بقلم: شفيق الدويك
عليّ أن أتوجه الى مدينة ميلواكي في ولاية وسكنسن قبل الثالث عشر من الشهر الحالي لأكون بقرب إبن خالتي زوج شقيقتي إياس دودين، المقيم في مدينة ميلواكي منذ عام 1978، حيث ستجرى له بإذن الله عملية قلب مفتوح بعد ثلاثة أيام من الآن.
المسافة بين مدينتي هيوستن و ميلواكي تقدر بحوالي 1913 كيلومتر، و يحتاج المرء الى ما يزيد عن 19 ساعة لقطعها بالسيارة من دون توقف.
تلقب المدينة بـ "مدينة الاحتفالات" بسبب كثرة الاحتفالات الموسيقية والثقافية فيها. كما تسمى بـ "مدينة الخمر" لكثرة مصانع الجعة فيها، و قد أخذ اسم المدينة من الكلمة الهندية "Millioke" التي تعني "الأرض الجيدة". *
المثير حقا أنني قد تمكنت من الحصول على تذكرة طائرة رخيصة جدا ( أي ب 79 دولار خلال هذا الوقت من العام، لأنه يتوفر دائما عن طريق الإنترنت عروض أسعار تذاكر خيالية القيمة و لفترة محددة)، و المثير كذلك تمكن الفرد هنا من الحصول على بطاقة الدخول الى الطائرة عن طريق الإنترنت، حيث يختار المرء مقعده بعد دخول موقع شركة الطيران و يطبع معلومات بطاقة دخول الطائرة و يوفر الجميع (موظفوا الطيران و المسافرون) بذلك وقتا لا يستهان به، و ما أكثر أفكار التوفير و الكفاءة و الفاعلية هنا لصالح الوطن و المواطن.
رغم مكوثه هنا لأكثر من عقدين من الزمن، إلا أن الأخ حامد ابو سنينه، و هو أحد أنسبائي، قد أصر على أن يأخذني بسيارته نحو المطار البعيد في هيوستن الساعة الرابعة فجرا، و قد كان لذلك جميل الأثر في نفسي لأن فيه دلالة على تمسك من رحل الى بلاد الإغتراب و جميع أسرته بعاداتنا و تقاليدنا و قيمنا بجانب التكيف و التأقلم مع عادات و تقاليد و مفاهيم بلد الإغتراب.
إقتربت الطائرة من مدينة ميلواكي المغطاة بالثلوج. يا إلهي ما أجمل و أبهى بحيرة ميتشغان، و التي تعني باللغة الهندية " الماء العظيم" ، إنها تلامس أطراف المدينة بخجل و وتردد شديد و تحدثها بلغة العيون و هذا هو المثير.
* المرجع : موقع المعرفة.