زاد الاردن الاخباري -
استذكر المشاركون في مئوية القاضي الراحل موسى الساكت مناقب الراحل، مبينين أنه كان مظلة للقضاء من أي محاولة للتغول عليه أو المساس به وحامياً للقضاة.
وبينوا، خلال حفل المئوية الذي أقيم في مركز موسى الساكت الثقافي أمس في السلط أن الوطن بحاجة لاستذكار نماذج خدمته بإخلاص وتفان.
وقال راعي الحفل رئيس الوزراء الأسبق أحمد اللوزي إنَّ الراحل مثل مدرسة في فهم القوانين والدستور وطودا شامخا في العمق والتحليل حتى بات مرجعية دستورية وفقهية.
وأضاف أنَّ الساكت كان قدوة لزملائه في الأخلاق، ومراعاة قواعد العدل والإنصاف، بحيث بات الأب الروحي لرجال القضاء من خلال علمه وسداد رأيه.
وقال رئيس المجلس القضائي رئيس محكمة التمييز راتب الوزني إن القاضي موسى الساكت كان مظلة للقضاء وحامياً له من أي محاولة للتغول عليه أو المساس به، وأنه لم يطالب لنفسه أو للقضاة بأي امتيازات لكي لا يضطر إلى مجاملة أي من السلطات، بل كان يترك تقدير امتيازات القضاء لوزراء العدل والسلطتين التنفيذية والتشريعية.
وزير العدل هشام التل لفت إلى أن القاضي الساكت كان حالة خاصة من النزاهة والثقافة والشجاعة، وكان مشروعا ثقافيا حضاريا أسس بالتعاون مع الخيرين قلعة القضاء الأردني بتماسكها وعطائها ونزاهتها فقد كان الوطن عند أبو عوني حلما وعطاء وانتماء عمل على رفده بخبراته القانونية والثقافية بسلوكه وخلقه ونزاهته.
وتم عرض فيلم تعريفي تناول مراحل من حياة الراحل، وتضمن شهادات من عدد من رجال الوطن،
حيث قال رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري إن موسى الساكت كان رجلاً حراً نزيهاً نظيفاً، طبق مفهوم السلطة القضائية المستقلة بكل دقة وصرامة ولم يقبل من أي سلطة لا تشريعية ولا تنفيذية ولا أي جهات أخرى أن تتدخل في مهام المحاكم أو في القرار الذي ستصدره محكمته أو أي محكمة أخرى.
وعن دور مركز موسى الساكت الثقافي الذي قام بتشييده عن أبناء القاضي نجله المهندس عوني ليكون منارة للثقافة والعلم وللمساهمة في تنمية المجتمع المحلي، نوهت وزيرة التنمية الاجتماعية وشؤون المرأة هالة لطوف بدور المركز في العمل الاجتماعي والخدماتي العام الذي ينتفع منه طلبة العلم.
وتوقعت أن يكون المركز منتدى للثقافة والتربية والعلوم والأنشطة الاجتماعية التي ستنعكس على خدمة الوطن.
وأضافت أن تعزيز قطاعات الرفاه الاجتماعي ومكافحة الفقر والحماية الاجتماعية والتوعية وكسب التأييد للقضايا الاجتماعية العامة والخاصة لبنة أساسية في المحافظة على الأمن والسلم الاجتماعيين اللذين يميزان الأردن.
وأعلن رئيس مجلس إدارة مركز موسى الساكت المهندس عوني عن تخصيص جائزة موسى الساكت للتفوق بحيث تمنح للخريج المتفوق من المعهد القضائي، حيث يتم إعداد لوائح الاختيار لها بالمشورة والتوجيه من رئيس محكمة التمييز ورئيس مجلس إدارة المعهد القضائي وزير العدل وأضاف، إنه تأسيسا على الوفاء والتقدير لفقيد القضاء والوطن الذي خدم القضاء بإخلاص ونزاهة واستقامة لما يزيد على خمسين عاماً، فقد قمنا بتأسيس جمعية موسى الساكت للتنمية، ومنتدى موسى الساكت الثقافي كمؤسستين غير ربحيتين ومرخصتين لدى الجهات الرسمية حسب الأصول.
رئيس مجلس أمناء المركز، مروان الحمود قال إن القاضي الساكت كان بحجم معنى العدل، يدرك أبعاده ويجهد على ترسيخ قواعده ويؤكد نزاهته ويكرس استقلالية القضاء بسيادة القانون، إرساء للمساواة بين أبناء الوطن، إيمانا منه بحق المواطن في الحياة الفضلى وفي عدالة ومساواة أمام القانون وفي حضرة كل قاض عادل.
وكان القاضي موسى الساكت ولد في مدينة السلط في عام 1910م ونشأ وترعرع فيها وأتم دراسته الابتدائية والثانوية في أم المدارس الأردنية مدرسة السلط الثانوية للبنين، وقد التحق بعد تخرجه منها بمعهد الحقوق في دمشق وتخرج عام 1932م، وعمل محاميا لمدة سنتين، وعين بعدها بملاك وزارة العدلية وهناك تولى العديد من المناصب والوظائف كان أولها كاتباً بملاك الوزارة في العام 1934م، ومن ثم قاضيا لصلح معان، ومدعيا عاما في اربد، وعضوا في محكمة بداية إربد الى بداية العام 1942م، أصبح بعدها عضوا لمحكمة الاستئناف في عمان، ومن ثم رئيسا لها وبعدها عضواً ورئيساً لمحكمة التمييز والعدل العليا ورئيساً للمجلس القضائي.