مسجدا وغداً نبني معهم كنيسة, ويوما ما سبني وإياهم وطنا كلنا فيه نسمع, وكلنا فيه نتكلم, نسمع ألحان العمل الجاد على إيقاعات الإخلاص والتفاني, ونتكلم لغة واحدة تتغير فيها الحروف وتتبدل التشكيلات ولكنها تبقى في نهاية الامر لغة الوطن .... ليعيش الوطن .... ليعيش الوطن كله .... من قاعدته الى هرمه..... نعيش أحرار كلنا معا ...... أو نموت كلنا معاً أحراراً .... فكما الواحد فينا للكل ....لا بد ان يكون كلنا للواحد منا .
فيا سادتي النواب هل منكم من مستجيب .... هل منكم من ملبي النداء .............
حازم عواد المجالي
ملاحظة مهمة:
الموقع الرسمي لنادي الامل والصم والبكم :www.amaldeafclub.org
الأردن - عمان -الوحدات -شارع مادبا
تلفاكس :4700922 6 962+
موبايل : 99541963 7 962+
او على الراغبون في تقديم المساعدة والدعم المادي لهم دون رغبتهم في معرفة أسمائهم ومواقعهم, يُمكنهم التواصل مع الكاتب من خلال إيميله أو رقم هاتفه 0796122229, و سيضمن إيصال الدعم لهم دون معرفة الداعمون أو التعريف بهم.
والله ولي التوفيق وبه المستعان.