كيف يمكننا أن نعيش الروح الرياضية في مباراة كرة القدم ، سؤال أظنه قد شغل الجميع ، دون القدرة على التوصل إلى حل أو إجابة ، بل دون التوصل إلى مكان الخلل .
لكن ... لا يمكننا أن ننكر أن لدينا روح رياضية ؟! وحتى نثبت ذلك فلابد من :
لا بد أن يكون اغلب المشجعين من فئة المراهقين ربع \"الفايسروي والجانيت\" ، كما لابد من وجود هتافات أقرب إلى \" الفغير \" تصدر أثناء المباراة وتشجيع غير مفهوم وصراخ ينم عنه تهتك الحبال الصوتية حبلا حبلا .
كما لابد أن يتخلل هذا \" الفغير \" كيل الشتائم والمسبات المندرجة تحت عنوان \" من الزنار وتحت \" لتشمل اللاعبين وذويهم والمشجعين وربما عابري السبيل .
كما لابد من وجود طبلة يحملها أحد المشجعين بينما يرافقه عدد لا بأس به من المشجعين الآخرين الذين يعرضون على إيقاعات الطبلة حركات أقرب إلى \" الملاخمة \" منها للرقص أو الدبكة .
كما لابد من وجود عدد من الخبراء الفنيين الرياضيين ضمن المشجعين يتولوا عملية توجيه اللعيبة في الملعب على شاكلة \" مررله يا حمار \" مثلا ، بالتالي ليس هناك داعي من وجود المدرب والطاقم التدريبي والتكتيكي للفريق .
كما لابد من وجود معلقين أيضا من ضمن المشجعين يتولوا رصد حركة اللاعبين في الملعب لباقي المشجعين الذي يجلسون ويشاهدون المباراة بالقرب منهم ، ذلك لربما أن يكون هناك مشجع أعمى موجود .
أيضا لابد من أن تعلق نتيجة المباراة سواء بالفوز أو الخسارة في عنق الحكم الذي سينهي المباراة وهو \"منهنه \" من أثر الشتائم والمسبات الغير لائقة .
في نهاية المباراة وبغض النظر عن الطرف الخاسر أو الفائز تكون الروح الرياضية قد وصلت إلى الذروة لدينا ، وهنا لابد من إحداث الشغب والتكسير والتخريب ، والاعتداء على مشجعي الطرف الآخر والشرطة واللاعبين ، لننسى بعدها نتيجة المباراة كواحد صفر مثلا ، ونفكر بنتيجة الحدث الذي سيسفر عن \" أبصر كم وفاة \" والعديد العديد من الإصابات .
هذا تصوير موجز لمباراة الأمس ، بل ليس لمباراة الأمس فقط بل لكل مباراة تقام لدينا ، وهو دليل واضح على عمق الروح الرياضية لدينا .
فهنيئا لنا بهذه الروح .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com