العرب اليوم - فيصل التميمي
سجلت أسعار السكر الخام والسكر الابيض في الاسواق العالمية أسعارا قياسية لم تبلغها منذ 30 عاما, وواكب ذلك زيادات في أسعار السكر في الاسواق المحلية.
وحول ذلك توقع نقيب تجار المواد الغذائية المهندس سامر جوابرة أن يستمر تذبذب الاسعار في السوق المحلية حتى بداية إنتاج محصول السكر البرازيلي, أو ظهور مستجدات تتعلق بالدولار, مشيرا أن أسعار الدولار والديون الاوروبية يؤثران في العملة وأسعار السلع الاستهلاكية ومنها السكر.
وأكد أن أسعار السكر الخام والسكر الابيض شهدت ذبذبة عالية وحادة لم يسبق لها مثيل ونسب تغيير فاقت 100 بالمئة بين أعلى قمة وأقل قاع, حيث بلغت أسعار السكر مستويات عالمية لم تبلغها منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
وأرجع جوابرة أسباب الذبذبة الحادة في أسعار السكر عالميا إلى عدة عوامل تمثلت في انخفاض إنتاج البرازيل من السكر لهذا العام, الذي كان أقل من المتوقع وذلك بسبب قلة كميات الامطار التي أدت إلى خفض نسبة تركيز السكر الموجودة في قصب السكر مع إعطاء الاولوية لتغطية السوق المحلية, علماً بأن أسعار السكر في السوق البرازيلية قد شهدت ارتفاعات غير مسبوقة.
وقال: أن تغير الاحوال المناخية حول العالم أدى إلى تلف الكثير من المحاصيل الزراعية ومنها البنجر وقصب السكر, كذلك الجفاف في روسيا وأوروبا والبرازيل, الفيضانات في باكستان والهند.
الى ذلك حذرت دراسة حديثة قام بإعدادها المعهد الدولي لبحوث السياسة الغذائية من أن التغير المناخي يمكن أن يؤدي إلى حدوث نقص غذائي ويُسبِب ارتفاعاً نسبته 130 بالمئة في أسعار المواد الغذائية الاساسية بحلول عام ,2050 محذرة ايضا انه اذا ارتفعت حرارة الارض بمقدار درجة واحدة بحلول عام ,2050 فإن ذلك من الممكن أن يتسبب بتدمير الانتاج الغذائي - حيث ستتسبب درجات الحرارة الاكثر سخونة, والاكثر رطوبة, في خفض إنتاج المحاصيل.
وتكهنت الدراسة أيضاً بأنه في ظل التوقعات التي تُبَيِّن أن تعداد سكان العالم سيصل إلى 9 مليارات نسمة بحلول منتصف القرن الحالي, فإن التأثيرات التي ستنجم عن خفض إنتاج المحاصيل قد تكون مدمرة - خصوصاً إذا تعثر نمو الدخل في البلدان النامية.
وقد كشفت الدراسة أيضاً النقاب عن أن متوسط استهلاك السعرات الحرارية سينخفض بشكل ملحوظ في أكثر الدول فقراً, حتى بحلول عام .2050 وقالت إنه بحلول منتصف هذا القرن, من الممكن أن يرتفع سوء التغذية لدى الاطفال بنسبة 18 بالمئة.
وجاء أيضاً بالتقرير: "ان خفض نمو الانبعاثات للتقليل من آثار التغير المناخي هو بالتالي أمر ضروري لتجنب تكون مستقبل مصحوب بالكوارث بعد عام 2050".
وفي أسوأ السيناريوهات, تنبأت الدراسة بإمكانية أن يرتفع سعر الذرة - الذي يعتبر سلعة غذائية رئيسية في جنوب الصحراء الكبرى - بنسبة تصل إلى 130 بالمئة. وهو ما يزيد بنسبة 34 بالمئة عن سعره في عالم خال من التغيرات المناخية, فيما لفتت الدراسة كذلك أن أسعار الارز من الممكن أن ترتفع بنسبة تصل إلى 78 بالمئة, والقمح بنسبة 67 بالمئة.
وأثارت الدراسة تكهنات تفيد بأن إنتاج الارز والقمح سينخفض في جميع أنحاء العالم, قال نيلسون ان جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا سيكونان على الارجح أكثر المناطق التي ستعاني من وطأة تغير المناخ.
وقد تكهنت الدراسة ب¯ 15 سيناريو مختلفا يمكن أن يشهدها العالم عام ,2050 من خلال جمعها بين معدلات الدخل المختلفة والنمو السكاني وبين النتائج المناخية المختلفة. ودعت إلى خفض ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن النشاط الزراعي - والذي يعتقد أنه المسؤول عن 30 بالمئة تقريباً من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية - وكذلك اعتماد هدف زراعي لمحاربة الانبعاثات الكربونية بحلول .2050
من جهتها, أشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن موجة الجفاف والحرائق التي ضربت روسيا هذا العام, جنباً إلى جنب مع الفيضانات الهائلة التي أغرقت باكستان, قدَّما نافذة على المستقبل الذي ستكون فيه الظروف المناخية قاسية للغاية, حيث نقلت الصحيفة في هذا الجانب عن غيرالد نيلسون, الباحث المشارك في إعداد الدراسة, قوله: "إن الارتفاعين اللذين طرآ على أسعار المواد الغذائية عامي 2008 و2010 كان لديهما مكونات مهمة متعلقة بالاحوال الجوية والطقس".
وأوضحت الغارديان ضمن هذا السياق أن تلك الدراسة تُشكِّل جهداً بحثياً نادراً في التنبؤ بعواقب وخيمة وبعيدة المدى للتغير المناخي بحلول عام 2050 - وهو التاريخ الذي قد يبلغه معظم الناس الذين يعيشون اليوم - بدلاً من نهاية القرن الحادي والعشرين.0