المباشرة بتنفيذ برنامج تهيئة النزلاء ممن امضوا 18 شهرا من المحكومية ليتمكنوا من الاندماج مع مجتمعاتهم الخارجية بعد الافراج
تشكيل مجلس محلي للنزلاء بالانتخاب ليكون حلقة وصل مع ادارة المركز ومشاغل حرفية جديدة تحت التجهيز
المفرق - العرب اليوم - يوسف المشاقبة
تعتبر تجربة مركز إصلاح وتأهيل سجن أم اللولو من التجارب الأردنية الناجحة في إدارة السجون تستحق ان تدخل في تقارير رصد حالة حقوق الإنسان عموما وحقوق السجين خصوصا لما تتضمنه التجربة من قفزات نوعية في الحفاظ على كرامة السجين وتأهيله.
وتضمنت تجربة إنشاء المركز الذي يقع على بعد 20 كم الى الغرب من محافظة المفرق ومقام على مساحة 68 دونما ويتسع لقرابة 700 نزيل إدخال مفاهيم جديدة في عالم مراكز الإصلاح والتأهيل على شاكلة المشاركة الديمقراطية (المجالس المحلية المنتخبة للنزلاء) وحدائق الزوار التي تمكن زوار النزلاء من الاجتماع بالنزلاء في اجواء تحفظ الكرامة للطرفين.
وخلال جولة العرب اليوم الميدانية في المركز شاهدت ميدانيا حجم الجهود المبذولة من قبل العاملين في المركز من خلال ما يقدمونه للنزلاء من خدمات مميزة من شأنها ان تساهم في تأهيل واصلاح النزلاء المحكومين في العديد من القضايا.
وتحدث عدد من النزلاء حول ابرز البرامج المقدمة لهم قائلين: اننا في المركز نشعر بالراحة لما يقوم به المركز من خدمات مميزة وفرصة في التعليم والتأهيل والتدريب على جميع البرامج المتوافرة والتي منحتهم فرصة الاستفادة الكاملة من تواجدهم طوال مدة المحكومية الصادرة بحقهم
واشاروا ان كوادر المركز قدمت لنا المزيد من المرافق والخدمات مما اسهم في استثمار اوقات فراغهم ضمن برامج اجتماعية وتعليمية بهدف التمكين من ايجاد فرص العمل بعد خروجهم من المركز والتفاعل مع المجتمع المحلي بشكل اكثر.
مدير مركز اصلاح وتأهيل ام اللولو العقيد وليد الانصاري قال: بانه تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية بتطوير مراكز الاصلاح والتأهيل بما يتوافق مع معايير حقوق الانسان ويحقق مفاهيم الاصلاح والتأهيل وضعت مديرية الامن العام خطة شاملة لتطوير المراكز من حيث المباني والتصميم الهندسي وتوفير المرافق الحرفية المناسبة وفق مفاهيم ريادية, جاء انشاء المركز الذي يعد مركزا رياديا لتطبيقه مجموعة من السياسات والاجراءات المطورة واعتماد نظام التنصيف الجرمي المطور المحوسب ويستند لعدة معايير كالخطورة الجرمية ومدة العقوبة ونوع الجريمة وغيرها.
وبين العقيد الانصاري بانه تم التركيز على مفهوم تفريد المعاملة كاحد المفاهيم العصرية في مؤسسات الاصلاح الجنائي وتصميم برامج خاصة تراعي خصوصية كل نزيل لمساعدته على العودة الى المجتمع عضوا صالحا, اضافة الى ادارة وقت النزيل بطريقة ايجابية من خلال اشراكه بنشاطات اجتماعية وثقافية ورياضية وفنية وتعليمية تساعده في تحقيق الذات والاهتمام بتشغيل نزيل من خلال توفير فرص عمل مناسبة ومتنوعة داخل المركز تمكنه من تطوير ذاته والحصول على دخل جيد اثناء تنفيذ العقوبة والانفتاح على مختلف مؤسسات المجتمع المحلي والتعاون مع الجهات الرسمية ذات العلاقة لتحقيق الغاية المرجوة والاهتمام بتدريب العاملين لاكسابهم الخبرة اللازمة والتخصص بالعمل.
وأضاف العقيد الانصاري: ان المركز يتضمن مدرسة معتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم توفر الفرصة لجميع النزلاء لمتابعة تعليمهم بمختلف المراحل وكذلك صفوف محو الامية للراغبين بالتعليم, اضافة الى تجهيزها بكافة التجهيزات الفنية اللازمة وانشاء مختبر حاسوب في المدرسة يضم 15 جهازا لعقد دورات مختلفة لجميع النزلاء.
وتابع مدير المركز قائلا: هناك مركز صحي اولي يحتوي على عيادات طب عام وطب الاسنان وصيدلية تدار من قبل اطباء ومختصين من وزارة الصحة ومكتب خدمة اجتماعية بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية بتولي اجراء الدراسات الاجتماعية وتقديم خدمات الارشاد للنزلاء, اضافة الى ملاعب رياضية مختلفة مجهزة بكافة الادوات الرياضية المناسبة لمختلف الالعاب ومكتبة للنزلاء للقراءة وحديقة النزلاء للزيارات العائلية ومجلس النزلاء يتم بالانتخاب من قبل النزلاء بحيث يشكلون حلقة وصل بين النزلاء وادارة المركز وهناك مشاغل حرفية تحت الانشاء.
وبين بانه تم تخصيص زيارات للنزلاء بحيث يسمح بزيارات خاصة مباشرة تكون بموجب طلب يقدم للادارة او بناء على تقديم هذا النوع من الزيارات كحافز من الادارة الى النزيل صاحب السلوك الجيد ليكون حافزا له ولغيره من النزلاء وتم انشاء حديقة خاصة لهذه الغاية مجهزة بالنجيل والعاب للاطفال ورسومات ومظلات ومقاعد لتوفير الراحة للنزلاء وزائريهمموضحا ان النزلاء استفادوا من عدد كبير من الدورات التعليمية مثل دورات في التجويد وحفظ القران الكريم ودورات تدريب مهني في مختلف التخصصات (حلويات وطهي وحلاقة) وذلك بالتعاون مع مؤسسة التدريب المهني.
واكد العقيد الانصاري ان هدفنا خلق بيئة مستقرة وانسانية في المركز والعمل على رعاية النزلاء من خلال برامج اصلاحية وتأهيلية وتعليمية ومهنية تمكنهم من العيش الكريم وتساعدهم على الاندماج في المجتمع ليعودوا اعضاء صالحين ومنتجين والمحافظة على حقوق النزلاء ورفع مستوى الخدمات المقدمة وتوفير الرعاية اللازمة لهم وفق مفاهيم الاصلاح والتأهيل.
واشار مدير المركز انه تم العمل ببرنامج (تهيئة) الهادف لتهيئة النزلاء الذين امضوا فترة زمنية طويلة تزيد على 18 شهرا داخل المركز وشارفوا على انهاء مدة المحكومية من خلال العمل على تهيئتهم للخروج الى المجتمع الخارجي ليكونوا مهيئين نفسيا واجتماعيا للتأقلم من جديد مع مجتمعهم الخارجي.