منذ عدة أيام كتبت مقالتي \"أغلى ما نملك\"، وقد كنت أتحدث فيها عن ضرورة ترسيخ مقولة مليكنا الراحل أبا الحسين \"الإنسان أغلى ما نملك\".
ولكننا بعد فصل ليلة الأمس المؤسف من الأحداث \"الجديدة القديمة\"، والتي أعقبت مباراة الوحدات والفيصلي أو الفيصلي والوحدات \"حتى لا يغضب أحد الفريقين\"، أعيد التساؤل هنا من جديد إلى الواجهة \"هل بالفعل الإنسان هو أغلى ما نملك في بلادنا\"؟
لقد صدمتنا تلك المشاهد المؤسفة، والتي لا أعتقد بأنها تعبر عن الروح الراقية التي كانت بين اللاعبين في ملعب المباراة، فقد دققت طويلاً في ردود فعل اللاعبين بين بعضهم البعض بعد كل إحتكاك ولم أجد بينهم إلا كل الحب والمودة خلال المباراة، ولم أجد أي سبب يمكن أن يؤدي إلى سقوط أكثر من 250 جريحاً بعد المباراة ..!
علينا أن نعترف بأن هذه المباراة أضحت كابوساً لشبابنا لا يعبر عن مبادئ التسامح والأخوة التي طالما كانت هي السائدة بين عموم الشعب الأردني، ولكننا ومع كل مباراة بين الفريقين نجد الفتن والقلائل تثار ولأتفه الأسباب ..
ونأسف أن تأتي هذه الأحداث قبل أيام قليلة فقط من التوجه إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم لنساند بقلوبنا وعقولنا سمو الأمير علي بن الحسين رئيس الإتحاد الأردني لكرة القدم في ترشيحه لمنصب نائب رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم ..
فلم نكن نتمنى أن تأتي هذه الأحداث المؤسفة لتؤثر بالسلب على هذا الترشيح ...
إننا هنا إذ نناشد رئيس الإتحاد الأردني لكرة القدم إتخاذ أقصى العقوبات بحق من تسبب في هذه الأحداث ووضع حد لها، فإن ذلك من منطلق حرصنا على تشريف صورة بلادنا في جميع المحافل، ومن منطلق إيماننا بأن سمو الأمير علي بن الحسين هو من أفضل من يحافظون على هذه الصورة المشرقة لبلادنا، ولذلك نطلب من سمو الأمير علي بن الحسين أن يضع حداً لكل ما يتسبب في إظهار الرياضة الأردنية بمظهر غير حضاري، وغير معبر عن حقيقة الأخوة والمحبة التي لطالما جمعت جميع الأردنيين ...
ونحن هنا لا نقترح الحل بإيقاف أحد الناديين، فقد سبق وأن تم إيقاف أحدهما في نهاية الثمانينات الميلادية، وكان ذلك حلاً مؤقتاً، ولا نطلب دمج الناديين في ناد واحد تحت إسم جديد \"نادي المحبة مثلاً\"، ولكن إذا كانت كل مباراة ستجمع الفريقين ستحمل أحداثاً مماثلة فلربما كان الأفضل أن تكون المباراة بلا جمهور في المستقبل ...
ولنكتفي وقتها بمشاهدة فنون كرة القدم من أقدام اللاعبين، وفنون المحبة والأخوة والتسامح من محبة اللاعبين لبعضهم البعض فقط ...
وعندها ليرتاح الجمهور في بيته مستمتعاً بالرياضة الأردنية الراقية ... كما نريدها أن تكون دائماً .. فربما كان ذلك حلاً..